قصة الزير سالم ابوليلى المهلهل
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
تابع لقصة الزير سالم
فلما سمع الزير كلامه شكره وأثنى عليه وأخبره بما جرى وكان من فقد الحصان وان السبب في حضوره الان أولا لاجل سؤال خاطره الشريف وثانيا ليطلب منه المهر الثاني وختم كلامه بهذه الابيات :
قد أتيت اليوم في قلب حزين على فقد مهري الاخرج الثمين
فان شئت أعطني أخوه يا معز الجار وفخر العلين
لا أريد مال ولا كثرة نوال غير ابو حجلان مطلوق اليمين
يا ملك حكمون ان مالي كثير كل مال البر في يدي خزين
فلما سمع حكمون هذا المقال تبسم وقال مهما طلبت منا لانعزه عليك وجميع أموالنا بين يديك فوالله اننا لاننسى جميلك ومعروفك على الزمان وان ابو حجلان بعد رواحك من الاوطان أظهر الوحشه ونفر من جميع الناس حتى لم يقدر عليه أحد من السياس ثم طلب منه أن يبقى عندهم عدة أيام ليستريح من متاعب الاسفار فاعتذر وقال لابد من الرجوع في هذا النهار فأعطاه حكمون الحصان وسار إلى المركب وعند وصولهم اليها نزل بالجواد إلى المدينه فركب وقصد أهله فاتفق في تلك الساعه أن رجلا من قبيلة جساس ابصر الزير فعرفه وسار إلى عند جساس وأخبره بقدومه وقال له انني خايف عليكم من سطوته شاهدته في هذا النهار وهو مثل الاسد الكرار ثم اشار يقول :
يقول الشيخ يا أولاد مرة تعالوا واسمعوا لي يا فوارس
ايا جساس يا همام اسمع ايا ملك يا أهل المجالس
فقد كنت قرب البحر سائر رأيت خرج على اليوم فارس
على ادهم اقب الضلع فارح وفوقه درع من بولاد لابس
وفي كتفه قنا اسمر مكعب بطل صنديد يوم الروع عابس
فهذا فارس البيداء مهلهل مريع الخيل للابطال داعس
( قال الراوي ) فلما فرغ من شعره ونظامه أجابه سلطان بن مرة بهذه الابيات :
يقول اليوم سلطان ابن مرة كلام الشيخ صادق يا فوارس
فان كان ابو ليلى سيظهر يخلي دمنا مثل البواطس
ويسبي من قبائلنا عذارى ونترك أرضنا قفرا دوارس
ولايقبل رجاه ولا عطاه ويطرحنا على الغبرا نواكس
( قال الراوي ) فلما انتهى سلطان من كلامه وقع الخوف في قلوب القوم وأخذوا يستعدون للقتال من ذلك اليوم وأما الزير فانه كان قد جد في المسير حتى وصل إلى دياره والتقى بأهله وأنصاره فلما رأوه فرحوا به واتت اليه اليمامه وشقايقها وكذلك أخوة الزير وكل من في الحي من نساء ورجال فوقعوا عليه وقبلوا يديه وانتشرت الاخبار بقدومه إلى الديار بين الكبار والصغار حتى ملأت الاقطار فأقبلت الابطال والفرسان وتواردت اليه السادات والاعيان وسلموا عليه وتمثلوا بين يديه وهنوه بالسلامه فشكرهم واثنى عليهم وترحب بهم فذبح الذبائح وأولم الولائم ووعدهم بالمكاسب والغنايم وبعد أن أكلوا الطعام وشربوا المدام أنشد عدي أخو الزير يقول :
يقول عدي أبيات فصيحه أتانا الزير والمولى عطانا
وكنا قبل ما يأتي الينا بحال الذل في قهر حزانا
وجساس الردي عايب علينا يريد هلاك تغلب مع أذانا
فأمرنا با نبقى جميعنا على طول الليالي مع نسانا
ولا نركب خيولا صافنات ولانقل سيوفنا في حمانا
الينا جيت يا جميل المحامل ويا كهف العذارى والامانا
لربي الشكر ثم الحمد دايم أذا ماجئتنا نقهر عدانا
ايا سالم فانهض شد عزمك واركب فوق مطلوق العنانا
ونركب ثم نحمل فرد حمله على اولاد مرة في لقانا
ونترك دورهم بورا وقفرا ونقتلهم ونأخذ ثارا أخانا
( قال الراوي ) فلما فرغ عدي من كلامه تقدمت اليمامه نحو عمها وشكرت الله تعالى على سلامته ودعت له بطول العمر فضمها إلى صدره والتفت إلى من حوله وانشد وقال :
يقول الزير أبو ليلى المهلهل الا يابنات ان السعد جاكم
وأقبل سعدكم والشر ولى وراح الشر عنكم لاعداكم
ثماني سنين وسط البحر غائب وبالي عندكم مما دهاكم
وفرج الله همي وغمي وخلصني وجيت إلى حماكم
حيث اتيت زال الشر عنكم ونلتم يا بنات مني مناكم
غدا جساس أقتله بسيفي وآخذ يا بنات بثار أباكم
وانتم يا عدي ودريعان وباقي أخوتي تسلم لحاكم
فأتوا بالصوافن واركبوهم وهبوا جميعكم ومن معاكم
ودقوا طبلكم يآل قيس وقيموا النار فس ساير حماكم
وخبوني بعيد عن المنازل غدا جساس يبرز للقاكم
فلاقوه على خيل ضوامر واني سوف اهجم من وراكم
قد أتيت اليوم في قلب حزين على فقد مهري الاخرج الثمين
فان شئت أعطني أخوه يا معز الجار وفخر العلين
لا أريد مال ولا كثرة نوال غير ابو حجلان مطلوق اليمين
يا ملك حكمون ان مالي كثير كل مال البر في يدي خزين
فلما سمع حكمون هذا المقال تبسم وقال مهما طلبت منا لانعزه عليك وجميع أموالنا بين يديك فوالله اننا لاننسى جميلك ومعروفك على الزمان وان ابو حجلان بعد رواحك من الاوطان أظهر الوحشه ونفر من جميع الناس حتى لم يقدر عليه أحد من السياس ثم طلب منه أن يبقى عندهم عدة أيام ليستريح من متاعب الاسفار فاعتذر وقال لابد من الرجوع في هذا النهار فأعطاه حكمون الحصان وسار إلى المركب وعند وصولهم اليها نزل بالجواد إلى المدينه فركب وقصد أهله فاتفق في تلك الساعه أن رجلا من قبيلة جساس ابصر الزير فعرفه وسار إلى عند جساس وأخبره بقدومه وقال له انني خايف عليكم من سطوته شاهدته في هذا النهار وهو مثل الاسد الكرار ثم اشار يقول :
يقول الشيخ يا أولاد مرة تعالوا واسمعوا لي يا فوارس
ايا جساس يا همام اسمع ايا ملك يا أهل المجالس
فقد كنت قرب البحر سائر رأيت خرج على اليوم فارس
على ادهم اقب الضلع فارح وفوقه درع من بولاد لابس
وفي كتفه قنا اسمر مكعب بطل صنديد يوم الروع عابس
فهذا فارس البيداء مهلهل مريع الخيل للابطال داعس
( قال الراوي ) فلما فرغ من شعره ونظامه أجابه سلطان بن مرة بهذه الابيات :
يقول اليوم سلطان ابن مرة كلام الشيخ صادق يا فوارس
فان كان ابو ليلى سيظهر يخلي دمنا مثل البواطس
ويسبي من قبائلنا عذارى ونترك أرضنا قفرا دوارس
ولايقبل رجاه ولا عطاه ويطرحنا على الغبرا نواكس
( قال الراوي ) فلما انتهى سلطان من كلامه وقع الخوف في قلوب القوم وأخذوا يستعدون للقتال من ذلك اليوم وأما الزير فانه كان قد جد في المسير حتى وصل إلى دياره والتقى بأهله وأنصاره فلما رأوه فرحوا به واتت اليه اليمامه وشقايقها وكذلك أخوة الزير وكل من في الحي من نساء ورجال فوقعوا عليه وقبلوا يديه وانتشرت الاخبار بقدومه إلى الديار بين الكبار والصغار حتى ملأت الاقطار فأقبلت الابطال والفرسان وتواردت اليه السادات والاعيان وسلموا عليه وتمثلوا بين يديه وهنوه بالسلامه فشكرهم واثنى عليهم وترحب بهم فذبح الذبائح وأولم الولائم ووعدهم بالمكاسب والغنايم وبعد أن أكلوا الطعام وشربوا المدام أنشد عدي أخو الزير يقول :
يقول عدي أبيات فصيحه أتانا الزير والمولى عطانا
وكنا قبل ما يأتي الينا بحال الذل في قهر حزانا
وجساس الردي عايب علينا يريد هلاك تغلب مع أذانا
فأمرنا با نبقى جميعنا على طول الليالي مع نسانا
ولا نركب خيولا صافنات ولانقل سيوفنا في حمانا
الينا جيت يا جميل المحامل ويا كهف العذارى والامانا
لربي الشكر ثم الحمد دايم أذا ماجئتنا نقهر عدانا
ايا سالم فانهض شد عزمك واركب فوق مطلوق العنانا
ونركب ثم نحمل فرد حمله على اولاد مرة في لقانا
ونترك دورهم بورا وقفرا ونقتلهم ونأخذ ثارا أخانا
( قال الراوي ) فلما فرغ عدي من كلامه تقدمت اليمامه نحو عمها وشكرت الله تعالى على سلامته ودعت له بطول العمر فضمها إلى صدره والتفت إلى من حوله وانشد وقال :
يقول الزير أبو ليلى المهلهل الا يابنات ان السعد جاكم
وأقبل سعدكم والشر ولى وراح الشر عنكم لاعداكم
ثماني سنين وسط البحر غائب وبالي عندكم مما دهاكم
وفرج الله همي وغمي وخلصني وجيت إلى حماكم
حيث اتيت زال الشر عنكم ونلتم يا بنات مني مناكم
غدا جساس أقتله بسيفي وآخذ يا بنات بثار أباكم
وانتم يا عدي ودريعان وباقي أخوتي تسلم لحاكم
فأتوا بالصوافن واركبوهم وهبوا جميعكم ومن معاكم
ودقوا طبلكم يآل قيس وقيموا النار فس ساير حماكم
وخبوني بعيد عن المنازل غدا جساس يبرز للقاكم
فلاقوه على خيل ضوامر واني سوف اهجم من وراكم
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه طابت قلوبهم وانشرحت صدورهم وزالت عنهم الاتراح وايقنوا بالنصر والنجاح ومازال بنو قيس يجتمعون إلى الزير ويتواردون حتى صاروا في جمع غفير وعدد كثير فاستعدوا للقتال والنزال فأطمعوا الجوعان واكسوا العريان وأوقدوا النيران ورجع الحي كما كان هذا ماكان من الزير وقومه وأما بنو مرة فلما بلغهم الخبر وكيف ان بنو قيس قد التموا بعد التفريق والشتات من جميع الجهات وهم في أفراح ومسرات أجتمعوا بجساس وقصوا عليه الخبر وقالوا له لو لم يكن الزير قد ظهر لما كانوا بنو قيس اجتمعت على بعض هذه الايام وخالفت أوامرك ومراسيمك العظام فقال لهم كفوا عن هذا المقال ولا يخطر لكم الزير على بال فاستعدوا للحرب والقتال فعند ذلك استعدت الفرسان الفحول وركبوا ظهور الخيول وتقلدوا بالسيوف والنصول ولقد أملوا بالنجاح وبلوغ المأمول وركب جساس حصان الزير الاخرج وسار بذلك الجمع الغفير ولما أقتربوا من حي بني قيس سمعت أبطال الزري دق طبولهم وصهيل خيولهم فهاجوا وماجوا فأمرهم الزير أن يتأهبوا للقتال ويلاقوهم إلى ساحة المجال فتبادروا في المجال وتقدمت الفرسان والابطال وركب الزير على مهره ابو حجلان وسبقهم إلى الميدان وكمن في بعض الروابي والتلال مع جماعة من الرجال ولما اقترب جساس من رجال بني قيس قال لهم لقد خالفتم أوامري وغركم الطمع وهجم عليهم بالرجال وأحاط بهم من اليمين والشمال فالتقوه بقلوب كالجبال واشتد القتال بينهم وعظمت الاهوال وجرى الدم وسال فلما راى المهلهل تلك الاحوال لكز الحصان وتقدم إلى ساحة الميدان فشق الصفوف والكتائب ومرق المواكب وهو يهدر ويصيح من قلب فريح ابشروا يا بني بكر ياأنذال ميحل بكم من الوبال على ماعلمتونا به من سوء الفعال فقد اقسمت برب الانام الذي لايغفل ولاينام أني لا أترك منكم شيخ ولا غلام ثم انه مال وجال وضرب بالسيف العال وتبعه الفرسان والابطال من اليمين والشمال فلما سمع جساس صوت المهلهل انقطع قلبه من الخوف والوجل ولكنه ثبت في ساحة الميدان خوفا من الهلاك والقلعان وأخذ ينخي الابطال والفرسان على القتال والثبات والهجوم على لقاء الاعادي قبل الممات فثبتوا ثبات الجبابرة وقاتلوا قتال الاسود الكاسرة ولكنهم لم يقدروا ان يثبتوا اكثر من ثلاث ساعات حتى انصبت عليهم النكبات وبلوا ببلايا لا تطاق من سيف المهلهل فارس الافاق فولوا الادبار واركنوا إلى الهزيمه والفرار بعد ان قتل منهم عشرة آلاف فارس كرار وتبعهم الامير جساس وهو في قلق ووسواس وغنم بنو قيس منهم غنائم عظيمه ومكاسب جسيمه ورجعت إلى الديار بالعز والانتصار والبطش والاقتدار وفي مقدمتهم الامير المهلهل الجبار وهو مثل شقيقه الارجوان مما سال عليه من أدميه الفرسان ولما وصل إلى المضارب بقواد المواكب لاقته بنات أخيه وجماعته من أقاربه وأهاليه فشكروه على تلك الفعال وقالوا مثلك تكون الابطال والفرسان ثم انه جلس في الخيام وجلست حوله السادات العظام وجبابرة الصدام فتحادثوا في الكلام وشكروا رب الانام على بلوغ القصد والمرام وبعد ان اكلوا الطعام وشربوا المدام التفت بعض القواد إلى المهلهل فارس الطراد وقالوا بالله عليك أن تنشدنا شيئا من اشعارك لان قلوبنا مشتاقه على الوقوف على أخبارك وماجرى لك في أسفارك فعند ذلك أنشد يقول وعمر السامعين يطول :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل فكل مقدر لابد يأتي
نزلت ياأخوتي وابناء عمي بجنح الليل لايدروا صفاتي
فقالوا ضيفنا شرطوا علينا فلا نوقد النار في الفلاة
تكافحت اليمامه مع حمامه وقالوا عمنا هيهات يأتي
فقلت لها لبيك جئتك انا مرادي السباع الكاسرات
فجيت لعندها في قلب صامد وجدت عيونها مقرحات
قلت يا يمامه ليش تبكي جرحت بالبكا قلبي
لأني فهمك يايمامه ليس تبكي اذا ثارت حروب الفلاة
انا همي كراديس الفوارس اذا ما وهجت نار العداة
وجيت انا علي جساس رامح هرب مني وصاح أنوا العداة
وقال الزير جانا يا بلانا وطالب تارة بالمرهفات
فقولوا لابن مرة ياتي عندي اتاه الزير دباح العداة
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه شكرته أخوته وجميع قوامه فعند ذلك تقدم سالم المهيأ اليه وقبله بين عينيه وأشار يقول :
على ما قال سالم المهيأ مهلهل جيت هذا اليوم يومك
وزال النحس والتوفيق أقبل وأضحى القطر يزهو في قدومك
ولما جيت يا زين الفوارس ازلت همومنا وزالت همومك
فقم أركب عليهم يا مهلهل نهار وليل ما أحد يلومك
وخذ الثار من جساس حالا وافرج همنا واخلي همومك
يقول الزير ابو ليلى المهلهل فكل مقدر لابد يأتي
نزلت ياأخوتي وابناء عمي بجنح الليل لايدروا صفاتي
فقالوا ضيفنا شرطوا علينا فلا نوقد النار في الفلاة
تكافحت اليمامه مع حمامه وقالوا عمنا هيهات يأتي
فقلت لها لبيك جئتك انا مرادي السباع الكاسرات
فجيت لعندها في قلب صامد وجدت عيونها مقرحات
قلت يا يمامه ليش تبكي جرحت بالبكا قلبي
لأني فهمك يايمامه ليس تبكي اذا ثارت حروب الفلاة
انا همي كراديس الفوارس اذا ما وهجت نار العداة
وجيت انا علي جساس رامح هرب مني وصاح أنوا العداة
وقال الزير جانا يا بلانا وطالب تارة بالمرهفات
فقولوا لابن مرة ياتي عندي اتاه الزير دباح العداة
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه شكرته أخوته وجميع قوامه فعند ذلك تقدم سالم المهيأ اليه وقبله بين عينيه وأشار يقول :
على ما قال سالم المهيأ مهلهل جيت هذا اليوم يومك
وزال النحس والتوفيق أقبل وأضحى القطر يزهو في قدومك
ولما جيت يا زين الفوارس ازلت همومنا وزالت همومك
فقم أركب عليهم يا مهلهل نهار وليل ما أحد يلومك
وخذ الثار من جساس حالا وافرج همنا واخلي همومك
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ سالم من شعره طابت قلوب الجميع وعادوا لما كانوا عليه من الفرح والمسرة واما بنو مرة ابتلوا بالذل والويل من حرب الزير فارس الخيل ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح ركب الامير مهلهل في مائة الف بطل وطلب حرب القوم فالقاه جساس في ذلك اليوم وكان بمعيته مائه الف مقاتل بين فارس وراجل فانتشب بين الفريقين القتال وعظمت بينهم الاهوال وقاتل المهلهل حتى استقتل فنكس الابطال الفحول على ظهر الخيل وقتل جماعه من السادات الاعاظم الذين اشتهروا بالفضل والمكارم وشاع ذكراهم وشاع ذكراهم بين الاعارب والاعاجم فمنهم الامير شهاب المكنى بعقاب وغيره من السادات والانجاب واستمر القتال على هذا الحال طول ذلك النهار فانكسرت بنو مره اشد انكسارورجع المهلهل بالغزو والانتصار ولما كان الصباح ركب المهلهل والفرسان فالتقاه جساس بالرجال وتقاتلوا اشد قتال ولما تقابلت الصفوف تبادرت المئات والالوف وبرز اخو جساس بين الصفين ولعب برمحين بين الفرقين وطلب قتال المهلهل فانطبق عليه وحمل كانه قطعه من جبل او قله من القلل فتطاعنا بالرماح وتضاربا بالصفائح وثبت شاوش امام الزير ثبات الابطال والغاوير لانه كان من الابطال المشهوره والفرسان الذكوره واستعمر الائتان نحو ساعه من الزمان وهم ضرب وطعان وكان الامير شاوش قد حتم على نفسه امام الابطال اما ان يهلك في النهار او ان يظفر بخصمه ويعيش في عز واقبال ثم صاح على المهلهل وطعنه بالرماح قاصد قبض روحه فالتقاها المهلهل بالدوقه فراحت خائبه بعدما كانت صائبه ثم تقدم المهلهل وهجم عليه وضربه بالسيف على عاتقه خرج يلمع من علائقه فوقع على الارض قتيلا وفي دمه حديلا ثم هجم على الرايات وطعن الفرسان والسادات وقتل الرجال ومدد الابطال في ساحه المجال وفتك فيهم قتك فيهم فتك الاسود الكاسره وفعل افعالا تعجز عنها صناديد الجبابره وفعلت ابطاله مثل افعاله فقاتلوا القتال المنكر واذاقوا الاعداء الموت الاحمر فلما راى جساس ما حل بقومه من العذاب استعظم المصاب وخرج عن دائره الصواب وزاد اكتئاب وذلك على فقد اخيه ليث الغاب لانه كان يحبه محبه عظيمه وموده جسيمه فبكى وانسحب وولى يطلب لنفسه الهرب وتبعه رجاله وابطال ورجع الزير بباقي الفرسان إلى المنازل والاوطان وهو شقيقه الارجوان مما سال عليه من ادميه فالتقته اليمامه بالاعتزال والكرامه ثم نزل في الخيام مع السادات الكرام فاكلوا الطعام وشربوا المدام وكان في كل يوم يركب حسب عادته لحرب القوم حتى بلغ منهم غايه المنى وابلاهم بالذل والعنا فلما طال المطال على بني مره الاهوال جمع جساس الرجال ومن يعتمد عليهم من المطال وقال لهم ما هو قولكم في هذا الامر العسير فقد حل بنا التدمير وهلك كل سعيد وامير وان طال القتال لم يبق احد من الرجال فقال اخوة سلطان الراي ىعندي ان تأخذ اختنا الجليله وبعض نساء القبيله وتذهب اليه وتقع عليه وتطلب منه كف الاذى والضرر وتعطيه اديه اخوه مهما امر وتقيمه ملكا على بلاد الشام وتدفع له الجزيه في كل عام فقال جساس من يذهب وقص هذا الكلام عليه قال انا وانت يا أخي فبتسم جساس وقال سمعت بأحد من الناس يرى الموت بين يديه فيزحف اليه على رجليه فقال سلطان انا اذهب اليه بنفسي لان بيني وبينه مودة قديمه ومحبه مستقيمه ثم انه نهض في الحال وتاهب للسير والترحال واخذ معه اخته الجليله وبعض من نساء القبيله وقصد المهلهل حتى وصل اليه وسلم عليه وقال بالله عليك ان تصفح عنا فقد اهلكت رجالنا ولم تبق احد منا وقد اتيتك الان مع امراة اخيك الجليله واكابر نساء القبيله تقع على ساحه اعتابك وتطلب من جنابك وتبلغك غابه الارب من الفضه والذهب ونقيمك ملكا على هذه الديار وتكون طوع لك مدى الاعصار لانك سيفنا الثقيل ورمحنا الطويل ثم انشد هذه الابيات بحضور الامراء والسادات :
قال سلطان بن مرة في بيوت يا مهلهل استمع مني القصيد
ليت عمرك يامهلهل الف عام ياحماه البيض في يوم الشديد
فاعف عنا وانت يا سياج المحصنات ليت عمرك كل يوم في مزيد
نحن منك وانت منا ياهمام كلنا اولاد عمك يارشيد
فاعف عنا ثم دعنا في حماك تحت ظلك عيشك يبقى رغيد
فلما فرغ من شعره ونظامه أجابه المهلهل :
افتهم يا ابن عمي ما اريد افتهم فحوى كلامي في قصيد
ليس لي ذنب في أي الامور وانا في حقكم لست عنيد
غصب عني يا سياج المحصنات على عمرك يا ولد عمي يزيد
كل ذا جاري عليكم يا رجال على يمامه بنت اختك الاكيد
اليمامه كل يوم تقول خذ بثاري ايها البطل العنيد
فان عفت انا عنكم اعف كل قول صادق والله شهيد
وان ابت لا اخالف قولها انني عن امرها لست احيد
( قال الراوي ) فلما انتهى الزير من شعره ونظامه قال للسطان ومن حضر معه انني لا اكف الحرب والقتال ولا ارفع عنكم السيوف الصقال إلى يوم القيامه او تمنعني اليمامه فاذهب اليها وخاطبها بما خا طبها به امام هؤلاء الاعيان فعساه ان تجيب طلبك يا سلطان فعند ذلك قصد سلطان اليمامه اخته الجليله ومن حضر معه من نساء سادات القبيله فدخلوا جميعا اليها وسلموا عليها وقبلت الجليله بناتها وقالت لهن اما كفي يا بنات الاكارم والوقار فقد قتلت رجالنا وهلكت فرساننا وابطالنا وساءت احوالنا وصارت عبره لمن اعتبر ومثلا بين البشر فا جابتها اليمامه انا لااصلح حتى لايبقى منا احد يقدر ان يكافح ان كان عمي عجز من قتالكم فانا انوب عنه والتقي بابطالكم ثم انها ختمت كلامها بهذا الشعر والنظام :
قالت يمامه من ضمير صادق يا جليله اقصرى عن عناكم
انت وخوالي وكل عشائري لا تزيدوا لفظكم ولا لغاكم
قتلتم الماجد كليب والدي غدرا وما له ذنب معاكم
جساس طعنه من قفاه بحربه ودعاه على الغبرا حقير حداكم
انا واخوتي بقينا بذ له نمسي ونصبح ولاننسى بلاكم
انا لا اصالح حتى يعيش ابويا ونراه راكب يريد لقاكم
قال سلطان بن مرة في بيوت يا مهلهل استمع مني القصيد
ليت عمرك يامهلهل الف عام ياحماه البيض في يوم الشديد
فاعف عنا وانت يا سياج المحصنات ليت عمرك كل يوم في مزيد
نحن منك وانت منا ياهمام كلنا اولاد عمك يارشيد
فاعف عنا ثم دعنا في حماك تحت ظلك عيشك يبقى رغيد
فلما فرغ من شعره ونظامه أجابه المهلهل :
افتهم يا ابن عمي ما اريد افتهم فحوى كلامي في قصيد
ليس لي ذنب في أي الامور وانا في حقكم لست عنيد
غصب عني يا سياج المحصنات على عمرك يا ولد عمي يزيد
كل ذا جاري عليكم يا رجال على يمامه بنت اختك الاكيد
اليمامه كل يوم تقول خذ بثاري ايها البطل العنيد
فان عفت انا عنكم اعف كل قول صادق والله شهيد
وان ابت لا اخالف قولها انني عن امرها لست احيد
( قال الراوي ) فلما انتهى الزير من شعره ونظامه قال للسطان ومن حضر معه انني لا اكف الحرب والقتال ولا ارفع عنكم السيوف الصقال إلى يوم القيامه او تمنعني اليمامه فاذهب اليها وخاطبها بما خا طبها به امام هؤلاء الاعيان فعساه ان تجيب طلبك يا سلطان فعند ذلك قصد سلطان اليمامه اخته الجليله ومن حضر معه من نساء سادات القبيله فدخلوا جميعا اليها وسلموا عليها وقبلت الجليله بناتها وقالت لهن اما كفي يا بنات الاكارم والوقار فقد قتلت رجالنا وهلكت فرساننا وابطالنا وساءت احوالنا وصارت عبره لمن اعتبر ومثلا بين البشر فا جابتها اليمامه انا لااصلح حتى لايبقى منا احد يقدر ان يكافح ان كان عمي عجز من قتالكم فانا انوب عنه والتقي بابطالكم ثم انها ختمت كلامها بهذا الشعر والنظام :
قالت يمامه من ضمير صادق يا جليله اقصرى عن عناكم
انت وخوالي وكل عشائري لا تزيدوا لفظكم ولا لغاكم
قتلتم الماجد كليب والدي غدرا وما له ذنب معاكم
جساس طعنه من قفاه بحربه ودعاه على الغبرا حقير حداكم
انا واخوتي بقينا بذ له نمسي ونصبح ولاننسى بلاكم
انا لا اصالح حتى يعيش ابويا ونراه راكب يريد لقاكم
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها ونظامها وفهمت الجليله فحوى كلامها ر جعت هي واختها مع باقي النساء إلى الحي بدون ادنى افاده واخبروا الامير جساس بواقعه الحال وما سمعوه من المقال فاعتراه الخوف والانذهال وايقن بالهلاك والوبال فقال اخوه سلطان وكان ذا مكر واحتيال اني سأهلك الزير ايها الامير واقوده اليك عند الصباح كا لبعير فقال ماذا عولت ان تفعل وما هو العمل قال اني اقصد الميدان في جماعه من الاعوان واحفر هناك ثلاث حفاير ونغطيهم بالقش حتى يخفوا عن عيون العساكر فما كان الصباح والتقى الجحفل بالجحفل فتبرز انت إلى المهلهل وتكون انت عارف بهم فتقوده اليهم وبهذه الوسيله تتم الحيله فيسقط ويهلك في هذا الشرك فنخلص من شرة وتبلغ ما انتمناه فاستصوب جساس هذا اراي واستحسنه وخرج ذلك الليل مع اخيه سلطان في جماعه من العبيد والاعوان حتى وصلوا إلى المكان فحفروا ثلاث حفائر عميقه وغطوها بالقش ووضعوا عليها التراب حتى يخفى عن العيون ثم رجعوا إلى اماكنهم وهم مسرورين وباتوا تلك الليله على مقالي النار وهم ينظرون طلوع النهار هذا ما كان هؤلاء واما الزير البطل النحير فانه ركب في الصباح بفرسان الكفاح وقصد ساحة الميدان بقلب اقوى من الصيوان فالتقاه جساس بالعسكر ثم انفرد بنفسه نحو الحفاير واخذ يلاعب الجواد على عيون العساكر والقواد فرآه بعض الفرسان وهو يجول في ذلك المكان على ظهر الحصان فأعلم المهلهل بذلك الشأن وقال له ان خصمك ظاهر للعيان وهو في تلك الناحيه من الميدان فلما رآه المهلهل قصده على عجل ليقتله ويبلغ الامل فلما اقترب منه ابتعد جساس وانطبقت عليه باقي الناس بقصد ان يطعنوه ويهلكوه ويعدموه فلله در الحصان ابو حجلان فانه كان من عجائب الزمان وغرائب الاوان أخف من الغزلان واسبق من البرق عند اللمعان فانه عندما وقع ضرب بحافرة الاض ارتفع حتى صار بين الفرسان بالميدان فرجعت الخيل عنه مدبرة فاستعظم تلك الامور المنكرة وغاب عن الوجود حتى صار بصفة مفقود فرأى جساس ينخى ابطاله ويصيح على رجاله فتقدم نحوه بالجواد ليشفي من غليل الفؤاد فاتفق المقدر بوقوعه في الحفرة الثانيه من تلك الحفر فوثب به الجواد وانتصب اسرع من النظر اذا وثب حتى صار على وجه الارض فانقلبت عليه العساكر على بعضها البعض فزاد بالزير الكدر وطار من عينيه الشرر فقصد الامير جساس دون باقي الناس ليقتله ويعدمه الحواس فكبى به الجواد في الحفرة الثالثه وكانت عليه اقبح حادثه وكان جواده قد اعياه التعب وضعفت قواه وانحل منه العصب حتى لم يعد يمكنه ان يفعل كما كان يفعل وكذلك الامير مهلهل فقد انهد حيله وطاش واعتراه الخوف والارتعاش وايقن بالهلاك والممات وآيس على نفسه من الحياة فكانت علة عظيمة وداميه جسيمه فلما بلغ جساس الامل ونجح بذلك العمل ايقن ببلوغ الارب وصاح من شدة الطرب على باقي رجاله ومن يعتمد عليهم من ابطاله يا ويلكم ادركوه واطمروه واقتلوه فان تخلص هذه المرة من هذه الحفرة لا تتأملوا بنجاح أو نصر فلما سمع الرجال منه هذا المقال قصدوا ذلك المكان من اليمين والشمال وكانت ايضا بنو تغلب قبيلة الزير فارس العجم والعرب قد اقبلت ابطالها وفرسانها ورجالها وانشب بينهم وبين القوم قتالا لم يسمع بمثله قبل ذلك اليوم وكان القتال في ذلك اليوم بجانب تلك الحفر ولما عظمت الاهوال وتكردست جثث القتلى على الارض مثل التلال من ضرب السيوف وطعن النصال هجم جساس امام الناس وقال للفرسان والابطال والشجعان ادركوني في هذا النهار واسعفوني بالتراب والاحجار واردموا هذه الحفرة في ساعة الحال وانا ارد عنكم هجمات الرجال فتقدموا من عجل وبادروا باجراء هذا العمل غير انهم لم يبلغوا الامل لان أخوة الزير والفرسان المشاهير هجموا عليهم من اليمين واليسار وضربوا فيهم السيف البتار فأبلوهم بالذل والدمار وكان الامير مرة بالقرب من تلك الحفرة فرآه عدي اخو الزير فتقدم اليه وقبض عليه والقاه في تلك الحفرة بالعجل وقال خذ عمك يامهلهل ولما صار بالقاع ضربه بالسيف فقتله ثم اخرجوا الزير من تلك الحفرة بالقوة والاقتدار فعند ذلك انشرحت من بني تغلب القلوب وزالت عنهم الغموم والكروب وايقنوا بالفلاح والتوفيق والنجاح وقصدوا الحرب والكفاح والتقوا أعداءهم بأسنة الرماح ومال ايضا الزير على القوم ونادى اليوم ولاكل يوم وفي الحال اشتعلت النيران القتال وقامت الحرب على قدم وساق وارتجت جوانب الافاق من ضرب السيوف الدقاق والرماح الرقاق وجمدت من القوم الاحداق وفعل الزير في ذلك اليوم فعالا لاتطاق ومازاولوا في أشد قتال إلى وقت الزوال فعند ذلك دقت طبول الانفصال فرجعت بنو مرة بالويل والحسرة والمهلهل بالنجاح والنصرة فنزل عن ظهر جواده وخلع آلة حربه وجلاده وجاءت السادات واكلت من زاده ولما جلس في الصيوان ونادى على عبده ابي شهوان باحضار المدام إلى الديوان فأحضره بالعجل فتناوله منه المهلهل ومن حضر في ذلك المحفل فعند ذلك تذكر الزير ماجرى له في ذلك اليوم المهول فأنشد يقول :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل فدمع العين هطال عمانا
لقد قتلوا اخي اولاد عمي وقالوا ما راوه الا جبانا
ولا يدرون بأسي واقتداري فقطعتهم ولم أخشى الزمانا
أتتنا في كليب اولاد مرة اتونا داخلين على نسانا
وقالوا كف عنا يا مهلهل فقد حكمت سيفك في اذانا
فاطلب ما تروم اليوم منا واتركنا فقد صرنا حزانا
فقلت لهم روحوا لليمامه رضاها اليوم احسن من رضانا
قتلنا كليب الوف قوم فما فيهم ردي ولا جبانا
قتلنا من بني مرة امارة ملابسها ثياب الطيلسانا
فرحوا الكل قد وقعوا عليها وقالوا عمك ارسلنا عيانا
فقالت اذهبوا اولاد عمي فهذا القول ضحك في لحانا
فانا لا نصالح في كليب الا ان نراه على الحصانا
وقد حفروا لقلعاني حفاير وغطوها وقالوا قد كفانا
فركبوا خيولهم واتوا حداها وقالوا قد اتانا قد اتانا
وقف جساس ما بين الحفاير هجمت عليه اطعنه السنانا
فولى هاربا من هول حربي ومرة قد قتلناه عيانا
فكوني يا يمامه في انشراح وحظ دايم في طول الزمانا
فسوف ابيد جساس بسيفي وكل سيد يبغي اذانا
يقول الزير ابو ليلى المهلهل فدمع العين هطال عمانا
لقد قتلوا اخي اولاد عمي وقالوا ما راوه الا جبانا
ولا يدرون بأسي واقتداري فقطعتهم ولم أخشى الزمانا
أتتنا في كليب اولاد مرة اتونا داخلين على نسانا
وقالوا كف عنا يا مهلهل فقد حكمت سيفك في اذانا
فاطلب ما تروم اليوم منا واتركنا فقد صرنا حزانا
فقلت لهم روحوا لليمامه رضاها اليوم احسن من رضانا
قتلنا كليب الوف قوم فما فيهم ردي ولا جبانا
قتلنا من بني مرة امارة ملابسها ثياب الطيلسانا
فرحوا الكل قد وقعوا عليها وقالوا عمك ارسلنا عيانا
فقالت اذهبوا اولاد عمي فهذا القول ضحك في لحانا
فانا لا نصالح في كليب الا ان نراه على الحصانا
وقد حفروا لقلعاني حفاير وغطوها وقالوا قد كفانا
فركبوا خيولهم واتوا حداها وقالوا قد اتانا قد اتانا
وقف جساس ما بين الحفاير هجمت عليه اطعنه السنانا
فولى هاربا من هول حربي ومرة قد قتلناه عيانا
فكوني يا يمامه في انشراح وحظ دايم في طول الزمانا
فسوف ابيد جساس بسيفي وكل سيد يبغي اذانا
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من شعره ونظامه شكره جميع اقوامه ولما كان الصباح رجعوا على ماكانوا عليه من الحرب والكفاح ومازالوا في قتال وصدام مدة من الايام ولما طال المطال اتفقوا على توقيف الحرب والقتال واخذوا هدنة شهرين لراحة الفريقين فاتفق في بعض الايام بينما كان الزير خارج الخيام معه جماعة من الخدام واذا برجل يقود مهر ادهم كامل الصفات فاستحسنه الزير غاية الاستحسان وقال لقائده ماهو اهل هذا الحصان يا حلو الشمائل ايه من الخيول الاصايل قد اتيت به من ابعد الحلل لاهديه للامير مهلهل فتعجب الزير من الاتفاق الغريب وقال لقد نلت مرادك من قريب فانا هو مهلهل الذي انت قاصده فاخذ منه الجواد وامر له بالف دينار وبلغه مقاصده فدعا له بطول العمر والبقاء وعلو الشأن والارتقاء وسار من يومه إلى قومه فاعتنى الزير بذلك الحصان وفضله على جميع الخيول والجياد واتفق في ذلك النهار انه التقى برجل ختيار وهو راكب على دلة سوداء مثل الظلام ووراها كر ابن سبعة ايام وهو يبرطع خلفها وتارة من قدام فلما رأه الزير اعجبه وقال لذلك الشيخ اتبيع هذا الكر فقال بكم فقال ليس على الكريم شرط فأعطاه الزير مائة دينار وأخذه منه وسلمه إلى السايس فرباه مدة اربع سنوات ثم دخل الزير ذات يوم إلى الاصطبل فنظر الكر وهو متعافي فأمر السايس ان يضع عليه عدة ولجام فأخرجه واسرجه ولجمه فركب عليه الزير وساقه ورجع إلى الوراء فرده إلى اليمين فراح شمالا واجتهد ان يمشه فما كان يمشي معه فغضب منه ولكزه برجله في الركاب فتضايق المشوم من فعاله وضربه بنعاله ضرط ضرطة من شدة الوجع كأنها صوت مدفع فغضب الزير وتألم وضربه بالسيف فأورثه العدم ودخل إلى صيوانه فاجتمع بنوابه واعيانه وقال ولقد جربت دني الاصل واكرمته فضاع فعلي معه وما قدمت هذا المثل ايها السادات الاخيار الا لتعلموا ان الحمار يقتني الحمار ثم انه ركب ذلك الحصان فوجده من عجائب الزمان فزاد انشراحه فيه فأمر السايس ويداويه ثم انشد يقول :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل بلوم الشعر ما تغلي مالي
ابا غالي رضيت الخيل تركب تعالى واسمعي مني مقالي
جمع الخيول للحمر خوادم شبيه الصيب تخدمها الموالي
واما الخضر مركوب الامارا فتركبها الملوك وكل والي
واما الدهم زيدوهم عليقا وسيبوهم لدهمات الليالي
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه شكره قومه على حسن اهتمامه ثم استعد الفريقان للقتال وجرت بينهم عدت وقائع واهوال انتصربها المهلهل وكسب اموالا كثيره وقتل سادات كثيره حتى ضعفت بنو بكر وذلت وبعد كثرتها قلت واضحمك
( قال الراوي ) فبينما هم في حاله الذل والانكسار واذا بغبار قد علا وثار قاصدا بلادهم وتلك الديار فشخصت اليه الابصار ساعه من النهار إلى ان ارتفع وتمزق وبان من تحته الف فارس وكلهمخ با لسلاح والدوق وفي اولهم فارس بالحديد غاطس كأنه قله من القلل او قطعه فصلت من ذيل جبل وعلى راسه البيارق والريات والسناجق فلما راه جساس استبشروا وايقن بالفرج بعد الشقا والكدر ولما اقترب للعيان ونأملته الفرسان واذا اسد الاجام الامير سيبون ابن الامير همام وكان المذكور قد خرج في جماعه من فرسان الصدام للغزو على بلاد الروم وذلك من عهد وقوع الزير في البحر كما سبق الكلام فلما عرفوا وتحققوا خرجوا اليه واستقبلوه وفرحوا بقدومه الي الديار وكان ذلك اليوم عندهم اعظم نهار فذبحوا الذبائح وطعموا الغادي والرائح وكان افراح الخلق ابوة همام وامه ضباع حيث لم يكن غيره سوى الذي قتل الزير على بير السباع فلما نزل بصيوانه بابطاله وفرسانه خاع عدته وغير بذلته ودقت له النوبات وقامت الافراح والمسرات وعمل جساس وليمه عظيمه لها قدر وقيمه استدعى اليها جميع الاكابر وامراء القبائل والعشائر وكان شيبون قد وجد السادات والاعيان في هموم واحزان فسال عن ذلك الشان فقال جساس له لاتسال يا ابن اخي عما اصابنا ودهانا من خالك الزير غالمهان فانه لم يكتف بقتل اخيك شيبان حتى جعلنا مثلا بين العربان على طول الزمان فانه افنى رجالنا واهلك ابطالنا وقد حرمنا هجوع الليل وهدمنا القوى والحيل كل هذا هو لايقبل منا ديه ولامال ديه ولامال ولافديه وقد اعلمناك بالقضية واوقفناك على باطن الطوية فلما سمع شيبون هذا الكلام صار الضيا في عينيه كالضلام من عظم ما قاله احمرت عينيه وشتم خاله ووعدهم بالمساعدة والمعاضدة وان يكون معهم على قتال خاله يد واحده ثم نظم هذه القصيدة وارسلها لخاله على سبيل الملام والتهديد :
قال شيبون ابن همام الامير حامي الزينات طعان العدا
مرعب الفرسان في يوم اللقا ساقيا للعدى
كاس الردى ضر ب سيفي يقطع السيف المتين ثم يقدح الصخور الجمدا
كل من يبغي قتالي يرتدي ويرتمي فوق الصعيد ممدا
لم يبق لي مقارن في المجال حين يلقوني يولدا شردا
وانت يا خالي مهلهل ياهمام شد عزمك للقتال إلى غدا
ولاتقل يا خالي ما اعلمتني يا قليل العقل لاتتمردا
ابرز الي في الصباح ولاقني ثم ابشر يا مهلهل بالردا
( قال الراوي ) فلما فرغ شيبون من شعره ومقاله ختم الكتاب وارسله إلى خاله مع رجل من ابطاله فلما فتحه الزير وقرأه وعرف فحوى معناه أجارت وغاب من ديناه وقد شق عليه وتأسف وصفق كفا على كف وقال انه معذور في هذه الامور لانه جاهل مغرور فلقتضى ان ينتصح قبل ان يفتضح فاجابه على ابياته تقول :
________________________________________
قال ابو ليلى المهلهل انني مفرج الكروبات في يوم الزحام
يا فتى شيبون يا ابن اختي ضباعا تهددني في كتابك يا غلام
ثم تطلبني إلى سوق المجال وانت قصير على وضرب الحسام
احتفظ من ان تجهل يا امير الجهل يسقيك كاسات المدام
اطرد الشيطان ابليس اللعين وانتصح من قول خالك ياهمام
لاتخالفني واسمع ما اقول يقتلك جهلك وما تبلغ مرام
رد عما انت فيه ولاتزيد ان كنت تبغي حربي والصدام
شد عزمك غدا انتلاقى سوى من طلوع الفجر إلى وقت الظلام
يقول الزير ابو ليلى المهلهل بلوم الشعر ما تغلي مالي
ابا غالي رضيت الخيل تركب تعالى واسمعي مني مقالي
جمع الخيول للحمر خوادم شبيه الصيب تخدمها الموالي
واما الخضر مركوب الامارا فتركبها الملوك وكل والي
واما الدهم زيدوهم عليقا وسيبوهم لدهمات الليالي
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه شكره قومه على حسن اهتمامه ثم استعد الفريقان للقتال وجرت بينهم عدت وقائع واهوال انتصربها المهلهل وكسب اموالا كثيره وقتل سادات كثيره حتى ضعفت بنو بكر وذلت وبعد كثرتها قلت واضحمك
( قال الراوي ) فبينما هم في حاله الذل والانكسار واذا بغبار قد علا وثار قاصدا بلادهم وتلك الديار فشخصت اليه الابصار ساعه من النهار إلى ان ارتفع وتمزق وبان من تحته الف فارس وكلهمخ با لسلاح والدوق وفي اولهم فارس بالحديد غاطس كأنه قله من القلل او قطعه فصلت من ذيل جبل وعلى راسه البيارق والريات والسناجق فلما راه جساس استبشروا وايقن بالفرج بعد الشقا والكدر ولما اقترب للعيان ونأملته الفرسان واذا اسد الاجام الامير سيبون ابن الامير همام وكان المذكور قد خرج في جماعه من فرسان الصدام للغزو على بلاد الروم وذلك من عهد وقوع الزير في البحر كما سبق الكلام فلما عرفوا وتحققوا خرجوا اليه واستقبلوه وفرحوا بقدومه الي الديار وكان ذلك اليوم عندهم اعظم نهار فذبحوا الذبائح وطعموا الغادي والرائح وكان افراح الخلق ابوة همام وامه ضباع حيث لم يكن غيره سوى الذي قتل الزير على بير السباع فلما نزل بصيوانه بابطاله وفرسانه خاع عدته وغير بذلته ودقت له النوبات وقامت الافراح والمسرات وعمل جساس وليمه عظيمه لها قدر وقيمه استدعى اليها جميع الاكابر وامراء القبائل والعشائر وكان شيبون قد وجد السادات والاعيان في هموم واحزان فسال عن ذلك الشان فقال جساس له لاتسال يا ابن اخي عما اصابنا ودهانا من خالك الزير غالمهان فانه لم يكتف بقتل اخيك شيبان حتى جعلنا مثلا بين العربان على طول الزمان فانه افنى رجالنا واهلك ابطالنا وقد حرمنا هجوع الليل وهدمنا القوى والحيل كل هذا هو لايقبل منا ديه ولامال ديه ولامال ولافديه وقد اعلمناك بالقضية واوقفناك على باطن الطوية فلما سمع شيبون هذا الكلام صار الضيا في عينيه كالضلام من عظم ما قاله احمرت عينيه وشتم خاله ووعدهم بالمساعدة والمعاضدة وان يكون معهم على قتال خاله يد واحده ثم نظم هذه القصيدة وارسلها لخاله على سبيل الملام والتهديد :
قال شيبون ابن همام الامير حامي الزينات طعان العدا
مرعب الفرسان في يوم اللقا ساقيا للعدى
كاس الردى ضر ب سيفي يقطع السيف المتين ثم يقدح الصخور الجمدا
كل من يبغي قتالي يرتدي ويرتمي فوق الصعيد ممدا
لم يبق لي مقارن في المجال حين يلقوني يولدا شردا
وانت يا خالي مهلهل ياهمام شد عزمك للقتال إلى غدا
ولاتقل يا خالي ما اعلمتني يا قليل العقل لاتتمردا
ابرز الي في الصباح ولاقني ثم ابشر يا مهلهل بالردا
( قال الراوي ) فلما فرغ شيبون من شعره ومقاله ختم الكتاب وارسله إلى خاله مع رجل من ابطاله فلما فتحه الزير وقرأه وعرف فحوى معناه أجارت وغاب من ديناه وقد شق عليه وتأسف وصفق كفا على كف وقال انه معذور في هذه الامور لانه جاهل مغرور فلقتضى ان ينتصح قبل ان يفتضح فاجابه على ابياته تقول :
________________________________________
قال ابو ليلى المهلهل انني مفرج الكروبات في يوم الزحام
يا فتى شيبون يا ابن اختي ضباعا تهددني في كتابك يا غلام
ثم تطلبني إلى سوق المجال وانت قصير على وضرب الحسام
احتفظ من ان تجهل يا امير الجهل يسقيك كاسات المدام
اطرد الشيطان ابليس اللعين وانتصح من قول خالك ياهمام
لاتخالفني واسمع ما اقول يقتلك جهلك وما تبلغ مرام
رد عما انت فيه ولاتزيد ان كنت تبغي حربي والصدام
شد عزمك غدا انتلاقى سوى من طلوع الفجر إلى وقت الظلام
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
فلما انتهى الزير من شعره ونظامه ارسل الكتاب إلى ابن اخته شيبون فلما فتحه وعرف ما احتوى عليه من المضمون مزقه ولم يكترث ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح ودقت طبول الحرب والكفاح وركب شيبون وجساس وكذلك الزير الفارس الدعاس والتقوا با بطالهم ورجالهم وتشددا في قتالهم وكان شيبون قد برز إلى ساحه الميدان وتبعه الابطال والفرسان والتقى بفرسان تغلب وفعل بهم العجب فما صدم فارسا الااعطبه وعن ظهر جواده اقلبه ثم صاح وحمل بقلب اقوى من جبل وطلب براز خاله المهلهل وكان الزير لما شاهد افعال ابن اخته وما فعل بابطاله ورفقه حمل عليه واحمرت اماق عينينه وقال اذهب يا وجه العرب قبل ان تهلك وتعطب فقال إلى اين اذهب يا خالي وانت غايه بغيتي وامالي فو الله لاقتلك في هذا النهار واطفى اخبارك من بين القوم لانك طغيت وتجبرت وافتريت فاغتاظ الزير من هذا الكلام والتهديد والتقاه بقلب شديد وجرى بينهما في اليتال وقائع واهوال تشيب الاطفال ولما طال المطال قال له الزير امام تالابطال ارجع يا ابن اختي بامان قبل ان يحل بك الهوان وتلحق باخيك شيبان فارجع إلى اهلك وامك وارسل لي ابطال قومك مع جساس عمك فلم يجبه شيبون بكلام بل كان يقايل كسبع الاجام وكان الزير كلما حكم عليه باالضرب في الحرب تمنع عن اذاه شفقه عليه واكرام لخاطر والديه وما زال يقاتله ويداريه وينصحه بتلرجوع عما فيه إلى ان اقبل الظلام فعند ذلك توقف القتال ورجعت الفرسان الابطال عن ساحه المجال ثم والتقوا في اليوم الثاني وكان أول من برز إلى ساحة الميدان الامير شيبون فصاح وطلب براز المهلهل فالتقاه الزير ونهاه عن قتا له فلم ينتصح بمقا له بل تقد م ا ليه وهجم عليه واشار يقول متهددا اياه امام الفرسان والفحول :
أنا شيبون ابن همام الامير فارس الفرسان في يوم النكير
استمع يازير قولي وافهم لابد من قتالك يا وغدا حقير
مابقالك مخلص مني ولا من حسامي اليوم لو انك تطير
ثم آخذ ثار اعمامي الجميع كم بطل صنديد صيرته حقير
ليس لك قلب على اختك يحن وأولاد عمك ذاقوا منك النكير
كم قتلت منهم خلق كثير كم يتمت كل طفل صغير
سوف ترى حربي يا مهلهل في لقاء الابطال ما لي نظير
قد اخبروني يوم جئت بانك يا قليل العقل تركب للحمير
مايقنى الحمار الا الحمار ما انا مثلك ولاعقلي صغير
هات لي سيفك ورمحك والثياب هات ابو حجلان كاطير يطير
حتى اقتلك من حسامى والقنا وتطلب الجير ومثلى من يجير
ان كنت لاتنصح فهذا حربنا ويكون النصر من رب القدير
فلما سمع الزير هذا الكلام وقع عليه اشد من ضرب الحسام فأجابه يقول :
قال ابو ليلى المهلهل ثم قال انت ياشيبون ماعاد لك بعير
هرجت ياشيبون مافي قولك كثير الجحش لا تخطل كما يحمل بعير
لو سقيت الجحش من سكر وسمن ولو خلطت له الصنوبر والشعير
لا عاش اصله ماينفع منه الجميل اكيد هو مجنون من يقني الحمير
وانت ياشيبون لو لم تكن حمار مارجعت اليوم إلى حربي تغير
فاني قد عفوت عنك البارحه من امك وابوك نعم النصير
وانت تعلم انني سبع الرجال قتلت منكم اثنى عشر الف امير
هذا من غير التوابع والغريب تاه فيهن العدد ناس كثير
كم نصيحه نصحتك لاتنتصح جاهل سوف تقع في وسط نير
لم يبق لي ذنب ان اتك مني ضرب بهدى الابدان ماعاد لك مجي
ر دونك الميدان ياشيبون قم وقو عزمك لايكون باعك قصير
الجزء الثامن
( قال الراوي ) فلم يلتفت شيبون إلى كلامه ولا أكترث بالتوبيخ والملام بل حمل عليه حملة أسد الغاب واخذ معه في الطعان والضرب فالتقاه مهلهل بالعجل بقلب اقوى من الجبل واشتد القتال وعظمت الاهزال حتى تعبت من تحتها الخيل وارتخى منهما العزم والحيل ومالا على بعضهما البعض كل الميل وكان الزير يطاوله ويحاوله واستمر يقاتلان ثلاث ساعات من الزمان حتى استعظمت من قتالهما الفرسان وشخصت اليهما عيون الشجعان وكان الامير شيبون يود ان يقتل خاله ويعدمه الحياة ويفتخر بقتله على اهله واقرباه إلى ان غنم الفرصة عليه فهز الرمح وطعنه بين ثديه فخلى المهلهل منها فراحت خائبه بعد ماكانت صائبه فزاد الزير غضبا وتوقد قلبه والتهب وصمم على ان يسقيه كأس العطب فجذب سيف حكمون وقال اليوم اريك يمجنون كيف الضرب يكون لاني نصحتك فما انتصحت ولقد خسرت وماربحت ثم تقدم اليه وهجم عليه وضربه على مفرق راسه فسقه إلى تكه لباسه فوقع على الارض يتخبط بعضه ببعض فلما رآه المهلهل وهو قتيل يتململ ندم على مافعل فتحسر وهطلت الدموع من عينيه فلما قتل الامير شيبون احمرت من بني مرة العيون وزادت عليهم الحسرات وايقنوا بالهلاك والشتات ولكنهم اخفوا الكيد واظهروا الصبر والجلد وقاتلوا قتال الاسود وطلبوا الرايات والبنود فالتقاهم الزير بالعساكر وضرب فيهم بالسيف البواتر واحاط بهم احاطة الخواتم بالخناصر وقتل منهم مقتلة عظيمه واصاب غنائم جسيمه فلما راى جساس ضعف حاله وقتل فرسانه فولى يطلب الهرب خوفا من العطب وتبعه فرسان وقد ابصروا ان ذلك اليوم العجيب من قتال بني تغلب فرجع عنهم الزير وهو حزنان على فقد ابن اخته الامير شيبون فنزل في الصيوان مع الامراء والاعيان ولم يكن له داب الا البكاء والانتحاب ولما اتى وجلس وانشد هذه الابيات وهو من الحزن على آخر نفس :
الزير انشد شعرا من ضمايره العز بالسيف ليس العز بالمال
شيبون ارسل نهار الحرب يطلبني يريد حربي وقتلي دون ابطال
نصحته عن قتالي ولم يطاوعني بارزته فتجندل في الارض بالحال
المال يبني بيوتا لاعماد لها والفقر يهدم بيوت العز الغالي
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن الا خالي البالي
مابين لحظه عين انت راقبها يغير الله من حال إلى حال
فكن مع الناس كالميزان معتدلا ولاتقولن ذا عمي وذا خالي
عم الذي انت مغرور بنعمه خال الذي انت من اضراره خال
لايقطع الراس الا من يركبه ولاتريد المنايا كثرة المال
أنا شيبون ابن همام الامير فارس الفرسان في يوم النكير
استمع يازير قولي وافهم لابد من قتالك يا وغدا حقير
مابقالك مخلص مني ولا من حسامي اليوم لو انك تطير
ثم آخذ ثار اعمامي الجميع كم بطل صنديد صيرته حقير
ليس لك قلب على اختك يحن وأولاد عمك ذاقوا منك النكير
كم قتلت منهم خلق كثير كم يتمت كل طفل صغير
سوف ترى حربي يا مهلهل في لقاء الابطال ما لي نظير
قد اخبروني يوم جئت بانك يا قليل العقل تركب للحمير
مايقنى الحمار الا الحمار ما انا مثلك ولاعقلي صغير
هات لي سيفك ورمحك والثياب هات ابو حجلان كاطير يطير
حتى اقتلك من حسامى والقنا وتطلب الجير ومثلى من يجير
ان كنت لاتنصح فهذا حربنا ويكون النصر من رب القدير
فلما سمع الزير هذا الكلام وقع عليه اشد من ضرب الحسام فأجابه يقول :
قال ابو ليلى المهلهل ثم قال انت ياشيبون ماعاد لك بعير
هرجت ياشيبون مافي قولك كثير الجحش لا تخطل كما يحمل بعير
لو سقيت الجحش من سكر وسمن ولو خلطت له الصنوبر والشعير
لا عاش اصله ماينفع منه الجميل اكيد هو مجنون من يقني الحمير
وانت ياشيبون لو لم تكن حمار مارجعت اليوم إلى حربي تغير
فاني قد عفوت عنك البارحه من امك وابوك نعم النصير
وانت تعلم انني سبع الرجال قتلت منكم اثنى عشر الف امير
هذا من غير التوابع والغريب تاه فيهن العدد ناس كثير
كم نصيحه نصحتك لاتنتصح جاهل سوف تقع في وسط نير
لم يبق لي ذنب ان اتك مني ضرب بهدى الابدان ماعاد لك مجي
ر دونك الميدان ياشيبون قم وقو عزمك لايكون باعك قصير
الجزء الثامن
( قال الراوي ) فلم يلتفت شيبون إلى كلامه ولا أكترث بالتوبيخ والملام بل حمل عليه حملة أسد الغاب واخذ معه في الطعان والضرب فالتقاه مهلهل بالعجل بقلب اقوى من الجبل واشتد القتال وعظمت الاهزال حتى تعبت من تحتها الخيل وارتخى منهما العزم والحيل ومالا على بعضهما البعض كل الميل وكان الزير يطاوله ويحاوله واستمر يقاتلان ثلاث ساعات من الزمان حتى استعظمت من قتالهما الفرسان وشخصت اليهما عيون الشجعان وكان الامير شيبون يود ان يقتل خاله ويعدمه الحياة ويفتخر بقتله على اهله واقرباه إلى ان غنم الفرصة عليه فهز الرمح وطعنه بين ثديه فخلى المهلهل منها فراحت خائبه بعد ماكانت صائبه فزاد الزير غضبا وتوقد قلبه والتهب وصمم على ان يسقيه كأس العطب فجذب سيف حكمون وقال اليوم اريك يمجنون كيف الضرب يكون لاني نصحتك فما انتصحت ولقد خسرت وماربحت ثم تقدم اليه وهجم عليه وضربه على مفرق راسه فسقه إلى تكه لباسه فوقع على الارض يتخبط بعضه ببعض فلما رآه المهلهل وهو قتيل يتململ ندم على مافعل فتحسر وهطلت الدموع من عينيه فلما قتل الامير شيبون احمرت من بني مرة العيون وزادت عليهم الحسرات وايقنوا بالهلاك والشتات ولكنهم اخفوا الكيد واظهروا الصبر والجلد وقاتلوا قتال الاسود وطلبوا الرايات والبنود فالتقاهم الزير بالعساكر وضرب فيهم بالسيف البواتر واحاط بهم احاطة الخواتم بالخناصر وقتل منهم مقتلة عظيمه واصاب غنائم جسيمه فلما راى جساس ضعف حاله وقتل فرسانه فولى يطلب الهرب خوفا من العطب وتبعه فرسان وقد ابصروا ان ذلك اليوم العجيب من قتال بني تغلب فرجع عنهم الزير وهو حزنان على فقد ابن اخته الامير شيبون فنزل في الصيوان مع الامراء والاعيان ولم يكن له داب الا البكاء والانتحاب ولما اتى وجلس وانشد هذه الابيات وهو من الحزن على آخر نفس :
الزير انشد شعرا من ضمايره العز بالسيف ليس العز بالمال
شيبون ارسل نهار الحرب يطلبني يريد حربي وقتلي دون ابطال
نصحته عن قتالي ولم يطاوعني بارزته فتجندل في الارض بالحال
المال يبني بيوتا لاعماد لها والفقر يهدم بيوت العز الغالي
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن الا خالي البالي
مابين لحظه عين انت راقبها يغير الله من حال إلى حال
فكن مع الناس كالميزان معتدلا ولاتقولن ذا عمي وذا خالي
عم الذي انت مغرور بنعمه خال الذي انت من اضراره خال
لايقطع الراس الا من يركبه ولاتريد المنايا كثرة المال
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه وانطرح على فراشه من شدة حزنه على ابن اخته ولما بلغ قتل شيبون ابوه همام وامه ضباع احترق قلبها عليه لانه كان ابنها الوحيد بعد اخيه شيبان وكانت الفرسان قد اتت بجثته اليهما فبكياء بكاء شديدا ومزقا عليه الثياب وبعد ذلك دفنوه في التراب وفي اليوم الثاني ركب الاميرهمام لقتال الزير وتبعه جساس وباقي الابطال والفرسان وبلغ المهلهل الخبر فركب في ابطاله وفرسانه ولما التقى الفريقان وتقاتل الجمعان برز الامير همام إلى معركة الصدام وطلب براز الزير المهلهل وكان قد غير صفاته ووضع لثاما على وجهه حتى لا يعرفه احد فبرز اليه وهو لايعلم بأنه الامير همام فاقتتلا ساعة من الزمان وكان همام قد ضرب الزير بالحسام قاصدا ان يسقيه كأس الحمام فخلى الزير منها فراحت خائبه فهجم عليه وطعنه بالرمح في صدره خرج يلمع من ظهره فوقع عن ظهر الجواد كأنه طود من الاطواد فالتقت على الزير وقال له وهو على آخر رمق آه يا مهلهل لقد قتلت ابن اختك نهار امس واليوم تقتل صهرك همام قال نعم قال ماعاهدتني انك لاتقاتلني ابدا واننا نكون اصحاب على طول المدى فلماذا خاطرت بنفسك وطلبت قتالي وانت تعلم بأنك لست من رجالي فقال لقد جرى القلم بما حكم فانقضت حياتي ودنت وفاتي وهذا الامر مقدر بأمر رب البشر ومادام الامر كذلك يا فارس المعارك فكف اذاك ودواهيك واجعلني فدى اخيك فقال والله يعز على فقدك ولاعاد يطيب لي عيش من بعدك لكنني لا أكف الحرب والصدام حتى لايبقى من بني بكر شيخ ولا غلام ثم انه من بعد هذا الكلام هجم على المواكب ففرقها وطعن في أبطالها فمزقها فتأخرت عنه الفرسان ورجعت إلى الاوطان وهي في حالة الذل والهوان ولما بلغ ضباع قتل بعلها غابت عن عقلها وقد عظم مصابها وسارت إلى بني تغلب ودخلت على أخيها الزير وقلبها يلتهب وقالت له بكلام الغضب هكذا تفعل ياأخبث العرب تقتل اولادي وبعلي وتحرمني أهلي وتتركني حزينه طول الدهر أقاسي الذل والقهر هكذا تكون الاخوان الذين يدعون الفضل والاحسان فوحق الاله القادر الفاحص القلوب والضمائر ان موتى الذ عندي من الحياة وافضل فانت نسيت الجميل والمعروف وقابلتني بالغدر والمتلوف بعد ان اخلصتك من الحريق وكشفت عنك ذلك الضيق فلما سمع الزير منها ذلك الخطاب اظهر الحزن والاكتئاب وتلقاها بالاكرام والترحاب ثم اعتذر لها بالغلط واخذ يطيب خاطرها ويعزيها عما فرط وامرها بأن تسكن عنده بخدمها وحواشيها فامتثلت كلامه وقامت في بيت أخيها .
( قال الراوي ) فلما عظم الامر على جساس وبني بكر وكثرت فيها السبي والقتل ارسلوا يستنجدون اهل اليمامه فأمدوهم برجل منهم يقال له الفند بن سهل ( الحارث ابن عباد ) وكان من جبابرة الزمان وفرسان الاوان لايبالي بالاهوال ولايخاف كثرة الرجال وكان يلقي نفسه على المخاطر ويصيد الكواسر فسار إلى مساعدة القوم من ذلك اليوم وقد انتخب من الشجعان سبعون فارسا مثل العقبان يقاربونه في الشجاعة والفروسية والهمة العليا وكانت اهله قد كتبت اليهم تقول قد امددناكم بعشرة آلاف فارس من الفحول وبهم تنالوا من أعداءكم القصد والمأمول فلما قدموا إلى تلك الاوطان وراهم جساس وباقي الابطال فاعتراهم الانذهال لانهم لم يروا اكثر من سبعين تحت رايه الفند الاسد العربند فقالوا اين جماعتك الباقين فقال الفند انا بسبعة آلاف فارس واصحابي ثلاثة الاف مداعس فتبسموا من هذا الكلام والتقوهم بالاكرام والاحترام فذبحوا النوق والاغنام ونصبوا لهم المضارب والخيام ثم استعدوا للحرب وسمع بهم المهلهل وتزيد في الخيل والرجال وزحف من يومه في فرسان قومه فالتقته بني بكر في مكان يدعي عقبة الريحان فلما اقترب العسكران قال الحارس بن عباد وكان من الفرسان الاجواد إلى جساس قائد القواد هل تطيعني ايها الامير فيما اقول واشير فقال قل مابدا لك فاني لاأخاف مقالك قال أعلم ان القوم مستخفين بقتالنا وذلك لضعفنا وقلة عدد رجالنا فقاتلهم بالنساء مع الرجال فتبلغ منهم القصد والامال فقال جساس وقد اعتراه الانذهال مامعنى وكيف قتال النساء مع الرجال قال انك تحلق رؤوس الفرسان وتجمع النسوان اللواتي اتصفن بالشجاعه وقوة الجنان فتحملهن الماء بالقرب وتعطي كل منهن مطرقه من خشب وتصفهن خلف الرجال وقت الحرب والقتال فان هذا المجال يزيد الابطال نشاطا في ساحة المجال فإذا خرج منكم احد الناس يعرفنه من حلق رأسه فتسقيه الماء فينعشه واذا مررن بعدوكم عرفته فتقتله فاستصوب جساس هذا الراي واستحسنه وفي عاجل الحال جمع النساء والرجال وعرض عليهم هذا الحال فاجابوا امره بالامتثال ولم يبق يومئذ من بكر احد الاحلق واستعد الا رجلا من الفرسان اسمه ربيعه بن مروان كان زميما قصيرا فارسا حطيرا فقال ياقوم زميم قصير واذا حلقت راسي اصير معير عند الكبي والصغير فدعوني من هذا ياسيدات العرب فانا ابلغكم الارب واقتل خمسه فوارس من تغلب فاجابوة إلى ما طلب .
(قال الراوي )ولما التقت العساكر بالعساكر وتضاربت السيوف والخناجر وانقلبت تغلب على بكر كليوث الاجام والهبوهم بضرب السيوف على الهام فارتدت بنو بكر طالبه الانهزام فاشهر جساس في يده الحسام وصاح فيهم بصوت كالرعد والغمام وقال يا ويلكم ارجعوا وقاتلوا بقوه وعزيمه فاجتمعت بنو بكر بعد الانقلاب إلى الحرب والقتال وضموا خيولهم في كتيبه واحده وطلبوا المكافحه والمجادله وصاح الفند بن سهل والقى نفسه على القتال وهو ينخي الابطال ويصيح على الرجال ففرق المواكب واظهر بقتاله العجائب . فلما راى المهلهل افعاله برز اليه وطلب قتاله فالتقاه الفند بقلب كالحديد وهجم عليه هجوم الصناديد وما زال في قتال شديد وحرب ما عليه مزيد إلى ان صارت وقت الزوال فتوقها على الحرب والقتال وافترقت العساكر عن بعضها البعض ونزلت في جوانب تلك الارض . ) قال الراوي ) وكان ربيعه لم يلحق راسه من ضرب السيوف وطعن الرماح فوقع طريحا بين القتلى على وجه الفلا فمرت عليه نساء بني بكر فوجدته ذات لمه طويله فحسبته من بني تغلب فضربته بالمطارق حتى اوردته موارد العطب فضربت به الامثال وتحدثت به السنه الرجال .
( قال الراوي ) ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح وركبت الفوارس ظهور الخيول واعتقلوا بالسيوف والنصول وتقدموا إلى ساحه الميدان بالضرب والطعان وكان المهلهل في أول الجحفل كأنه قله من القلل او قطعه فصلت من ذيل جبل فصاح وحمل على جيوش الاعداء كليث الاجام وضرب فيهم بالحسام وتبعه امرؤ القيس بن اياد وكان صنديد واشتد بين الفريقين القتال وكثر القيل والقال وتقطعت الاوصال وجرى الدم وسال وكان يوما شديد الاهوال لم يسمع بمثله في الاجيال كثر فيه القتال والجراح وتمددت على وجه البطاح وارتجت الأرض من قعقعة السلاح وصهيل الخيل وهول الكفاح وكان الفند قد حمل مواكب المهلهل وقاتل حتى استقتل وفعلت فرسانه مثلما فعل وبذل جساس في ذلك اليوم غايه الجهود وهجم بقومه على الريات والبنود هجوم كواسر الاسود واشتد على المهلهل القتال واحاطت به الاعداء من اليمن والشمال وهو يقاتل ويمانع وينصح رجاله على الثبات ويدافع حتى جرح في ثلاثه مواضع .فلما زادت عليه الحال وازدحمت حوله الرجال تاخر عن ساحه المجال خوفا من الهلاك والوبال وانكسرت بنو تغلب في ذلك النهار اشد انكسار وتفرقت في البراري والقفار واستظهرت بنو بكر غايه الاستظهار وكان من الذين قتلوا من الشجعان امرؤ القيس بن اياد وكان من الاعيان صيته محمود مشكور وهو غير امرؤ القيس الشاعر المشهور فبكى المهلهل عليه وكان يحبه ويميل اليه ورجعت بنو بكر الي الديار وهي بغايه الفرح والاستبشار على ذلك الفعال .
( قال الراوي ) فلما عظم الامر على جساس وبني بكر وكثرت فيها السبي والقتل ارسلوا يستنجدون اهل اليمامه فأمدوهم برجل منهم يقال له الفند بن سهل ( الحارث ابن عباد ) وكان من جبابرة الزمان وفرسان الاوان لايبالي بالاهوال ولايخاف كثرة الرجال وكان يلقي نفسه على المخاطر ويصيد الكواسر فسار إلى مساعدة القوم من ذلك اليوم وقد انتخب من الشجعان سبعون فارسا مثل العقبان يقاربونه في الشجاعة والفروسية والهمة العليا وكانت اهله قد كتبت اليهم تقول قد امددناكم بعشرة آلاف فارس من الفحول وبهم تنالوا من أعداءكم القصد والمأمول فلما قدموا إلى تلك الاوطان وراهم جساس وباقي الابطال فاعتراهم الانذهال لانهم لم يروا اكثر من سبعين تحت رايه الفند الاسد العربند فقالوا اين جماعتك الباقين فقال الفند انا بسبعة آلاف فارس واصحابي ثلاثة الاف مداعس فتبسموا من هذا الكلام والتقوهم بالاكرام والاحترام فذبحوا النوق والاغنام ونصبوا لهم المضارب والخيام ثم استعدوا للحرب وسمع بهم المهلهل وتزيد في الخيل والرجال وزحف من يومه في فرسان قومه فالتقته بني بكر في مكان يدعي عقبة الريحان فلما اقترب العسكران قال الحارس بن عباد وكان من الفرسان الاجواد إلى جساس قائد القواد هل تطيعني ايها الامير فيما اقول واشير فقال قل مابدا لك فاني لاأخاف مقالك قال أعلم ان القوم مستخفين بقتالنا وذلك لضعفنا وقلة عدد رجالنا فقاتلهم بالنساء مع الرجال فتبلغ منهم القصد والامال فقال جساس وقد اعتراه الانذهال مامعنى وكيف قتال النساء مع الرجال قال انك تحلق رؤوس الفرسان وتجمع النسوان اللواتي اتصفن بالشجاعه وقوة الجنان فتحملهن الماء بالقرب وتعطي كل منهن مطرقه من خشب وتصفهن خلف الرجال وقت الحرب والقتال فان هذا المجال يزيد الابطال نشاطا في ساحة المجال فإذا خرج منكم احد الناس يعرفنه من حلق رأسه فتسقيه الماء فينعشه واذا مررن بعدوكم عرفته فتقتله فاستصوب جساس هذا الراي واستحسنه وفي عاجل الحال جمع النساء والرجال وعرض عليهم هذا الحال فاجابوا امره بالامتثال ولم يبق يومئذ من بكر احد الاحلق واستعد الا رجلا من الفرسان اسمه ربيعه بن مروان كان زميما قصيرا فارسا حطيرا فقال ياقوم زميم قصير واذا حلقت راسي اصير معير عند الكبي والصغير فدعوني من هذا ياسيدات العرب فانا ابلغكم الارب واقتل خمسه فوارس من تغلب فاجابوة إلى ما طلب .
(قال الراوي )ولما التقت العساكر بالعساكر وتضاربت السيوف والخناجر وانقلبت تغلب على بكر كليوث الاجام والهبوهم بضرب السيوف على الهام فارتدت بنو بكر طالبه الانهزام فاشهر جساس في يده الحسام وصاح فيهم بصوت كالرعد والغمام وقال يا ويلكم ارجعوا وقاتلوا بقوه وعزيمه فاجتمعت بنو بكر بعد الانقلاب إلى الحرب والقتال وضموا خيولهم في كتيبه واحده وطلبوا المكافحه والمجادله وصاح الفند بن سهل والقى نفسه على القتال وهو ينخي الابطال ويصيح على الرجال ففرق المواكب واظهر بقتاله العجائب . فلما راى المهلهل افعاله برز اليه وطلب قتاله فالتقاه الفند بقلب كالحديد وهجم عليه هجوم الصناديد وما زال في قتال شديد وحرب ما عليه مزيد إلى ان صارت وقت الزوال فتوقها على الحرب والقتال وافترقت العساكر عن بعضها البعض ونزلت في جوانب تلك الارض . ) قال الراوي ) وكان ربيعه لم يلحق راسه من ضرب السيوف وطعن الرماح فوقع طريحا بين القتلى على وجه الفلا فمرت عليه نساء بني بكر فوجدته ذات لمه طويله فحسبته من بني تغلب فضربته بالمطارق حتى اوردته موارد العطب فضربت به الامثال وتحدثت به السنه الرجال .
( قال الراوي ) ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح وركبت الفوارس ظهور الخيول واعتقلوا بالسيوف والنصول وتقدموا إلى ساحه الميدان بالضرب والطعان وكان المهلهل في أول الجحفل كأنه قله من القلل او قطعه فصلت من ذيل جبل فصاح وحمل على جيوش الاعداء كليث الاجام وضرب فيهم بالحسام وتبعه امرؤ القيس بن اياد وكان صنديد واشتد بين الفريقين القتال وكثر القيل والقال وتقطعت الاوصال وجرى الدم وسال وكان يوما شديد الاهوال لم يسمع بمثله في الاجيال كثر فيه القتال والجراح وتمددت على وجه البطاح وارتجت الأرض من قعقعة السلاح وصهيل الخيل وهول الكفاح وكان الفند قد حمل مواكب المهلهل وقاتل حتى استقتل وفعلت فرسانه مثلما فعل وبذل جساس في ذلك اليوم غايه الجهود وهجم بقومه على الريات والبنود هجوم كواسر الاسود واشتد على المهلهل القتال واحاطت به الاعداء من اليمن والشمال وهو يقاتل ويمانع وينصح رجاله على الثبات ويدافع حتى جرح في ثلاثه مواضع .فلما زادت عليه الحال وازدحمت حوله الرجال تاخر عن ساحه المجال خوفا من الهلاك والوبال وانكسرت بنو تغلب في ذلك النهار اشد انكسار وتفرقت في البراري والقفار واستظهرت بنو بكر غايه الاستظهار وكان من الذين قتلوا من الشجعان امرؤ القيس بن اياد وكان من الاعيان صيته محمود مشكور وهو غير امرؤ القيس الشاعر المشهور فبكى المهلهل عليه وكان يحبه ويميل اليه ورجعت بنو بكر الي الديار وهي بغايه الفرح والاستبشار على ذلك الفعال .
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) اما المهلهل فقد زاد حنقه على بني بكر وبات تلك الليله على مقالي الجمر ثم جمع الفرسان والابطال وتجهز للحرب والقتال فالتقه بنو بكر بقلوب كالجبال وجرت بينهم وقائع واهوال لم يسمع بمثلها في سالف الاجيال واستمر الحال على هذا المنوال مده عشرايام وكان المهلهل قد انتصر في اكثر الوقائع وقتل جماعه كثيره من فرسان المعامع ولما كثر بين الفريقين القتل واتفقوا على توقيف الحرب مده شهرين فافترقبت الفوارس عن بعضها ونزلت كل فرقه بارضها
(قال الراوي ) ولما قتل كليب كما تقدم الكلام كانت زوجته الجليله حامله بهذا الغلام فلما طردها الزير الي بيت ابيها وسكنت عند جساس اخيها فولدت غلاما فسمته الهجرس ولقبوه الناس بالجرو فكانت مع اخواله بني مره واولادهم وكان خاله يحسن ويشفق عليه وكان الغلام قد احب حاله الامير جساس دون باقي الناس فلا يدعوه الا ابا ونشا الغلام ذا عقل وادب وهو محبوب من جميع العرب لفصاحته وبرتعته وقوته وشجاعته فكان يركب ظهور الحيل ويتعلم عليها الفروسيه في النهار والليل فبرع واشتهر على شباب القبيله افتخر فلما بلغ عمره حمسه عشره عاما زاد شهره وارتفع مقاما فراه جساس في بعض الايام وهو كانه ليث الاجام والشر طائر من عينيه ولا يقدر احد عليه فانذهل واندهش وخاف منه
وارتعش وكان كثيرا ما يتامل في امره ويخاف من سطوته وشره لانه قتل اباه بالامس وتركه يتيما طول الدهر . ( قال الراوي ) اتفق ذات يوم ان الحرو ركب في جماعه من الشبان واخذوا يتعاطون بالجريد في الميدان وكان من جمله الغلمان عجيب ابن الامير جساس وكان شديد الباس فطعن عجيب الجرو طعنه فمال عنها فراحت خائبه ثم ان الجرو تقدم نحو عجيب وطعنه بجر يده اصابته فالتقه عن ظهر الجواد إلى الارض فنهض غضبانا فشتم الجرو واهانه بالكلام وقال اهكذا تفعل يا ابن اللئام بابناء السادات الكرام يهدد بهذا الشعر . يقول عجيب من قلب موجع الا يا رفقتي حالي عجيب ضربني الجرو منه جريده فارماني وصيرني كثيب ولم يعلم باني خير ماجد ولد جساس قوم مستهيب لولا عمتي لقطعت راسه واطرحه على العبرا قليب فهذا ولد كليب الاعادي ولا ضد الكلاب الا القصيب دعوه يروح عنا لايماطل ويذهب سرعه قبل المغيب
(قال الراوي ) فلنا فرغ عجيب من شعره ونظامه وفهم الجرو فحوى كلامه اجابه على شعره يقول :
يقول الجرو اسمع يا ابن خالي كلامه ليس يسمعه اديب
تقول اليوم تقتلني بسيفك وتتركني على الغبرا قليب
اذا ابصرتني يوما فريدا فقتلني بسيفك ياعجيب
فا نزل عن جوادك يا ابن خالي وافعل ما تريده عن قريب
وافعل ماتريده اليوم فينا فاني لااخافك ياعجيب
( قال الراوي ) فلما فرغ الجرو من كلامه واذا بسلطان اخو جساس اقبل عليهما في ذلك الوقت فوجد الدم يسيل من ابن اخيه جساس فلما علم بواقغه الحال اغتاظ غيظا شديد وشتم الجرو وقال والله لولا كرامه امك لقطعت راسك واخمدت انفاسك فقال ياخال ها انا بين يديك فافعل ما تريد ثم هطلت عيناه بالدموع وتنهد من فؤاد موجوع وسار إلى عند امه واعلمها بما جرى وكان يطلب منها الرحيل من ذلك الاوطان فتكدرت امه واجابته إلى ذلك لشان ثم انهما صبرا حتى اظلم الليل فتركا المضارب والخيام وسارا تحت جنح الظلام في جماعه من العبيد والخدام وجدا في قطع البراري والاكام مسافه عشره ايام واتفق في اليو الحادي عشر انهما التقيا بشيخ في ذلك البر الافقر وهو يقطع البر الفسيح على الفرس تسابق الريح وكان بمعيته عشره ابطال من صناديد الرجال وكان قد خرج لصيد الوحوش والغزلان وهو راجع إلى الاوطان فتقدم الجرو اليه وسلم عليه فرد الشيخ سلامه وقال له ايها الفتى الماجد من اين اتيت والى اين قاصد فقال طردوني اهلي وربيت يتيم وانا طالب انسان كريم حتى التجىء اليه واقيم عنده فقال الشيخ اذا كان الامر كما تقول فشرفني إلى اطلالي فانا افديك بروحي ومالي واشار اليه يقول :
يقول الامير منجد من قصيد الايا قاصدا نبيل المارب
فشرف منزلي وامر عبيدك يرون الاعر والجنائب
بكم قد حلت البركه علينا يرون الاعر والجنائب
فمثلي ما تلاقوا اين سرتم وعندي تبغلوا كل المطالب
انا مسجد فمن نسل الاكارم ابي وائل وما فينا معاقب
الوف الوف تخدمني وتخضع لامري في المشارق والمغارب
وانت بقيت بعد اليوم ابني ولست اليوم في قولي بكاذب
( قال الراوي ) وكان هذا الشيخ اسمه منجد بن الامير وائل وهو خال كليب والزير البطل الحلاحل وقد كنا ذكرنا عنه في أول الكلام بانه بعد قتل كليب استخدم مع اخوته الثلاثه عند التبع في بلاد الشام ولما قتل التبع ولى هرب وسكن في اخر بلاد العرب خوفا من كليب ان يقتله كما قتل اخوته لانه يبغضه دون اهله وعشيرته فلما فرغ النجد من شعره ونظامه وفهم الجرو فحوى كلامه فرح واستبشر ورجع إلى عند امه على الاثر واعلمها بما جراى وكان ثم انهم ساروا معه إلى الاوطان ونصبوا المضارب والخيام فاكرمهم منجد غايه الاكرام وانزلهم اعز مقام وكان لمنجد المذكور عشره اولاد من الذكور كانهم البدور فالفوا الجرو واحبوه وكانوا لايفارقوه وكانت امه الجليله قدالامير منجد حق المعرفه ولكنها كتمت الامر عن زيد وعمر خوفا من العواقب وطول النوائب فاجتمعت بابنها الجرو فقال اذا سالك عن اسمك فقل اسمي الهجرس ولاتقول الجرو فقال ان الاسمين واحد فما هو مرادك ذبلك فقالت ان يكون الهجرس كلب الصياد فانه اصلح من الجرو ابن الكلب وانت امير وابوك كان من الفرسان المشاهير ومن ذلك اليوم تسمى الهجرس وغلب هذا اللقب بين العرب وكانت امه في قلق عظيم خوفا عليه فاجتمعت ذات يوم بشيخ عبيدها وكان اسمه صباح واشارت تقول من فؤاد متبول : تقول الجليله بدمع سجام ايا صبح اسمع الكلام فهذا الشيخ الذي تراه مكيد الاعادي بضرب الحسام يسمى منجد صميدع عنيد ولد وائل وافي الزمام فهو امير وابن امير وحوله عساكر كثيره كفيض الغمام فهذا حال كليب الامير مع سالم الزير قوم همام فهو خالهم قد عرفته سريع ميكدا الاعادي بضرب الحسام وهوخال زوجي لكن عدو كيف العمل الان صرنا نضام واصل العداوه كليب الامير قتل اخوته في دمشق الشام قتل اليمامه واخذ ثار ابوها واهلك اخوه منجد وشام ونحن الان نزلنا عليه عرفته وقد اعتراني سقام اني اخاف على ابني حقيق يهنيه ويدعى دمه سجام عدوك اياك تركن اليه ولو انه سقاك المدام
(قال الراوي ) ولما قتل كليب كما تقدم الكلام كانت زوجته الجليله حامله بهذا الغلام فلما طردها الزير الي بيت ابيها وسكنت عند جساس اخيها فولدت غلاما فسمته الهجرس ولقبوه الناس بالجرو فكانت مع اخواله بني مره واولادهم وكان خاله يحسن ويشفق عليه وكان الغلام قد احب حاله الامير جساس دون باقي الناس فلا يدعوه الا ابا ونشا الغلام ذا عقل وادب وهو محبوب من جميع العرب لفصاحته وبرتعته وقوته وشجاعته فكان يركب ظهور الحيل ويتعلم عليها الفروسيه في النهار والليل فبرع واشتهر على شباب القبيله افتخر فلما بلغ عمره حمسه عشره عاما زاد شهره وارتفع مقاما فراه جساس في بعض الايام وهو كانه ليث الاجام والشر طائر من عينيه ولا يقدر احد عليه فانذهل واندهش وخاف منه
وارتعش وكان كثيرا ما يتامل في امره ويخاف من سطوته وشره لانه قتل اباه بالامس وتركه يتيما طول الدهر . ( قال الراوي ) اتفق ذات يوم ان الحرو ركب في جماعه من الشبان واخذوا يتعاطون بالجريد في الميدان وكان من جمله الغلمان عجيب ابن الامير جساس وكان شديد الباس فطعن عجيب الجرو طعنه فمال عنها فراحت خائبه ثم ان الجرو تقدم نحو عجيب وطعنه بجر يده اصابته فالتقه عن ظهر الجواد إلى الارض فنهض غضبانا فشتم الجرو واهانه بالكلام وقال اهكذا تفعل يا ابن اللئام بابناء السادات الكرام يهدد بهذا الشعر . يقول عجيب من قلب موجع الا يا رفقتي حالي عجيب ضربني الجرو منه جريده فارماني وصيرني كثيب ولم يعلم باني خير ماجد ولد جساس قوم مستهيب لولا عمتي لقطعت راسه واطرحه على العبرا قليب فهذا ولد كليب الاعادي ولا ضد الكلاب الا القصيب دعوه يروح عنا لايماطل ويذهب سرعه قبل المغيب
(قال الراوي ) فلنا فرغ عجيب من شعره ونظامه وفهم الجرو فحوى كلامه اجابه على شعره يقول :
يقول الجرو اسمع يا ابن خالي كلامه ليس يسمعه اديب
تقول اليوم تقتلني بسيفك وتتركني على الغبرا قليب
اذا ابصرتني يوما فريدا فقتلني بسيفك ياعجيب
فا نزل عن جوادك يا ابن خالي وافعل ما تريده عن قريب
وافعل ماتريده اليوم فينا فاني لااخافك ياعجيب
( قال الراوي ) فلما فرغ الجرو من كلامه واذا بسلطان اخو جساس اقبل عليهما في ذلك الوقت فوجد الدم يسيل من ابن اخيه جساس فلما علم بواقغه الحال اغتاظ غيظا شديد وشتم الجرو وقال والله لولا كرامه امك لقطعت راسك واخمدت انفاسك فقال ياخال ها انا بين يديك فافعل ما تريد ثم هطلت عيناه بالدموع وتنهد من فؤاد موجوع وسار إلى عند امه واعلمها بما جرى وكان يطلب منها الرحيل من ذلك الاوطان فتكدرت امه واجابته إلى ذلك لشان ثم انهما صبرا حتى اظلم الليل فتركا المضارب والخيام وسارا تحت جنح الظلام في جماعه من العبيد والخدام وجدا في قطع البراري والاكام مسافه عشره ايام واتفق في اليو الحادي عشر انهما التقيا بشيخ في ذلك البر الافقر وهو يقطع البر الفسيح على الفرس تسابق الريح وكان بمعيته عشره ابطال من صناديد الرجال وكان قد خرج لصيد الوحوش والغزلان وهو راجع إلى الاوطان فتقدم الجرو اليه وسلم عليه فرد الشيخ سلامه وقال له ايها الفتى الماجد من اين اتيت والى اين قاصد فقال طردوني اهلي وربيت يتيم وانا طالب انسان كريم حتى التجىء اليه واقيم عنده فقال الشيخ اذا كان الامر كما تقول فشرفني إلى اطلالي فانا افديك بروحي ومالي واشار اليه يقول :
يقول الامير منجد من قصيد الايا قاصدا نبيل المارب
فشرف منزلي وامر عبيدك يرون الاعر والجنائب
بكم قد حلت البركه علينا يرون الاعر والجنائب
فمثلي ما تلاقوا اين سرتم وعندي تبغلوا كل المطالب
انا مسجد فمن نسل الاكارم ابي وائل وما فينا معاقب
الوف الوف تخدمني وتخضع لامري في المشارق والمغارب
وانت بقيت بعد اليوم ابني ولست اليوم في قولي بكاذب
( قال الراوي ) وكان هذا الشيخ اسمه منجد بن الامير وائل وهو خال كليب والزير البطل الحلاحل وقد كنا ذكرنا عنه في أول الكلام بانه بعد قتل كليب استخدم مع اخوته الثلاثه عند التبع في بلاد الشام ولما قتل التبع ولى هرب وسكن في اخر بلاد العرب خوفا من كليب ان يقتله كما قتل اخوته لانه يبغضه دون اهله وعشيرته فلما فرغ النجد من شعره ونظامه وفهم الجرو فحوى كلامه فرح واستبشر ورجع إلى عند امه على الاثر واعلمها بما جراى وكان ثم انهم ساروا معه إلى الاوطان ونصبوا المضارب والخيام فاكرمهم منجد غايه الاكرام وانزلهم اعز مقام وكان لمنجد المذكور عشره اولاد من الذكور كانهم البدور فالفوا الجرو واحبوه وكانوا لايفارقوه وكانت امه الجليله قدالامير منجد حق المعرفه ولكنها كتمت الامر عن زيد وعمر خوفا من العواقب وطول النوائب فاجتمعت بابنها الجرو فقال اذا سالك عن اسمك فقل اسمي الهجرس ولاتقول الجرو فقال ان الاسمين واحد فما هو مرادك ذبلك فقالت ان يكون الهجرس كلب الصياد فانه اصلح من الجرو ابن الكلب وانت امير وابوك كان من الفرسان المشاهير ومن ذلك اليوم تسمى الهجرس وغلب هذا اللقب بين العرب وكانت امه في قلق عظيم خوفا عليه فاجتمعت ذات يوم بشيخ عبيدها وكان اسمه صباح واشارت تقول من فؤاد متبول : تقول الجليله بدمع سجام ايا صبح اسمع الكلام فهذا الشيخ الذي تراه مكيد الاعادي بضرب الحسام يسمى منجد صميدع عنيد ولد وائل وافي الزمام فهو امير وابن امير وحوله عساكر كثيره كفيض الغمام فهذا حال كليب الامير مع سالم الزير قوم همام فهو خالهم قد عرفته سريع ميكدا الاعادي بضرب الحسام وهوخال زوجي لكن عدو كيف العمل الان صرنا نضام واصل العداوه كليب الامير قتل اخوته في دمشق الشام قتل اليمامه واخذ ثار ابوها واهلك اخوه منجد وشام ونحن الان نزلنا عليه عرفته وقد اعتراني سقام اني اخاف على ابني حقيق يهنيه ويدعى دمه سجام عدوك اياك تركن اليه ولو انه سقاك المدام
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
(قال الراوي) فلما فرغت من شعرها ونظامها فهم صبيح فحوى كلامها قال اين نتوجه الان وقد صار لنا مده من الزمان والصواب ان تكتم امرنا على كل انسان حتى يفرجها علينا الرحمن الرحيم واستمروا مده طويله في تلك القبيله وهم عز واقبال وارغدعيش واحسن حال إلى ان كان في بعض الايام اغار على الامير منجد بعض الملوك العربان في ثمانين الف عنان فالتقاه منجد بعسكر جرار فانكسر عده مرات حتى ال مره إلى الدمار . فلما شاهد الجرو تلك الاحوال وما وقع بمنجد من الاهوال برز إلى ساحه المجال وقاتل الشجعان والابطال واظهر الغرائب والعجائب ففرق الصفوف والمواكب وكسر ذلك الشمس والقمر وفعل فعالا تبقى وتذكر وما دامت الشمس والقمر وعند رجوعه من القتال بالنصر والاقبال وشكره منجد على تلك الفعال قال له مثلك تكون الرجال فو الله لقد حميت الحريم طردت الغريم وخلدت لك ذكرا جميلا على طول الدوام وعند وصولهما سرايه الاحكام وجلوسهما في الديوان قال منجد بحضور السادات والاعيان مثلك تكون الفرسان فاعلمني عن حسبك ونسبك ومن يكون قومك فلما سمع الجرو فحوى كلامه اجابه بهذا القصيدا :
يا فخر ماجد في الرجال فاسمع ياملك فحوى كلامي انا اسمي اليتيم يا مسمى ولااعرف ابي ولااخوالي واني قد سالت امي مرارا فتسكت لاترد إلى سؤالي تقول ابوك شاليش بن مره قتله الزير في يوم النزال فاطلب من اله العرش ربي لاخذ الثار منه بالقتال
(قال الراوي ) فلما فرغ الهجرس من كلامه زاد منجد فب احترامه ونهض على الاقدام واعتقه امام السادات الكرام وقال لهانت من بني مره اصحاب الشجاعه والقدره فعربك من عربي ونسبك من بسبي فو الله ما ضاع نظري فيك فاطلب من الله ان يحفظك ويبقيك وينصرك على جميع حسادك واعاديك من ذلك الوقت زاد في اكرامه ورفع مقامه على الكبار والصغار وكان لمنجد بنت بديعه الجمال متصفه بالاداب والكمال كانها هلال ذات عقل ثاقب وراي صائب لايوجد مثلها في العرب والاعاجم اسمها بدرباسم فزوجه اياها وتمتع الجرو بحسنها واقام في ارغد يش واحسن حال وهو يحكم على تلك الاطلال وقد احبته جميع الرجال .
(قال الراوي ) هذا ما كان من الهجرس والجليله وما جرى لهما في تلك القبيله واما جساس فانه بعد رحيل اخته من الديار زادت به الاكدار وكان كثيرا ما يتذكرها في الليل والنهار فاتفق في بعض الايام بينما هو جالس في الخيام دخل عليه بعض الشعلراء فسلم عليه وعلى باقي الامراء واخذ يمدحه بهذا السعر والنظام على ماجرت به العاده في تلك الايام :
قال جابر في بيون صادق انت ياجساس رب المكرمات
سمعت بصيتك انا يا ذا الامير في الكرم والجود يا فخر الذوات
انت ملك البلاد جميعها حاكما في الارض من كل الجهات
قاتل الضد في يوم الوغا مكرم للضيف سنه المحملات
انت ياجساس ملك البلاد مع اخوتك وشقايقك السيدات
: لولاكم ماكنت جيت لارضكم ماكنت فارقت العيال مع البنات
وتركت اختي يا ملك اولادها وزوج اختي يا ملك ذا العام مات
اولاد اختي سبعه ذكور عند اولادي واهلي تبات
جور هذا الدهر في الدنيا عجيب كم له في كل يوم تقلبات
(قال الراوي ) فلما فرغ جابر من شعره ونظامه وفهم جساس فحوى كلامه امر له بالف دينار واعتبره غايه الاعتبار ثم التفت اليه اخوه سلطان وقال له امام السادات والاعيان اسمعت كلام هذا الشاعر الذي يدور في القبائل والعشائر ويمدح السادات والاكابر املا في المكاسب وبلوغ المارب كيف انه ذكر اخته في شعره ولم ينسها طول دهره فكيف نحن نكون سلاطين الزمان وملوك العصر ولاوان اختنا ان تغضب منا وتبعد ولانعلم إلى اين ذهبت واي قبيله طلبت فماذا تقول عنا دول الممالك اذا سمعت عنا ذلك فمن الواجب ان نقتفي اخبارها الان ونعيدها معزوزوة إلى الاوطان ثم انه بكى امام جلسائه وبكت اخوته وندم سلطان على ما فعل واستعظم ذلك العمل ثم التفت جساس الشاعر وقال له انت تطوف حلل العرب ونمدح الملوك واص حاب الرتب فاريد ان تستقصي لي عن اخبار الجرو وتعلمني إلى أي حله قصدوا وعن اسم القبيله فان اتيتني بصحه الخبر بلغتك القصد والوطر فاجابه الشاعر وامتثل ثم سار على عجل يطوف القبائل والحلل ويستقصب عنها الاخبار من الكبار والصغار حتى سمع بخبرهما ووقف على حقيقه امرهما فقصدهما إلى ذلك المكان واجمتع بهما في الصيوان وحدثهما بما سمع في حقهما من جساس وسلطان ثم اشار يمدح الجرو ويقول وهو فرحان على بلوغ القصد : يقول جبر من قلب حزين فدمعي سال من وسط الاماق ادور على القبائل والعشلئر لاحظى بالمكاسب والنياق فاصغى يا امير إلى كلامي فانت اجل فرسان السباق فصيتك شاع في كل القبائل فمن يمن الي ارض العراق وما لك في البريا من شبيه ونجمك فاق سام المجد راق سالت الله ان يحفظ جيالك على طول المدى والدهر باق رحنا من حماه لعند خالك ملك جساس سلطان الافاق فأهدانا وقام انعم علينا وقلبه من بعادك باحتراق وارسلني لآ كشف اين انتم ليحظى فيكم من بعد الفراق
(قال الراوي ) وكانت الجليله تسمع هذا الشعر وهي خلف الحجاب واستر فما هان عليها ان تسمع بذكر اخوتها كانوا الذين سببا لغربتها وفرقتها من حلها فأمرت كبير العبيد أن يوقف عن اتمام القصيد وان يكتم خبرهما عن هذا ذاك خوفا من الفضيحه والانهاك ثم امرت له بالف دينار واعطاه الجرو مثل ذلك المقدار ففرح الشاعر واستبشر ورجع على الاثر واعلم جساس بذلك الخبر فأرسل في الحال اخوه سلطان في جماعه من الابطال لياتوا باخته الجليله وابنها الجرو من تلك االاطلال فلما اقترب سلطان إلى تلك الاوطان ارسل بعض الفرسان ليعلم منجد بقدومه إلى اوطانه فخرج في الحال في جماعه من فرسانه فألتقاه احسن ملتقى لانهم كانوا اقارب واصدقاء وانزله في سرايه الاحكام وذبح له النوق والاغنام واكرمه غايه الاكرام وفي ثاني الايام اجتمع سلطان باخته الجليله وولدها الجرو واعتذر لهما بما فرط منه وطلب منهما الرجوع الي الديار وشدد عليهما في ذلك غايه التشديد فأجابه الي ماطلب واعلم الجروالامير منجد بانه يريد الرجوع الي اهله وعشيرته مع امه وزوجته ومن يلوذ به من جماعته لان نفسه أشتاقت الي الوطن فقال منجد والله يا امير يعز علينا فراقك ولا زالت ارواحنا في كل وقت تشتاقك ولكننا لانقدر ان نمنعك عن اهلك واصحابك وبني عمك واحبابك ثم اعطاه مائه ناقه محمله نفائس الاقمشه والذ خائر ومائه جواد وغير ذلك من المعادنوالجواهر ومائه عبد ومائه جاريه واركب ابنته زوجة الهجرس على هودج كبير وسار لوداعهم مسافة نصف يوم ثم رجع إلى الديار وسار الهجرس مع امه وزجته يقطعون القفار حتى وصلوا الي منازل بني مرة فالتقاهم جساس بالفرح والمسره وامر بذبح الذباح واطعام الغادي والرائح واشار إلى الجرو يقول :
لماقال الفتى جساس صادق ايا مرحبا بك يا ابن اختي
ففيكم حلت البركه علينا وضاء الحي في قربك الينا
وامك يافتى عيني وروحي وعمرك ياجليله مافرحت فا ابنك غدا كالسبع الكاسر
فان الجرو للاعداء كاسر بيوم الحرب والاهوال كاسر
اله العرش يرجعه ظافر فلا تعتب على سلطان خالك ولاقوله يخطر قط بيالك
فلا ابني ولانحن مثالك انا ساحكمك من فوق تختي
انا ابكي على المرحوم ابيك قتله الزير في ربعك وحيك فقم واركب يروح خالك
واخذ من المهلهل ثارك سالتك الله ان تأخذ بثارك بقتله تكشف عنك عارك
مرادي تقتله وتأخذ بثارك وتحرقه بنارك يا ابن اختي
يا فخر ماجد في الرجال فاسمع ياملك فحوى كلامي انا اسمي اليتيم يا مسمى ولااعرف ابي ولااخوالي واني قد سالت امي مرارا فتسكت لاترد إلى سؤالي تقول ابوك شاليش بن مره قتله الزير في يوم النزال فاطلب من اله العرش ربي لاخذ الثار منه بالقتال
(قال الراوي ) فلما فرغ الهجرس من كلامه زاد منجد فب احترامه ونهض على الاقدام واعتقه امام السادات الكرام وقال لهانت من بني مره اصحاب الشجاعه والقدره فعربك من عربي ونسبك من بسبي فو الله ما ضاع نظري فيك فاطلب من الله ان يحفظك ويبقيك وينصرك على جميع حسادك واعاديك من ذلك الوقت زاد في اكرامه ورفع مقامه على الكبار والصغار وكان لمنجد بنت بديعه الجمال متصفه بالاداب والكمال كانها هلال ذات عقل ثاقب وراي صائب لايوجد مثلها في العرب والاعاجم اسمها بدرباسم فزوجه اياها وتمتع الجرو بحسنها واقام في ارغد يش واحسن حال وهو يحكم على تلك الاطلال وقد احبته جميع الرجال .
(قال الراوي ) هذا ما كان من الهجرس والجليله وما جرى لهما في تلك القبيله واما جساس فانه بعد رحيل اخته من الديار زادت به الاكدار وكان كثيرا ما يتذكرها في الليل والنهار فاتفق في بعض الايام بينما هو جالس في الخيام دخل عليه بعض الشعلراء فسلم عليه وعلى باقي الامراء واخذ يمدحه بهذا السعر والنظام على ماجرت به العاده في تلك الايام :
قال جابر في بيون صادق انت ياجساس رب المكرمات
سمعت بصيتك انا يا ذا الامير في الكرم والجود يا فخر الذوات
انت ملك البلاد جميعها حاكما في الارض من كل الجهات
قاتل الضد في يوم الوغا مكرم للضيف سنه المحملات
انت ياجساس ملك البلاد مع اخوتك وشقايقك السيدات
: لولاكم ماكنت جيت لارضكم ماكنت فارقت العيال مع البنات
وتركت اختي يا ملك اولادها وزوج اختي يا ملك ذا العام مات
اولاد اختي سبعه ذكور عند اولادي واهلي تبات
جور هذا الدهر في الدنيا عجيب كم له في كل يوم تقلبات
(قال الراوي ) فلما فرغ جابر من شعره ونظامه وفهم جساس فحوى كلامه امر له بالف دينار واعتبره غايه الاعتبار ثم التفت اليه اخوه سلطان وقال له امام السادات والاعيان اسمعت كلام هذا الشاعر الذي يدور في القبائل والعشائر ويمدح السادات والاكابر املا في المكاسب وبلوغ المارب كيف انه ذكر اخته في شعره ولم ينسها طول دهره فكيف نحن نكون سلاطين الزمان وملوك العصر ولاوان اختنا ان تغضب منا وتبعد ولانعلم إلى اين ذهبت واي قبيله طلبت فماذا تقول عنا دول الممالك اذا سمعت عنا ذلك فمن الواجب ان نقتفي اخبارها الان ونعيدها معزوزوة إلى الاوطان ثم انه بكى امام جلسائه وبكت اخوته وندم سلطان على ما فعل واستعظم ذلك العمل ثم التفت جساس الشاعر وقال له انت تطوف حلل العرب ونمدح الملوك واص حاب الرتب فاريد ان تستقصي لي عن اخبار الجرو وتعلمني إلى أي حله قصدوا وعن اسم القبيله فان اتيتني بصحه الخبر بلغتك القصد والوطر فاجابه الشاعر وامتثل ثم سار على عجل يطوف القبائل والحلل ويستقصب عنها الاخبار من الكبار والصغار حتى سمع بخبرهما ووقف على حقيقه امرهما فقصدهما إلى ذلك المكان واجمتع بهما في الصيوان وحدثهما بما سمع في حقهما من جساس وسلطان ثم اشار يمدح الجرو ويقول وهو فرحان على بلوغ القصد : يقول جبر من قلب حزين فدمعي سال من وسط الاماق ادور على القبائل والعشلئر لاحظى بالمكاسب والنياق فاصغى يا امير إلى كلامي فانت اجل فرسان السباق فصيتك شاع في كل القبائل فمن يمن الي ارض العراق وما لك في البريا من شبيه ونجمك فاق سام المجد راق سالت الله ان يحفظ جيالك على طول المدى والدهر باق رحنا من حماه لعند خالك ملك جساس سلطان الافاق فأهدانا وقام انعم علينا وقلبه من بعادك باحتراق وارسلني لآ كشف اين انتم ليحظى فيكم من بعد الفراق
(قال الراوي ) وكانت الجليله تسمع هذا الشعر وهي خلف الحجاب واستر فما هان عليها ان تسمع بذكر اخوتها كانوا الذين سببا لغربتها وفرقتها من حلها فأمرت كبير العبيد أن يوقف عن اتمام القصيد وان يكتم خبرهما عن هذا ذاك خوفا من الفضيحه والانهاك ثم امرت له بالف دينار واعطاه الجرو مثل ذلك المقدار ففرح الشاعر واستبشر ورجع على الاثر واعلم جساس بذلك الخبر فأرسل في الحال اخوه سلطان في جماعه من الابطال لياتوا باخته الجليله وابنها الجرو من تلك االاطلال فلما اقترب سلطان إلى تلك الاوطان ارسل بعض الفرسان ليعلم منجد بقدومه إلى اوطانه فخرج في الحال في جماعه من فرسانه فألتقاه احسن ملتقى لانهم كانوا اقارب واصدقاء وانزله في سرايه الاحكام وذبح له النوق والاغنام واكرمه غايه الاكرام وفي ثاني الايام اجتمع سلطان باخته الجليله وولدها الجرو واعتذر لهما بما فرط منه وطلب منهما الرجوع الي الديار وشدد عليهما في ذلك غايه التشديد فأجابه الي ماطلب واعلم الجروالامير منجد بانه يريد الرجوع الي اهله وعشيرته مع امه وزوجته ومن يلوذ به من جماعته لان نفسه أشتاقت الي الوطن فقال منجد والله يا امير يعز علينا فراقك ولا زالت ارواحنا في كل وقت تشتاقك ولكننا لانقدر ان نمنعك عن اهلك واصحابك وبني عمك واحبابك ثم اعطاه مائه ناقه محمله نفائس الاقمشه والذ خائر ومائه جواد وغير ذلك من المعادنوالجواهر ومائه عبد ومائه جاريه واركب ابنته زوجة الهجرس على هودج كبير وسار لوداعهم مسافة نصف يوم ثم رجع إلى الديار وسار الهجرس مع امه وزجته يقطعون القفار حتى وصلوا الي منازل بني مرة فالتقاهم جساس بالفرح والمسره وامر بذبح الذباح واطعام الغادي والرائح واشار إلى الجرو يقول :
لماقال الفتى جساس صادق ايا مرحبا بك يا ابن اختي
ففيكم حلت البركه علينا وضاء الحي في قربك الينا
وامك يافتى عيني وروحي وعمرك ياجليله مافرحت فا ابنك غدا كالسبع الكاسر
فان الجرو للاعداء كاسر بيوم الحرب والاهوال كاسر
اله العرش يرجعه ظافر فلا تعتب على سلطان خالك ولاقوله يخطر قط بيالك
فلا ابني ولانحن مثالك انا ساحكمك من فوق تختي
انا ابكي على المرحوم ابيك قتله الزير في ربعك وحيك فقم واركب يروح خالك
واخذ من المهلهل ثارك سالتك الله ان تأخذ بثارك بقتله تكشف عنك عارك
مرادي تقتله وتأخذ بثارك وتحرقه بنارك يا ابن اختي
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ جساس من شعره ونظامه وتبسم الجرو من كلامه قال له كن مطمئن الخاطر يا خال هذا ما كان من الجرو وجساس واما الزير الفارس الدعاس فانه بينما كان راقد ذات ليله اذ راى في منامه ولذيذ احلامه اخاه الامير كليب وهو يعاتبه بهذه الابيات على اخذ الثار وكشف العار ويقول وعمر السامعين يطول :
تنام الليل كــ،له يا مـــهلــهـــــل وثاري ما قدرت علي وفاه
وعظمي ذاب حتى صار كحلا وجساس بن مره في الحياه
فأجابه الزير يقول :
امير كليب ما قصرت يوماً بأخذ الثار من قوم البغ
اة فقم اسال بناتك يا حبيبي على طعني وضربي با لعداة
(قال الراوي )
فاسيقظت بنات كليب من المنام وايقظن عمهن بهذا الشعر والنظام :
يقولون اليتامى يا مهلهل أتانا كليب يستنجد اخاه
كليب قام من وسط المقابر وصار كليب في وسط الحياه
(قال الراوي ) كان الزير قد استيقظ من منامه فأرىالبنات حوا ليه فقال لهن رايت اباكم في المنام ثم حدثهن بما سمعه وراة بالكمال والتمام فبكين بكاء شديدا فقال الزير ان هذا المنام بدل على عجب وحادث يقع عن قريب فاستدعا بعض الرمالين اليه وقص ذلك المنام عليه فضرب الرمل الرمال ورسم الاشكال وولد البنات من الامهات حتى عرف حقيقة الخبر فقال له لك البشرى يا فارس الصدام فان جساس سوف يقتل من بعد ايام وذلك من يد شخص يظهر من لحمك ودمك واشار يقول : يقول بشير اسمع يامهلهل ايا سالم فابشر زال همك اتاك النصر من رب البريا انه العرش من خيرات عمك وقد ظهر رسول الرمل عندي سيظهر شخص من لحمك ودمك فيقتل في الوغا جساس حالا وانت ترجه ويزول همك وتهلك بعده ا ولاد مره وستقيهم جميعا كاس سمك
( قال الراوي ) فلما سمع المهلهل هذا الشعر من الرمال فرح واستبشر وقال له انتم ذلك الكلام ابشر مني ببلوغ المرام ثم انه احسن اليه ووعده بكل جميل ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح ركب المهلهل إلى الحرب والكفاح وتبعه الابطال والفرسان وركب ايضا الامير جساس بالرجال واشجعان وقتتلوا طول ذلك النهار وقتل المهلهل منهم عدد كثير المقدار وما زالوا في اشد القتال الي ان دقوا الطبول الانفصال فافترقت الطوائف عن بعضها ونزلت كل فرقه في ارضها واما الهجرس فانه لم يركب مع جساس في ذلك اليوم فاجتمع جساس باخته الجليله في المساء وقال لها ان ابنك لم يقاتل معنا ولا نعلم ما هو السبب فا ساليه واعلميني بما يقول فسالته امه عن عدم خروجه إلى حرب فقال له اعلمي يا اماه انه لايلقاني في قتال الزير سوى حصان خال جساس الاخرج ان وهبني اياه فانا اعطيه عوضه راس المهلهل فان قبل بهذا الطلب بلغته غايه الارب فرجعت الجليله على الاثر واعلمت اخاها جساس بهذا الخبر فوهب الحصان وقال له ان قتلت هذا الشيطان تكون علينا ملك ونحن لك غلمانا واعوانا ففرح الجرو بذلك وضمن لجسا س قتل الزير اما الفرسان القواد ولما اصبح الصباح واضاء بنورة ولاح ركب الجرو الحصان المذكور وتبعه كل فارس مشهور وكان الزير قد ركب وطلب براز فرسان وقال اين جساس الجبان فليبرز إلى الميدان فبرز الجرو اليه وهجم عليه واشار يقول وعمر السامعين يطول :
يقول الهجرس يا مهلهل ان عزرائيل اقبل
اين تعدى اليوم مني سوف تلقاني وتقتل
اني كمن قد جاك لاتحسبني بظنك
( قال الراوي) فلما فرغ الهجرس من شعره حمل عليه وكان المهلهل قد مال قلبه اليه وتحركت جميع اعضائه وكان الزير يبطل مضاربه بحسن اختياره ولا كان قلبه يطاوعه على قتله ودماره وما زال على تلك الحال وهما في عراك وقتال إلى ان دقت طبول الانفصال وعاد العسكران عن ساحه المجال ورجع المهلهل إلى الاطلال واجتمع ببنات اخيه كليب واعلمهن بحديث الغلام وما جرى بينهما في معركه الصدام وكيف انه اشبه الناس بابيهما كليب في الصوره والقتال ثم قال لليمامه اعلميني هل كانت امك الجليله حامله لما ذهبت إلى بيت ابيها فقالت نعم ياعمي كان لها نحو شهرين ولكن ماهو معنى هذا السوال فانشد وقال :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل مربع الخيل انتصدت الينا يمامه
اسمعي مني كلامي ايا ست الملاح المحسنينا
برزت اليوم للميدان حتى اقاتل ال مره اجمعينا
فبارزني غلام غريب منهم له عزم كما الصخر المينا
كمثل اباكم وجها وحربا فذكرني ليالي الماضينا
فقد قاتلته في كل لطف وهو يطعن طعان القاتلينا
فحملاته وطعانه قويه تقد الصخر والزرد المتيينا
فلماانتهى من شعره اجابته اليمامه تقول :
الايا عم اسمع ما اقوله لتفهم سالم الخبر اليقينا
فامي حامله من يوم راحت وحق الله رب العالمينا
ولست ادري ايش جابت ابنت ام غلام يا فطينا
ثلاثه اشارات لي في كليب اشارات بعقلي راسخينا
ركب يوما بقرب النوم مره وقال ايا يمامه انظرينا
من التفاح اعطاني ثلاثه وقال بذي الثلاثه تضربينا
فانكسوف تحتاجي اليهم اذا ظهر لناحقا بنونا
ضربته بواحده يا عم راحت بضرب رقابه راحت طحينا
وثاني واحده في رمحه وثالثهم خطفها باليمينا
غدا انزل واضربه ثلاثه كفل ابي ايا عمي الحنونا
يكون اخي اذا سوى نظره وان خالف يكون غريب فينا
عسى الله يدركنا بلطفه وينصرنا اله العالمي
تنام الليل كــ،له يا مـــهلــهـــــل وثاري ما قدرت علي وفاه
وعظمي ذاب حتى صار كحلا وجساس بن مره في الحياه
فأجابه الزير يقول :
امير كليب ما قصرت يوماً بأخذ الثار من قوم البغ
اة فقم اسال بناتك يا حبيبي على طعني وضربي با لعداة
(قال الراوي )
فاسيقظت بنات كليب من المنام وايقظن عمهن بهذا الشعر والنظام :
يقولون اليتامى يا مهلهل أتانا كليب يستنجد اخاه
كليب قام من وسط المقابر وصار كليب في وسط الحياه
(قال الراوي ) كان الزير قد استيقظ من منامه فأرىالبنات حوا ليه فقال لهن رايت اباكم في المنام ثم حدثهن بما سمعه وراة بالكمال والتمام فبكين بكاء شديدا فقال الزير ان هذا المنام بدل على عجب وحادث يقع عن قريب فاستدعا بعض الرمالين اليه وقص ذلك المنام عليه فضرب الرمل الرمال ورسم الاشكال وولد البنات من الامهات حتى عرف حقيقة الخبر فقال له لك البشرى يا فارس الصدام فان جساس سوف يقتل من بعد ايام وذلك من يد شخص يظهر من لحمك ودمك واشار يقول : يقول بشير اسمع يامهلهل ايا سالم فابشر زال همك اتاك النصر من رب البريا انه العرش من خيرات عمك وقد ظهر رسول الرمل عندي سيظهر شخص من لحمك ودمك فيقتل في الوغا جساس حالا وانت ترجه ويزول همك وتهلك بعده ا ولاد مره وستقيهم جميعا كاس سمك
( قال الراوي ) فلما سمع المهلهل هذا الشعر من الرمال فرح واستبشر وقال له انتم ذلك الكلام ابشر مني ببلوغ المرام ثم انه احسن اليه ووعده بكل جميل ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح ركب المهلهل إلى الحرب والكفاح وتبعه الابطال والفرسان وركب ايضا الامير جساس بالرجال واشجعان وقتتلوا طول ذلك النهار وقتل المهلهل منهم عدد كثير المقدار وما زالوا في اشد القتال الي ان دقوا الطبول الانفصال فافترقت الطوائف عن بعضها ونزلت كل فرقه في ارضها واما الهجرس فانه لم يركب مع جساس في ذلك اليوم فاجتمع جساس باخته الجليله في المساء وقال لها ان ابنك لم يقاتل معنا ولا نعلم ما هو السبب فا ساليه واعلميني بما يقول فسالته امه عن عدم خروجه إلى حرب فقال له اعلمي يا اماه انه لايلقاني في قتال الزير سوى حصان خال جساس الاخرج ان وهبني اياه فانا اعطيه عوضه راس المهلهل فان قبل بهذا الطلب بلغته غايه الارب فرجعت الجليله على الاثر واعلمت اخاها جساس بهذا الخبر فوهب الحصان وقال له ان قتلت هذا الشيطان تكون علينا ملك ونحن لك غلمانا واعوانا ففرح الجرو بذلك وضمن لجسا س قتل الزير اما الفرسان القواد ولما اصبح الصباح واضاء بنورة ولاح ركب الجرو الحصان المذكور وتبعه كل فارس مشهور وكان الزير قد ركب وطلب براز فرسان وقال اين جساس الجبان فليبرز إلى الميدان فبرز الجرو اليه وهجم عليه واشار يقول وعمر السامعين يطول :
يقول الهجرس يا مهلهل ان عزرائيل اقبل
اين تعدى اليوم مني سوف تلقاني وتقتل
اني كمن قد جاك لاتحسبني بظنك
( قال الراوي) فلما فرغ الهجرس من شعره حمل عليه وكان المهلهل قد مال قلبه اليه وتحركت جميع اعضائه وكان الزير يبطل مضاربه بحسن اختياره ولا كان قلبه يطاوعه على قتله ودماره وما زال على تلك الحال وهما في عراك وقتال إلى ان دقت طبول الانفصال وعاد العسكران عن ساحه المجال ورجع المهلهل إلى الاطلال واجتمع ببنات اخيه كليب واعلمهن بحديث الغلام وما جرى بينهما في معركه الصدام وكيف انه اشبه الناس بابيهما كليب في الصوره والقتال ثم قال لليمامه اعلميني هل كانت امك الجليله حامله لما ذهبت إلى بيت ابيها فقالت نعم ياعمي كان لها نحو شهرين ولكن ماهو معنى هذا السوال فانشد وقال :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل مربع الخيل انتصدت الينا يمامه
اسمعي مني كلامي ايا ست الملاح المحسنينا
برزت اليوم للميدان حتى اقاتل ال مره اجمعينا
فبارزني غلام غريب منهم له عزم كما الصخر المينا
كمثل اباكم وجها وحربا فذكرني ليالي الماضينا
فقد قاتلته في كل لطف وهو يطعن طعان القاتلينا
فحملاته وطعانه قويه تقد الصخر والزرد المتيينا
فلماانتهى من شعره اجابته اليمامه تقول :
الايا عم اسمع ما اقوله لتفهم سالم الخبر اليقينا
فامي حامله من يوم راحت وحق الله رب العالمينا
ولست ادري ايش جابت ابنت ام غلام يا فطينا
ثلاثه اشارات لي في كليب اشارات بعقلي راسخينا
ركب يوما بقرب النوم مره وقال ايا يمامه انظرينا
من التفاح اعطاني ثلاثه وقال بذي الثلاثه تضربينا
فانكسوف تحتاجي اليهم اذا ظهر لناحقا بنونا
ضربته بواحده يا عم راحت بضرب رقابه راحت طحينا
وثاني واحده في رمحه وثالثهم خطفها باليمينا
غدا انزل واضربه ثلاثه كفل ابي ايا عمي الحنونا
يكون اخي اذا سوى نظره وان خالف يكون غريب فينا
عسى الله يدركنا بلطفه وينصرنا اله العالمي
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
[size=18]( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها ونظامها وعمها يسمع فحوى كلاهما قال لها فعل ابوك ذلك قالت قبل موته بشهرين عندما كنت بير السباع وقد صممت الان ان ارافقك إلى الميدان واضربه بالتفاح في ساحه الكفاح وان افعل كما فعل ابي يكون لاشك اخي وبه ابلغ اربي .
________________________________________
الجزء التاسع
وفي ثاني الايام ركب الزير للحرب والصدام وركبت معه اليمامه وقد اخذت معها ثلاثة تفاحات وكان الجرو قد ركب ايضا بالابطال فصال وجال وطلب الزير للحرب والقتال فبرزت اليه اليمامه بالعجل وقالت انا اقاتلك اليوم دون المهلهل فاستعظم الجرو ذلك ولم يعلم السبب ثم ان اليمامه اخذت تفاحه ولوحتها بيدها وضربته بها فاخذها برجله مع الركاب فطحنها طحنا ثم انها ضربته بالثانيه فأخذها على سنان الرمح ثم أخذت الثالثه وقالت اللهم ياخالق الخلق امح الباطل واكشف الحق فأخذها بيده ووضعها في جيبه فلما شاهدت الحال ايقنت انه اخوها لا محاله فنزلت عن ظهر الجواد وتقدمت اليه والقت نفسها عليه وقالت اهلا وسهلا يا أخي ابن ابي وامي فأنت والله ابن كليب دون شك ولا ريب وقد ربيت في دار العدا والحمد لله الذي عرفناك بعد طول المدى فقال لها انا ابن شاليش ايتها السيدة الحرة وامي هي الجليلة بنت مرة فقالت انت ابن الامير كليب ثم انشدت تقول :
قالت يمامه من ضمايرها دمع العيون على الخدين هنان
اسمع اخي قصتي وافهم معانيها ياقاهر العدا في وسط ميدان
ابوك خانه جساس ايا سندي بطعنة يا عظيم القدر والشأن
شاليش خالك كل الناس تعرفه اهل الاعارب قاضيها ومن دان
وعمك الزير فخر الناس كلهم وفارس الخيل من عجم وعربان
فاسأل لامك ثم سرك اكتمه وارجع الينا فأنت اليوم في أمان
( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها تأكدت عنده تلك القضيه لان قلبه كان لايميل إلى جساس ولا إلى احد من بني مرة ولا سيما انه قد حن قلبه إلى اليمامه فقال لها سرا لقد صدقت بقولك هذا فاذهبي الان وعند الصباح اتبعكم إلى الاوطان ثم توقفت عن القتال ورجع إلى عند امه في الحال واخبرها بذلك الشأن وان تعلمه من هو أبوه من الفرسان وحلف لها بالاله الديان انها ان كتمت عنه حقيقه الخبر قتلها وجعلها عبرة لم اعتبر لفما علمت امه بأتن الخبر قد اتصل اليه وان الامر ماعاد يخفي عليه اعلمته بالقصة من أولها إلى آخرها وأوقفته على باطنها وظاها واشارت اليه تقول من فؤاد متبول :
الجليله قالت ابيات نار قلبي بالحشا زادت لظا
استمع يا ولدي فيما اقوله يا ضيا عيني وياكل المنى
انت روحي افتهم مني الكلام قول صادق ليس فيه من خفا
ان ابوك كليب سور المحصنات قاهر الابطال في يوم الوغى
واخوته خمسون اعمامك جميع كلهم فرسان طعانه قنا
اربعه من الست يا ابني حقيقي كل واحد سبع ربي بالفلا
منهم المسمى ابوك كليب كان والفتى الزير المهلهل يا منى
والفتى المسمى عدي درعان هذه الاربعه اتةا منها سوا
ثم ست واربعين خلافهم من الجواري والسراري والاما
كلهم يا امير اعمامك لهم كل واحد الف يطعن بالوغا
وابوك كليب سار على الجميع بالفروسية مع جود وسخا
جاء جساس خالك باق فيه وتركني بعده مثل الاما
وطردني عمك الزير بعده فرحت إلى اهلي دون الملا
قد كنت حامل فيك بعد ابيك فولدتك في تلك الحما
رحت سميتك على اسم الكلاب سرت كانك سبع رابي بالفلا
وانا والله من خوفي عليك قلت اخي شاليش انه لك ابا
وانا اعلمتك افعل ما تريد صفا عينشي ووقتي ما تعكر
( قال الروامي ) فلما فرغت الجليلة من هذا الشعر بكى الجرو بكاء شديد ولام أمه على كتمان الامر ثم انه صبر إلى الليل فركب وسار بالعجل إلى عند المهلهل وصحبه العبد ابو شهوان الذي كان ارسله اليه عمه فارس الفرسان وفي اثناء الطريق أراه العبد قصر ابيه وقبره المصفح بالذهب وعينيه واجتمعت جميع شقايقه ومن يلوذ به من اهله واقاربه فوقعو عليه وترحبو به وكان الزير افرح الخلق ولما استقر به الجلوس وطابت من القوم النفوس قال الجرو الحمد لله رب الكائنات الذي جمع شملنا بعد الشتات فوالله العظيم رب موسى وابراهيم لا بد لي من قتل جساس واجعله مثل بين الناس لانه فجعني بابي تاجي وفخري وتركني يتيما طول دهري فقال له الزير لا بد من قتله على رؤوس الاشهاد وانت تكون الحاكم بعد ابيك على هذه البلاد ثم انشد وقال :[/size]
________________________________________
الجزء التاسع
وفي ثاني الايام ركب الزير للحرب والصدام وركبت معه اليمامه وقد اخذت معها ثلاثة تفاحات وكان الجرو قد ركب ايضا بالابطال فصال وجال وطلب الزير للحرب والقتال فبرزت اليه اليمامه بالعجل وقالت انا اقاتلك اليوم دون المهلهل فاستعظم الجرو ذلك ولم يعلم السبب ثم ان اليمامه اخذت تفاحه ولوحتها بيدها وضربته بها فاخذها برجله مع الركاب فطحنها طحنا ثم انها ضربته بالثانيه فأخذها على سنان الرمح ثم أخذت الثالثه وقالت اللهم ياخالق الخلق امح الباطل واكشف الحق فأخذها بيده ووضعها في جيبه فلما شاهدت الحال ايقنت انه اخوها لا محاله فنزلت عن ظهر الجواد وتقدمت اليه والقت نفسها عليه وقالت اهلا وسهلا يا أخي ابن ابي وامي فأنت والله ابن كليب دون شك ولا ريب وقد ربيت في دار العدا والحمد لله الذي عرفناك بعد طول المدى فقال لها انا ابن شاليش ايتها السيدة الحرة وامي هي الجليلة بنت مرة فقالت انت ابن الامير كليب ثم انشدت تقول :
قالت يمامه من ضمايرها دمع العيون على الخدين هنان
اسمع اخي قصتي وافهم معانيها ياقاهر العدا في وسط ميدان
ابوك خانه جساس ايا سندي بطعنة يا عظيم القدر والشأن
شاليش خالك كل الناس تعرفه اهل الاعارب قاضيها ومن دان
وعمك الزير فخر الناس كلهم وفارس الخيل من عجم وعربان
فاسأل لامك ثم سرك اكتمه وارجع الينا فأنت اليوم في أمان
( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها تأكدت عنده تلك القضيه لان قلبه كان لايميل إلى جساس ولا إلى احد من بني مرة ولا سيما انه قد حن قلبه إلى اليمامه فقال لها سرا لقد صدقت بقولك هذا فاذهبي الان وعند الصباح اتبعكم إلى الاوطان ثم توقفت عن القتال ورجع إلى عند امه في الحال واخبرها بذلك الشأن وان تعلمه من هو أبوه من الفرسان وحلف لها بالاله الديان انها ان كتمت عنه حقيقه الخبر قتلها وجعلها عبرة لم اعتبر لفما علمت امه بأتن الخبر قد اتصل اليه وان الامر ماعاد يخفي عليه اعلمته بالقصة من أولها إلى آخرها وأوقفته على باطنها وظاها واشارت اليه تقول من فؤاد متبول :
الجليله قالت ابيات نار قلبي بالحشا زادت لظا
استمع يا ولدي فيما اقوله يا ضيا عيني وياكل المنى
انت روحي افتهم مني الكلام قول صادق ليس فيه من خفا
ان ابوك كليب سور المحصنات قاهر الابطال في يوم الوغى
واخوته خمسون اعمامك جميع كلهم فرسان طعانه قنا
اربعه من الست يا ابني حقيقي كل واحد سبع ربي بالفلا
منهم المسمى ابوك كليب كان والفتى الزير المهلهل يا منى
والفتى المسمى عدي درعان هذه الاربعه اتةا منها سوا
ثم ست واربعين خلافهم من الجواري والسراري والاما
كلهم يا امير اعمامك لهم كل واحد الف يطعن بالوغا
وابوك كليب سار على الجميع بالفروسية مع جود وسخا
جاء جساس خالك باق فيه وتركني بعده مثل الاما
وطردني عمك الزير بعده فرحت إلى اهلي دون الملا
قد كنت حامل فيك بعد ابيك فولدتك في تلك الحما
رحت سميتك على اسم الكلاب سرت كانك سبع رابي بالفلا
وانا والله من خوفي عليك قلت اخي شاليش انه لك ابا
وانا اعلمتك افعل ما تريد صفا عينشي ووقتي ما تعكر
( قال الروامي ) فلما فرغت الجليلة من هذا الشعر بكى الجرو بكاء شديد ولام أمه على كتمان الامر ثم انه صبر إلى الليل فركب وسار بالعجل إلى عند المهلهل وصحبه العبد ابو شهوان الذي كان ارسله اليه عمه فارس الفرسان وفي اثناء الطريق أراه العبد قصر ابيه وقبره المصفح بالذهب وعينيه واجتمعت جميع شقايقه ومن يلوذ به من اهله واقاربه فوقعو عليه وترحبو به وكان الزير افرح الخلق ولما استقر به الجلوس وطابت من القوم النفوس قال الجرو الحمد لله رب الكائنات الذي جمع شملنا بعد الشتات فوالله العظيم رب موسى وابراهيم لا بد لي من قتل جساس واجعله مثل بين الناس لانه فجعني بابي تاجي وفخري وتركني يتيما طول دهري فقال له الزير لا بد من قتله على رؤوس الاشهاد وانت تكون الحاكم بعد ابيك على هذه البلاد ثم انشد وقال :[/size]
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
[size=18]يقول الزير ابو ليلى المهلهل صفا عيشي وقتي ما تعكر
أتاني السعد من رب البرايا واتانا السعد لما النحس ادبر
فقبل ظهوره كنا حزانا نقضي الليل في قلق ونسهر
على فقد الفتى الماجد كليبا ثوى غدرا له جساس فنظر
وفي دمه كتب بالبلاطة وصايا عشر ابيات او اكثر
يوصيني بقوله لا تصالح فسالم انت ان صالحت تخسر
واطرد الجليلة من حمانا عدوة كعبها ما كان اخضر
طردناها وهي بالجرو حامل من يقدر على رد المقدر
انا فيهم فتكت بحد سيفي وانت القصد منهم تكبر
واني ما بكيت على كليب اخذت بثاره بالسيف مجهر
فابكي حيث ما خلف ذكورا بنات الكل ما له طفل يذكر
ولما خالقي انعم علينا وجانا الجرو كالسبع الغضنفر
صفا عيشي وقد نلت المقاصد وزال النحس عنا ثم ادبر
وبعد يا ابني اسمع كلامي انا عمك وانت الليث قسور
فقم اجلس على كرسي ابوك وفي احوال اخواتك تبصر
(قال الراوي) فلما فرغ الزير من الشعر والنظام قال الجرو اطال الله بقاك ونصرك على جميع حسادك واعداك وبلغت قصدك ومناك انني والله يا عم في قلق وغم فلا تزول احزاني وانال اربي حتى آخذ بثار ابي واقطع راس جساس واجعله مثل بين الناس فشكره جميع اهله واعمامه وبعد ذلك قال له الزير ما هو الراي عندنا يا ابن اخي قال الراي عندي اني اغير عليكم نهار غد واخذ نوقكم وجمالكم إلى جساس واقول له باني اتيت اليوم باموالهم ومواشيهم وغدا اتي اليك براس الزير ثم احاربك وتكون انت واضع قربه من الدم تحت جانبك فاطعنك بالرمح فخذه تحت ابطك والقي نفسك على الارض فتنشق القربة ويهرق الدم وانا اصيح على جساس واقول له قد قتلت عدوك يا خال انزل اليه واقطع راسه لقد زال الكدر وبلغنا اليوم الوطر وعندما ياتي اليك فتقوم اليه بالعجل وتعدمه الحياة لانه لم يعلم بقدومي عليكم وبهذه الوسيلة تتم الحيلة وتتخلص من هذه الورطة الوبيلة فاستصوب الزير رايه ثم انه ودعهم وسار وحده الي الديار بني مره وعند الصباح ركب الجرو في جماعه من الفرسان وساق مواشي بني قيس من الرعيان با تفاق الامير مهلهل ليت الميدان فخرج الامير جساس وسادات من بني مره وشكروا الجرو على هذه الغنيمه ( قال الراوي ) فاتقف في تلك الليله بان جساس راى حلما غريبا وهو انه ابصر ذاته بانه كان قد ربى عنده جرو وذهب واكان يوده ويحبه فلما انتهى وترعرع وتصاحب مع سبع كاسر على فالفه إلى ان كان في بعض الايام اغار السبع على مواشي بني مره وهجم على نسائهم واولادهم وجعل يفترس كبارهم وصغارهم وكان الذئب يساعده يساعده عليهم فاغتاظ جساس من فعال الاسد فسلالسيف وهجم عليه يريد قتله واعدامه فوثب عليه الذئب من ورائه ونهشه فالقاه صريعا على الارض ففاق جساس مرعوبا من هذا الحلم فنهض في الحال وسار إلى الديوان وجمع اخوته وباقي السادات والاعيان واعلمهم بذلك المنام فقالوا هذه اضغاث احلام وما زاالوا يهرنون عليه حتى راق وزال عنه القلق والكدر ولما اصبح الصباح ركب الزير يطلب الحرب والكفاح وركب الامير جساس وهو في قلقل ووسواس وكان الجرو قد اوعد بهلاك القوم وقتل المهلهل في ذلك اليوم ولما التقى الفريقان برز الجرو إلى ساحه الميدانفبرز اليه المهلهل فالتقاه الجرو وصال وجال وطعنه بالرمح طعنه كاذبه فسحبها المهلهل من تحت ابطه فراحت خائبه والقى نفسه على الارض من فوق ظهر الحصان خديعه على عيون الفرسان ليظهر لهم انه قد مات وحلت به الافاق فعند ذلك صاح الجرو الله اكبر على من طغى وتجبر فقد ظنا المراد بقتل الزير الذى اهلك العباد ثم صاح على جساس وقال له انزل يا خال واقطع راس عدوك فقد قتلته وكفيتك شره فلما راه يختبط بدمه نزل عن ظهر القميره وهو يظن انه قد بلغ غايه مراده ولما اقترب منه نهض الزير على قدميه وقبضه من لحيته وهجم الجرو ايضا عليه ووضع الرمح بين كتفيه فعند ذلك علم جساس انها حيله قد تمت عليه وتاكد عنده صحه المنام فاخذ يخاطب الجرو بهذا الشعر والنظام
قال جساس الذي شاهد وفاه ياسياج البيض في طعن القنا انني بك يا ابن اختي مستجير فاجرني يا ابن اختي من القنا
فاجابه الجرو بهذه الابيات :
ايا خال اقصر عن ملامك دنى اجلك وقد وافى حمامك
تقول اجرني يا ابن اختي الا يا جرو اعطينا زمانك
قتلت كليب طلما وعدوانا تظنوا بانني اسمع كلامك
وبعد كليب اصبحت حاكم تسامى في الملا ايضا كلامك
طغيت وجرت في حكمك علينا فاذني لم تعد تسمع كلامك
تريد اليوم منا ان نجيرك فهذا ماتشوفه في منامك
( قال الراوي ) فلما فرغ الجرو من كلامه جعل جساس يتوسل إليه بأن يعفو عنه وقال بالله عليك أن تصفح عني فأن الذي مضى قد مضى وهل اذا قتلتني يعيش كليب ويقوم فاتركني لوجه الله الواحد القيوم فقال الجرو لابد من قتلك كما قتلت أبي حتى أكون قد بلغت أربي فلما أطال بينهما الخطاب قال لهما الزير أراكما قد أطلتما الكلام والعتاب فعند ذلك طعنه الجرو بالرمح في صدره فخرج يلمع من ظهره وتقدم اليه الزير بالسيف على راسه فقطعه ثم وضع فمه على عنقه وجعل يمصه حتى شرب جميع دمه وكان الجرو ينهش في لحمه حتى بلغ مراده وشفى فؤاده وبعد ذلك أعطى الرأس إلى الجرو ليأخذه إلى شقايقه فسلمه الجرو الي بعض عبيده وهجم مع قومه في باقي الابطال على جموع بني مرة في الحال وأذا قومه الوبال بلغوا منهم الآمال وكانت بنو مرة لما علمت بقتل جساس أيقنت بالموت الاحمر لانه كان القائد الاكبر وعليه الاعتماد في الحرب والطراد فولت الادبار وطلبت الهزيمه والفرار وكان المهلهل قد قتل منهم في ذلك النهار خلقا كثيرا بهذا المقدار فمنهم أمراء وقواد وسادات وأمجاد وأما الذين سلموا منهم فانهم طلبوا الزمام من الزير والجرو فأجاروهم وعفوا عنهم بشرط أن يكونوا مثل العبيد لا ينقلون سلاح ولا يحضرون حربا ولا كفاحا ولا يوقدون نارا لا ليلا ولانهارا ولايعرف لهم قبر ميت في جوار لا في مقبرة ولا في دار ألا مشتتين في البراري والقفار يقضوا حياتهم بضرب الطبل ونفخ المزمار وأن غابت نساءهم طول النهار لا يسألها فين كانت بل يسألها أيش جابت وليس لهم صفه سوى الرقص والخلاعة فقبلوا على هذا الشرط بكل رضا وقناعه وبعد هذه الشروط تسلطن الجرو على كل القبائل نظير أبيه وطاعته العباد وشاع ذكره في البلاد وفرحت بنات كليب كل الفرح وزال عنهم الغم والترح وخلعن عنهم ثياب السواد وكان ذلك النهار عندهم من أعظم الأعياد وكان الجرو قد تزوج بثلاث بنات وولد له ولدان فسمي الاول تغلب والثاني مالك ولما بغا سن الرجولية زوجهما ببنتين شقيقتين وهما بنات الامير هلال حاكم حماة وزوج أخته اليمامة للأمير مفلح أبن الأمير مدكور وهذا ماجرى بينهم وهكذا أتصل الحسب والنسب وخمدت نيران الحروب بين قبائل العرب وكان أفرح الناس الأمير مهلهل وكان الجرو قد عرض عليه الزواج فامتنع وكان منعكفا على الجلوس في الخيام وأكل الطعام وشرب المدام وأقام له عشرون عبدا في رسم خدمته وكان يرقد وينام وهو لابس آله الحرب والصدام لانه كان قد أعتاد عليه مدة الحروب والشهور التي أستمرت اربعين سنه وكسور كما في التاريخ مذكور هذا ما كان من أمر المهلهل في تلك الايام وسوف يقع له حديث وكلام واما الجرو فأنه قد زوج أربعة من شقايقة إلى جماعة من الامراء وصنع لهن ولائم وأفراح مدة طويله وأما ولداه مالك وتغلب بقيا مدة خمسة عشر سنة ولم يرزقا بأولاد من بنات الامير هلال المذكور وبعد نهاية المدة طلبت نسأءهما زيارة أهلهما في حماة فطلب أزواجهما من أبيهما الجرو أن يأذن لهم بذلك فأمر لهم فساروا مع نسأئهما إلى تلك الاطراف ولما بلغ الامير هلال بقدوم أصهاره بنسائهما خرج للتفاهم مع ولده الامير مفلح وخرجت معهما اليمامه الامير مفلح المذكور وخرج أيضا أكابر المدينه فألتقوهم بالترحاب والاكرام وأنزلوهم في أحسن مكان وقاموا في تلك الاوطان مدة من الزمان وهم في سرور وأفراح وبسط وأنشراح ولما صمم الامير مالك وتغلب على الرجوع إلى الاطلال مات الامير مفلح مع أبيه الامير هلال فأقاما يحكمان في تلك الديار وأنقادت لامرهما أهل تلك البلاد وكانا محبوبان من جميع العباد وكانت اليمامه بعد وفاة بعلها ذهبت إلى عند أهلها .[/size]
أتاني السعد من رب البرايا واتانا السعد لما النحس ادبر
فقبل ظهوره كنا حزانا نقضي الليل في قلق ونسهر
على فقد الفتى الماجد كليبا ثوى غدرا له جساس فنظر
وفي دمه كتب بالبلاطة وصايا عشر ابيات او اكثر
يوصيني بقوله لا تصالح فسالم انت ان صالحت تخسر
واطرد الجليلة من حمانا عدوة كعبها ما كان اخضر
طردناها وهي بالجرو حامل من يقدر على رد المقدر
انا فيهم فتكت بحد سيفي وانت القصد منهم تكبر
واني ما بكيت على كليب اخذت بثاره بالسيف مجهر
فابكي حيث ما خلف ذكورا بنات الكل ما له طفل يذكر
ولما خالقي انعم علينا وجانا الجرو كالسبع الغضنفر
صفا عيشي وقد نلت المقاصد وزال النحس عنا ثم ادبر
وبعد يا ابني اسمع كلامي انا عمك وانت الليث قسور
فقم اجلس على كرسي ابوك وفي احوال اخواتك تبصر
(قال الراوي) فلما فرغ الزير من الشعر والنظام قال الجرو اطال الله بقاك ونصرك على جميع حسادك واعداك وبلغت قصدك ومناك انني والله يا عم في قلق وغم فلا تزول احزاني وانال اربي حتى آخذ بثار ابي واقطع راس جساس واجعله مثل بين الناس فشكره جميع اهله واعمامه وبعد ذلك قال له الزير ما هو الراي عندنا يا ابن اخي قال الراي عندي اني اغير عليكم نهار غد واخذ نوقكم وجمالكم إلى جساس واقول له باني اتيت اليوم باموالهم ومواشيهم وغدا اتي اليك براس الزير ثم احاربك وتكون انت واضع قربه من الدم تحت جانبك فاطعنك بالرمح فخذه تحت ابطك والقي نفسك على الارض فتنشق القربة ويهرق الدم وانا اصيح على جساس واقول له قد قتلت عدوك يا خال انزل اليه واقطع راسه لقد زال الكدر وبلغنا اليوم الوطر وعندما ياتي اليك فتقوم اليه بالعجل وتعدمه الحياة لانه لم يعلم بقدومي عليكم وبهذه الوسيلة تتم الحيلة وتتخلص من هذه الورطة الوبيلة فاستصوب الزير رايه ثم انه ودعهم وسار وحده الي الديار بني مره وعند الصباح ركب الجرو في جماعه من الفرسان وساق مواشي بني قيس من الرعيان با تفاق الامير مهلهل ليت الميدان فخرج الامير جساس وسادات من بني مره وشكروا الجرو على هذه الغنيمه ( قال الراوي ) فاتقف في تلك الليله بان جساس راى حلما غريبا وهو انه ابصر ذاته بانه كان قد ربى عنده جرو وذهب واكان يوده ويحبه فلما انتهى وترعرع وتصاحب مع سبع كاسر على فالفه إلى ان كان في بعض الايام اغار السبع على مواشي بني مره وهجم على نسائهم واولادهم وجعل يفترس كبارهم وصغارهم وكان الذئب يساعده يساعده عليهم فاغتاظ جساس من فعال الاسد فسلالسيف وهجم عليه يريد قتله واعدامه فوثب عليه الذئب من ورائه ونهشه فالقاه صريعا على الارض ففاق جساس مرعوبا من هذا الحلم فنهض في الحال وسار إلى الديوان وجمع اخوته وباقي السادات والاعيان واعلمهم بذلك المنام فقالوا هذه اضغاث احلام وما زاالوا يهرنون عليه حتى راق وزال عنه القلق والكدر ولما اصبح الصباح ركب الزير يطلب الحرب والكفاح وركب الامير جساس وهو في قلقل ووسواس وكان الجرو قد اوعد بهلاك القوم وقتل المهلهل في ذلك اليوم ولما التقى الفريقان برز الجرو إلى ساحه الميدانفبرز اليه المهلهل فالتقاه الجرو وصال وجال وطعنه بالرمح طعنه كاذبه فسحبها المهلهل من تحت ابطه فراحت خائبه والقى نفسه على الارض من فوق ظهر الحصان خديعه على عيون الفرسان ليظهر لهم انه قد مات وحلت به الافاق فعند ذلك صاح الجرو الله اكبر على من طغى وتجبر فقد ظنا المراد بقتل الزير الذى اهلك العباد ثم صاح على جساس وقال له انزل يا خال واقطع راس عدوك فقد قتلته وكفيتك شره فلما راه يختبط بدمه نزل عن ظهر القميره وهو يظن انه قد بلغ غايه مراده ولما اقترب منه نهض الزير على قدميه وقبضه من لحيته وهجم الجرو ايضا عليه ووضع الرمح بين كتفيه فعند ذلك علم جساس انها حيله قد تمت عليه وتاكد عنده صحه المنام فاخذ يخاطب الجرو بهذا الشعر والنظام
قال جساس الذي شاهد وفاه ياسياج البيض في طعن القنا انني بك يا ابن اختي مستجير فاجرني يا ابن اختي من القنا
فاجابه الجرو بهذه الابيات :
ايا خال اقصر عن ملامك دنى اجلك وقد وافى حمامك
تقول اجرني يا ابن اختي الا يا جرو اعطينا زمانك
قتلت كليب طلما وعدوانا تظنوا بانني اسمع كلامك
وبعد كليب اصبحت حاكم تسامى في الملا ايضا كلامك
طغيت وجرت في حكمك علينا فاذني لم تعد تسمع كلامك
تريد اليوم منا ان نجيرك فهذا ماتشوفه في منامك
( قال الراوي ) فلما فرغ الجرو من كلامه جعل جساس يتوسل إليه بأن يعفو عنه وقال بالله عليك أن تصفح عني فأن الذي مضى قد مضى وهل اذا قتلتني يعيش كليب ويقوم فاتركني لوجه الله الواحد القيوم فقال الجرو لابد من قتلك كما قتلت أبي حتى أكون قد بلغت أربي فلما أطال بينهما الخطاب قال لهما الزير أراكما قد أطلتما الكلام والعتاب فعند ذلك طعنه الجرو بالرمح في صدره فخرج يلمع من ظهره وتقدم اليه الزير بالسيف على راسه فقطعه ثم وضع فمه على عنقه وجعل يمصه حتى شرب جميع دمه وكان الجرو ينهش في لحمه حتى بلغ مراده وشفى فؤاده وبعد ذلك أعطى الرأس إلى الجرو ليأخذه إلى شقايقه فسلمه الجرو الي بعض عبيده وهجم مع قومه في باقي الابطال على جموع بني مرة في الحال وأذا قومه الوبال بلغوا منهم الآمال وكانت بنو مرة لما علمت بقتل جساس أيقنت بالموت الاحمر لانه كان القائد الاكبر وعليه الاعتماد في الحرب والطراد فولت الادبار وطلبت الهزيمه والفرار وكان المهلهل قد قتل منهم في ذلك النهار خلقا كثيرا بهذا المقدار فمنهم أمراء وقواد وسادات وأمجاد وأما الذين سلموا منهم فانهم طلبوا الزمام من الزير والجرو فأجاروهم وعفوا عنهم بشرط أن يكونوا مثل العبيد لا ينقلون سلاح ولا يحضرون حربا ولا كفاحا ولا يوقدون نارا لا ليلا ولانهارا ولايعرف لهم قبر ميت في جوار لا في مقبرة ولا في دار ألا مشتتين في البراري والقفار يقضوا حياتهم بضرب الطبل ونفخ المزمار وأن غابت نساءهم طول النهار لا يسألها فين كانت بل يسألها أيش جابت وليس لهم صفه سوى الرقص والخلاعة فقبلوا على هذا الشرط بكل رضا وقناعه وبعد هذه الشروط تسلطن الجرو على كل القبائل نظير أبيه وطاعته العباد وشاع ذكره في البلاد وفرحت بنات كليب كل الفرح وزال عنهم الغم والترح وخلعن عنهم ثياب السواد وكان ذلك النهار عندهم من أعظم الأعياد وكان الجرو قد تزوج بثلاث بنات وولد له ولدان فسمي الاول تغلب والثاني مالك ولما بغا سن الرجولية زوجهما ببنتين شقيقتين وهما بنات الامير هلال حاكم حماة وزوج أخته اليمامة للأمير مفلح أبن الأمير مدكور وهذا ماجرى بينهم وهكذا أتصل الحسب والنسب وخمدت نيران الحروب بين قبائل العرب وكان أفرح الناس الأمير مهلهل وكان الجرو قد عرض عليه الزواج فامتنع وكان منعكفا على الجلوس في الخيام وأكل الطعام وشرب المدام وأقام له عشرون عبدا في رسم خدمته وكان يرقد وينام وهو لابس آله الحرب والصدام لانه كان قد أعتاد عليه مدة الحروب والشهور التي أستمرت اربعين سنه وكسور كما في التاريخ مذكور هذا ما كان من أمر المهلهل في تلك الايام وسوف يقع له حديث وكلام واما الجرو فأنه قد زوج أربعة من شقايقة إلى جماعة من الامراء وصنع لهن ولائم وأفراح مدة طويله وأما ولداه مالك وتغلب بقيا مدة خمسة عشر سنة ولم يرزقا بأولاد من بنات الامير هلال المذكور وبعد نهاية المدة طلبت نسأءهما زيارة أهلهما في حماة فطلب أزواجهما من أبيهما الجرو أن يأذن لهم بذلك فأمر لهم فساروا مع نسأئهما إلى تلك الاطراف ولما بلغ الامير هلال بقدوم أصهاره بنسائهما خرج للتفاهم مع ولده الامير مفلح وخرجت معهما اليمامه الامير مفلح المذكور وخرج أيضا أكابر المدينه فألتقوهم بالترحاب والاكرام وأنزلوهم في أحسن مكان وقاموا في تلك الاوطان مدة من الزمان وهم في سرور وأفراح وبسط وأنشراح ولما صمم الامير مالك وتغلب على الرجوع إلى الاطلال مات الامير مفلح مع أبيه الامير هلال فأقاما يحكمان في تلك الديار وأنقادت لامرهما أهل تلك البلاد وكانا محبوبان من جميع العباد وكانت اليمامه بعد وفاة بعلها ذهبت إلى عند أهلها .[/size]
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
[size=18]( قال الراوي ) فاتفق ذات يوم ان الامير مالك قال لاخيه تغلب أعلم ياأخي انه قد مضى علينا مدة من الزمان ولم نرزق بولد ذكر حتى يبقى لنا ذكر يذكر بين البشر فدعنا نتزوج الان على نساءنا فلعل الله يرزقنا بأولاد والا أنقطع نسلنا من بين العباد فقال تغلب من الصواب ان نصلي إلى الله في هذه الليله ونتضرع اليه أن يرزقنا أولاد من نسائنا لانه على كل شيء قدير فامتثل أخوه رأيه وصليا تلك الليله بحراره قلب وأشار تغلب يقول وعمرالسامعين يطول :
يقول الفتي تغلب على ما جرى بدمع جرى فوق الخدود نهور
أقول وفي قلبي من البين لوعه وبي حسرات طي الفؤاد تثور
الفراق أبينا الجرو والزير عمنا عليهم قلبي والحشا مكسور
يارب يارحمن ياسامع الدعا عليك أتكالنا يا جابر المكسور
سألناك ربي بالخليل وأبنه بحق الذي اليه العبيد تزور
فيا رب يارحمن اجير قلوبنا بجاه عيسى وموسى والفضل المشهور
بجاه داود مع يحيى مع الخضر وبالعرش والكرسي وبحر النور
ترزقنا بولدين يحيوا ذكرنا أيا من ترزق كل وحش كسور
( قال الراوي ) وكان الامير تغلب ينشده هذه الابيات وأخوه مالك يقول آمين يا رب العالمين فاستجاب الله دعاهما ولم يخيب شكواهما فما مضت مدة يسيرة وبرهه قصيرة حتى حبلت نساءهما ولما تمت ايامهما ولدنا الاثنان في يوم واحد فولدت زوجة مالك بنتا وزوجة تغلب ولدا ذكرا فقامت في الحي الافراح والمسرات وكان جناب الاميرين في الصيد والقنص فأرسلوا لهما بعض العبيد يبشرهما بذلك وكان اسمه مسرور فلما اقبل عليهما العبد قالا له علامك يا مسرور ابشير ام نذير فقال اني بشير واشار اليهما بهذه الابيات :
قال الداعي المسمى مسرور ياسادتي اتيتكم قاصد بشير ياأمير
مالك اتاك بنت كالقمر ووجها كالشمس والبدر المنير
وانت يا تغلب اتاك غلام يفرح القلب المتيم يا أمير
اتيت اليكم حالا بلا بطا فوق حمرا كأنها طير يطير
اريد منكم ياكرام بشارتي اجبروا بالله قلبي الكسير
( قال الراوي ) فلما سمعا كلام العبد فرحا فرحاً شديدا واعتقا العبد واعطوه الف دينار ولما حضرا إلى الحي امرا بذبح الذبائح وأولما الولائم وأقاما الفرح والسرور لمدة شهرين كاملين وارسلا حالا يعلما اباهما وعمهما الزير ويبشرهما بذلك وسميا الغلام الاوس والبنت مي وتعاهدا الاخان على زواج البنت بالغلام اذا كبر ولما بلغ الجرو والمهلهل ذلك الخبر فرحا جداً وشكرا الله على هذه النعمه العظيمه وركب الجرو في جمع غفير من قومه وابطاله وسار جهت اولاده لانه كان لديه غاية الاشتياق لمشاهدتهما ولما اقترب من تلك الديار وبلغ ولديه قدومه خرج لملاقاته في موكب عظيم وعند وصوله سلما عليه ووقعا على يديه يقبلانه فقبلهما بين عينهما ودعا لهما ثم سألاه عن عمهما فقال انه في خير وعافيه وانه مازال في خيامه وهو ملازم طعامه مع مدامه ثم سار إلى المدينه وكان ذلك اليوم اعظم من يوم الزينه ونزل الجرو في القصر الكبير ووقف بخدمته الصغير والكبير والمأمور والامير وأقام في تلك الديار مدة شهرين كوامل وكان في آخر هذه المده مرض ابنه تغلب فأقام عشرة اياما في الفراش ومات فحزن عليه الجرو حزنا عظيما وعملوا عليه مناحة عظيمه ودفنوه بكل أحترام . ووقارولماعزم الجروعلى الرجوع إلى بلا ده استدعى ولده مالك واوصاه با لرعيه وان يكون عادلا في حكمه وان يزوج ابنته مي بالاوس ابن اخيه وبعد ذلك سار وحده في قطع القفار إلى ان وصل اطلاله واجتمع باهله وعياله واما الامير مالك فانه اعتنى بتربيه ابنته وابن اخيه كما اوصاه جناب ابيه حتى كبرا وبلغا درجه الكمال وكان الاوس يركب ظهور الخيل ويتعلم الفروسيه مع الفرسان واستمر على ذلك مده من الزمن حتى صار من صناديد الرجال وشاع ذكره في كل مكان وكانت ابنه عمه مي من اجمل النساء والرجال وكان الاوس يحبها محبه عظيمه فكانا كروحين في جسد واحد فلما شاع ذكرها في قبائل الاعراب وتواردت على ابيها الخطاب وكان قد سمع بها الصنديد بن الاكوع وهو ابن عم الملك تبع حسان فعشقها على السماع وكان من الملوك العظام فارسل وزيره ليخطبها من ابيها فلما وصل الوزير وعلم مالك بالخبر فقال ولله هو نعم الصهر وبه انال الفخر على طول الدهر غير انه لاخفاك اطال الله عمرك وبقاك باْن ابنتي مخطوبه لأبن عمها الأوس ونحن الآن مباشرين بأمر العرس فلا يمكنني أن أنقض الكتاب وهذا الذي يمنعني عن اجراء الايجاب فقال له الوزير اكتب لي الجواب فكتب اليه هذه الأبيات :
يقول الفتى مالك على ماجرى له بدمع جرى فوق الخدود صدود
أيا غاديا مني على متن ضامر تسابق لضرب المرهف المبرود
تهدي هداك الله خذلي رسالتي اعطيه مكتوبي تنال سعودي اذا جيت لصنديد
فقل له باني على طول الزمان ودود
ومي ترى مخطوبة لأبن عمها ومعها تربى والانام شهود
فحاشى لمثلي ان يخون اقاربه وافسح زمامي ثم اكون عنود
ترى روحي ياامير ومهجتي وهو عندنااحلى من المولود
فلو كنت اعطيها لغير ابن عمها لكنت انت اليوم اولى بالمقصود
ثم ان الوزير اخذ هذا الجواب ورجع إلى عند الصنديد واعطاه اياه فلما وقف على حقيقة الحال خرج عن دائرة الاعتدال فغير زيه وتنكر وركب جواده وسارالى تلك الديار وحده وعن وصوله إلى مضارب الاميرمالك لم يجد هناك ولم يكن في الحي الا النساء والبنات فسأل بعض النساء عن غياب الرجال فقالت منهم من سار إلى القبائل ليعزموا الناس إلى العرس والفرح ومنهم من ذهب مع الامير مالك لصيد والقنص ففرح بهذا الاتفاق وتقدم نحو الصيوان واركز رمحه ووقف على الباب ونادى هيا ياأصحاب البيت فقد اتاكم ضيف من ابعد مكان وكانت مي داخل الخيام وحدها فما ردت جوابا وماأبدت خطابا ولما ابطئت عليه الجواب وعرف ان الصيوان خاليا من الرجال انشد يقول :[/size]
يقول الفتي تغلب على ما جرى بدمع جرى فوق الخدود نهور
أقول وفي قلبي من البين لوعه وبي حسرات طي الفؤاد تثور
الفراق أبينا الجرو والزير عمنا عليهم قلبي والحشا مكسور
يارب يارحمن ياسامع الدعا عليك أتكالنا يا جابر المكسور
سألناك ربي بالخليل وأبنه بحق الذي اليه العبيد تزور
فيا رب يارحمن اجير قلوبنا بجاه عيسى وموسى والفضل المشهور
بجاه داود مع يحيى مع الخضر وبالعرش والكرسي وبحر النور
ترزقنا بولدين يحيوا ذكرنا أيا من ترزق كل وحش كسور
( قال الراوي ) وكان الامير تغلب ينشده هذه الابيات وأخوه مالك يقول آمين يا رب العالمين فاستجاب الله دعاهما ولم يخيب شكواهما فما مضت مدة يسيرة وبرهه قصيرة حتى حبلت نساءهما ولما تمت ايامهما ولدنا الاثنان في يوم واحد فولدت زوجة مالك بنتا وزوجة تغلب ولدا ذكرا فقامت في الحي الافراح والمسرات وكان جناب الاميرين في الصيد والقنص فأرسلوا لهما بعض العبيد يبشرهما بذلك وكان اسمه مسرور فلما اقبل عليهما العبد قالا له علامك يا مسرور ابشير ام نذير فقال اني بشير واشار اليهما بهذه الابيات :
قال الداعي المسمى مسرور ياسادتي اتيتكم قاصد بشير ياأمير
مالك اتاك بنت كالقمر ووجها كالشمس والبدر المنير
وانت يا تغلب اتاك غلام يفرح القلب المتيم يا أمير
اتيت اليكم حالا بلا بطا فوق حمرا كأنها طير يطير
اريد منكم ياكرام بشارتي اجبروا بالله قلبي الكسير
( قال الراوي ) فلما سمعا كلام العبد فرحا فرحاً شديدا واعتقا العبد واعطوه الف دينار ولما حضرا إلى الحي امرا بذبح الذبائح وأولما الولائم وأقاما الفرح والسرور لمدة شهرين كاملين وارسلا حالا يعلما اباهما وعمهما الزير ويبشرهما بذلك وسميا الغلام الاوس والبنت مي وتعاهدا الاخان على زواج البنت بالغلام اذا كبر ولما بلغ الجرو والمهلهل ذلك الخبر فرحا جداً وشكرا الله على هذه النعمه العظيمه وركب الجرو في جمع غفير من قومه وابطاله وسار جهت اولاده لانه كان لديه غاية الاشتياق لمشاهدتهما ولما اقترب من تلك الديار وبلغ ولديه قدومه خرج لملاقاته في موكب عظيم وعند وصوله سلما عليه ووقعا على يديه يقبلانه فقبلهما بين عينهما ودعا لهما ثم سألاه عن عمهما فقال انه في خير وعافيه وانه مازال في خيامه وهو ملازم طعامه مع مدامه ثم سار إلى المدينه وكان ذلك اليوم اعظم من يوم الزينه ونزل الجرو في القصر الكبير ووقف بخدمته الصغير والكبير والمأمور والامير وأقام في تلك الديار مدة شهرين كوامل وكان في آخر هذه المده مرض ابنه تغلب فأقام عشرة اياما في الفراش ومات فحزن عليه الجرو حزنا عظيما وعملوا عليه مناحة عظيمه ودفنوه بكل أحترام . ووقارولماعزم الجروعلى الرجوع إلى بلا ده استدعى ولده مالك واوصاه با لرعيه وان يكون عادلا في حكمه وان يزوج ابنته مي بالاوس ابن اخيه وبعد ذلك سار وحده في قطع القفار إلى ان وصل اطلاله واجتمع باهله وعياله واما الامير مالك فانه اعتنى بتربيه ابنته وابن اخيه كما اوصاه جناب ابيه حتى كبرا وبلغا درجه الكمال وكان الاوس يركب ظهور الخيل ويتعلم الفروسيه مع الفرسان واستمر على ذلك مده من الزمن حتى صار من صناديد الرجال وشاع ذكره في كل مكان وكانت ابنه عمه مي من اجمل النساء والرجال وكان الاوس يحبها محبه عظيمه فكانا كروحين في جسد واحد فلما شاع ذكرها في قبائل الاعراب وتواردت على ابيها الخطاب وكان قد سمع بها الصنديد بن الاكوع وهو ابن عم الملك تبع حسان فعشقها على السماع وكان من الملوك العظام فارسل وزيره ليخطبها من ابيها فلما وصل الوزير وعلم مالك بالخبر فقال ولله هو نعم الصهر وبه انال الفخر على طول الدهر غير انه لاخفاك اطال الله عمرك وبقاك باْن ابنتي مخطوبه لأبن عمها الأوس ونحن الآن مباشرين بأمر العرس فلا يمكنني أن أنقض الكتاب وهذا الذي يمنعني عن اجراء الايجاب فقال له الوزير اكتب لي الجواب فكتب اليه هذه الأبيات :
يقول الفتى مالك على ماجرى له بدمع جرى فوق الخدود صدود
أيا غاديا مني على متن ضامر تسابق لضرب المرهف المبرود
تهدي هداك الله خذلي رسالتي اعطيه مكتوبي تنال سعودي اذا جيت لصنديد
فقل له باني على طول الزمان ودود
ومي ترى مخطوبة لأبن عمها ومعها تربى والانام شهود
فحاشى لمثلي ان يخون اقاربه وافسح زمامي ثم اكون عنود
ترى روحي ياامير ومهجتي وهو عندنااحلى من المولود
فلو كنت اعطيها لغير ابن عمها لكنت انت اليوم اولى بالمقصود
ثم ان الوزير اخذ هذا الجواب ورجع إلى عند الصنديد واعطاه اياه فلما وقف على حقيقة الحال خرج عن دائرة الاعتدال فغير زيه وتنكر وركب جواده وسارالى تلك الديار وحده وعن وصوله إلى مضارب الاميرمالك لم يجد هناك ولم يكن في الحي الا النساء والبنات فسأل بعض النساء عن غياب الرجال فقالت منهم من سار إلى القبائل ليعزموا الناس إلى العرس والفرح ومنهم من ذهب مع الامير مالك لصيد والقنص ففرح بهذا الاتفاق وتقدم نحو الصيوان واركز رمحه ووقف على الباب ونادى هيا ياأصحاب البيت فقد اتاكم ضيف من ابعد مكان وكانت مي داخل الخيام وحدها فما ردت جوابا وماأبدت خطابا ولما ابطئت عليه الجواب وعرف ان الصيوان خاليا من الرجال انشد يقول :[/size]
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
قال الفتى الغريب الذي شكا ولي قلب من بين الجوانح
ذاب اتيت قاصد مالكا في حاجه ولي ساعة واقف انا في الباب
يا أهل هذا البيت اين اميركم واين مضى من الديار وغاب
ياربة البيت الذي داخل الحمى مابالكم لاتردوا الجواب
الافاخبروني يا بنات بحالكم قلبي غدا من أجلكم مرتاب
اذا كان اهل الحي غابوا جميعهم اما فيكم كريمه ذات حجاب
فتقر ضيفا قد اتى غريبه وتستر أهاليها مع الغياب
اكيد ما كل النساء تستر الفتى ولاكل من يحوي الرديه صاب
( قال الراوي ) فلما سمعت مي شعره ونظامه وعرفت قصده ومرامه أخذتها الغيرة والمروءة لتستر عرض أهلها من القيل والقال وأشارت تقول :
تقول فتاة الحي مي التي شكت الا فاسمع للقول يا نجاب
يا مرحبا بالضيف لما زارنا لك الخير والاكرام والترحاب
انزل مكانك حتى احضر لك الغدا وتأكل من زادنا وتشرب
انا بنت مالك راح للصيد والدي مع ابن عمي الاوس والاحباب
انزل حتى يرجعوا رجالنا ويأتوا لنحو الحي بعد غياب
فكم جاء الينا يا أمير مثالكم خلائق كثيرة ما لهن حساب
نحن نحب الضيف اذا جاء محلنا انزل واجلس جانب الاطناب
( قال الراوي ) فلما فرغت من شعرها ونظامها وقع الصنديد في حبها وغرامها ورفع ستار الخيمه بسنان رمحه فوجد صبيه بديعه الجمال فزاد به الوجد والبلبال فصاحت عليه من خلف الستار وقالت علامك تنظر بنات الملوك يا غدار ثم ردت منديلها على وجهها وقالت له لاشك انك قليل الحياء كامخ فا كنت ضيفا كما تقول فانزل كي آتيك بالغداء والا فما هذه الوقاحه ثم قالت لجاريتها اطلعي افرشي له حتى يجلس ويتغذى لبينما يأتي ابي من البريه فخرجت الجاريه اليه وسالته كي ينزل في الصيوان فقال لها انه عيب علي ان انزل عند الحريم وانا سيد عظيم لئلا ادعي بكامح هذا من اعظم القبائح وما اتيت إلى هذه الديار الا لامر ضروري وهو ان اتزوج الاميرة ولما تأكدت الاميرة من مرامه قالت يانجيب ان كنت الضيوف فاقعد في الصيوان حتى يأتي ابي من البريه هذا فلم يسمع لها كلام وقال لابد من أخذك إلى الاطلال وهناك اتزوج بك بالحلال لاني اتيت من بلاد بعيده لاجل هذه الغايه الوحيده وقد نلت مرادي وحصلت على مسرة فؤادي ثم انه قام تلك الليله في ذلك المكان وهو مسرور فرحان ولما كان الصباح ركب ظهر الحصان واردفها خلفه وصار يقطع القفار ويوصل سير الليل بسير النهار حتى وصل الديار ولما سمعت اكابر قومه بقدومه ظافرا غانما اجتمعوا اليه وهنئوه بالسلامه وسألوه عن سفرته وماجرى له في غربته فقال اني عند وصولي إلى تلك الاطلال هجمت علي الفرسان والابطال ومددت اكثرهم على بساط الرمال وفعلت فعل تذكر على طول الاجيال وقتلت الامير مالك وابن اخيه واتيت بالعروس إلى هنا وقد بلغت المنى فلما سمعت مي منه هذا الكلام كان عليها اشد من ضرب الحسام فنهضت على الاقدام فقالت له امام الاعيان لقد نطقت بالزور والبهتان فوحق الاله الديان لو كان ابي وابن عمي حاضران لما كنت رجعت سالما إلى اوطانك ولا اجتمعت بأهلك وخلانك ولكنك خطفتني بالاحتيال وهربت في الحال قبل ان تدركك الر جل ويحل بك الوبال ثم انها بعد هدا الكلام بكت بدمع سجام ولما سمع الحاضرون فحوى كلا مها خافوا من القواقب وعلموا بأن كلام الصديد ليس له صحة فهو في حديثه كاذب واما الصنديد فانه اغتاظ من هذا الكلام فنهض والطمها على موجهها وقال هكذا تتكلمين يابنت اللثام امام السادات الكرام ثم سل سيفه وغمده واراد أن يعد مها الحياة فعتد ذلك وثب الوزير وبا قي الا مراء بالعجل وردوه عن ذلك العمل وقالوا له انت امير اتجمل عقلك كعقل النسوان فما تقول عنك ملوك الممالك اذا سمعت بذلك ومازلوا يتوسلون بالكلام حتى لان وكان له سجان أقسى من الصوان فاستدعاه اليه فحضر وكان اسمه عمران بن الازور فقال خذ هذه الملعونه إلى بيتك وسلمها إلى زوجتك لتقيدها بالحديد وتعذبها العذاب الشديد وتلبسها ثياب الشعر وتضربها خمس مرات في النهار وتطعمها خمس ارغفة من الشعير فقال يامولاي ان هذه الصبيه لاتستحق الضرب والانتقام ولاتستاهل غير الاعزاز والاكرام وهي كأنها البدر التمام فقال لها كيف العمل ومانحن الا عبيد الملك الصنديد فعند ذلك نزعت عنها ثيابها الحريريه والبسها ثوبا من شعر الخنزير وأرادت ان تضربها بالسياط على قدميها فوقعت على رجليها وجعلت تبكي وتثني عليها ثم انشدت من فؤاد متبول :
با الله ان ترثي إلى احوالي فالدهر فرق صحبتي وعيالي يا وحدتي يا ذلتي يا غربتي قد صرت بعد العز بالاغلال قد كنا في جاه ورفعه منصب والله ربي عالم الاحوال فترفقي هذا النهار بحالتي فلعل ربي يستجيب لحالي اني كريمه من اكابر معشر فاقوا الورى بالجاه والافضال ويعيدني بعد العناء إلى الوطن وأرى جميع الاهل والاخوال ولهم وقائع في البلاد جميعها بين الملوك وزمرة الابطال
( قال الراوي ) فلما فرغت من شعرها ونظامها ورق قلبها وقالت لها قري نفسا وطيبي قلبا سأصنع معروفا لوجه الله تعالي ثم انها جاءت بجلد جاموس يابس فصلته ثوبا والبستها اياه من تحت الثياب وقالت اني متى ضربتك فانك لاتشعرين بألم الضرب وماقصدت بذلك الا ليسمع الملك صوت الضرب وانت تصيحين وتستغيثين وانا أقدم لك ماتحتاجين اليه من المأكل والمشرب ومتى دخل الليل تخلعين ثوب الجلد ترقدين براحه بال إلى ان يأتي الله بالفرج فشكرتها مي على معروفها ودعت لها بطول العمر وأوعدتها بالجميل والخير هذا ما كان من مي وماجرى لها أما ماكان من أبيها فأنه عند رجوعه من الصيد سمع صياح والبكاء فسأل عن ذلك فأخبرته زوجته بواقعة الحال فغاب عن الصواب من شدة الغيظ واما الاوس ابن عم الصبيه فأنه غشي عليه لانه كان يحبها محبة عظيمة ولما أفاق من غشوته انشد يقول :
يقول الاوس ابن تغلب قصيد الا يامي من هذا دهاك
اتاك اللص في غيبة ابيك ولم يعلم بمن يسعى وراك
الا يا بنت عمي لو تدري بي على فقدك انا محزون باك
ترى في أي أرض قد حللت فما قلبي غدا يطلب سواك
فلا بد لي أغزو دياره بالعجل واقتله وافرح في لقاك
وابذل كل مجهودي لاجلك وروحي بعد ذلك هي فداك
لما قال الفتى الاوس بن تغلب فقلبي قد تعلق في هواك
ذاب اتيت قاصد مالكا في حاجه ولي ساعة واقف انا في الباب
يا أهل هذا البيت اين اميركم واين مضى من الديار وغاب
ياربة البيت الذي داخل الحمى مابالكم لاتردوا الجواب
الافاخبروني يا بنات بحالكم قلبي غدا من أجلكم مرتاب
اذا كان اهل الحي غابوا جميعهم اما فيكم كريمه ذات حجاب
فتقر ضيفا قد اتى غريبه وتستر أهاليها مع الغياب
اكيد ما كل النساء تستر الفتى ولاكل من يحوي الرديه صاب
( قال الراوي ) فلما سمعت مي شعره ونظامه وعرفت قصده ومرامه أخذتها الغيرة والمروءة لتستر عرض أهلها من القيل والقال وأشارت تقول :
تقول فتاة الحي مي التي شكت الا فاسمع للقول يا نجاب
يا مرحبا بالضيف لما زارنا لك الخير والاكرام والترحاب
انزل مكانك حتى احضر لك الغدا وتأكل من زادنا وتشرب
انا بنت مالك راح للصيد والدي مع ابن عمي الاوس والاحباب
انزل حتى يرجعوا رجالنا ويأتوا لنحو الحي بعد غياب
فكم جاء الينا يا أمير مثالكم خلائق كثيرة ما لهن حساب
نحن نحب الضيف اذا جاء محلنا انزل واجلس جانب الاطناب
( قال الراوي ) فلما فرغت من شعرها ونظامها وقع الصنديد في حبها وغرامها ورفع ستار الخيمه بسنان رمحه فوجد صبيه بديعه الجمال فزاد به الوجد والبلبال فصاحت عليه من خلف الستار وقالت علامك تنظر بنات الملوك يا غدار ثم ردت منديلها على وجهها وقالت له لاشك انك قليل الحياء كامخ فا كنت ضيفا كما تقول فانزل كي آتيك بالغداء والا فما هذه الوقاحه ثم قالت لجاريتها اطلعي افرشي له حتى يجلس ويتغذى لبينما يأتي ابي من البريه فخرجت الجاريه اليه وسالته كي ينزل في الصيوان فقال لها انه عيب علي ان انزل عند الحريم وانا سيد عظيم لئلا ادعي بكامح هذا من اعظم القبائح وما اتيت إلى هذه الديار الا لامر ضروري وهو ان اتزوج الاميرة ولما تأكدت الاميرة من مرامه قالت يانجيب ان كنت الضيوف فاقعد في الصيوان حتى يأتي ابي من البريه هذا فلم يسمع لها كلام وقال لابد من أخذك إلى الاطلال وهناك اتزوج بك بالحلال لاني اتيت من بلاد بعيده لاجل هذه الغايه الوحيده وقد نلت مرادي وحصلت على مسرة فؤادي ثم انه قام تلك الليله في ذلك المكان وهو مسرور فرحان ولما كان الصباح ركب ظهر الحصان واردفها خلفه وصار يقطع القفار ويوصل سير الليل بسير النهار حتى وصل الديار ولما سمعت اكابر قومه بقدومه ظافرا غانما اجتمعوا اليه وهنئوه بالسلامه وسألوه عن سفرته وماجرى له في غربته فقال اني عند وصولي إلى تلك الاطلال هجمت علي الفرسان والابطال ومددت اكثرهم على بساط الرمال وفعلت فعل تذكر على طول الاجيال وقتلت الامير مالك وابن اخيه واتيت بالعروس إلى هنا وقد بلغت المنى فلما سمعت مي منه هذا الكلام كان عليها اشد من ضرب الحسام فنهضت على الاقدام فقالت له امام الاعيان لقد نطقت بالزور والبهتان فوحق الاله الديان لو كان ابي وابن عمي حاضران لما كنت رجعت سالما إلى اوطانك ولا اجتمعت بأهلك وخلانك ولكنك خطفتني بالاحتيال وهربت في الحال قبل ان تدركك الر جل ويحل بك الوبال ثم انها بعد هدا الكلام بكت بدمع سجام ولما سمع الحاضرون فحوى كلا مها خافوا من القواقب وعلموا بأن كلام الصديد ليس له صحة فهو في حديثه كاذب واما الصنديد فانه اغتاظ من هذا الكلام فنهض والطمها على موجهها وقال هكذا تتكلمين يابنت اللثام امام السادات الكرام ثم سل سيفه وغمده واراد أن يعد مها الحياة فعتد ذلك وثب الوزير وبا قي الا مراء بالعجل وردوه عن ذلك العمل وقالوا له انت امير اتجمل عقلك كعقل النسوان فما تقول عنك ملوك الممالك اذا سمعت بذلك ومازلوا يتوسلون بالكلام حتى لان وكان له سجان أقسى من الصوان فاستدعاه اليه فحضر وكان اسمه عمران بن الازور فقال خذ هذه الملعونه إلى بيتك وسلمها إلى زوجتك لتقيدها بالحديد وتعذبها العذاب الشديد وتلبسها ثياب الشعر وتضربها خمس مرات في النهار وتطعمها خمس ارغفة من الشعير فقال يامولاي ان هذه الصبيه لاتستحق الضرب والانتقام ولاتستاهل غير الاعزاز والاكرام وهي كأنها البدر التمام فقال لها كيف العمل ومانحن الا عبيد الملك الصنديد فعند ذلك نزعت عنها ثيابها الحريريه والبسها ثوبا من شعر الخنزير وأرادت ان تضربها بالسياط على قدميها فوقعت على رجليها وجعلت تبكي وتثني عليها ثم انشدت من فؤاد متبول :
با الله ان ترثي إلى احوالي فالدهر فرق صحبتي وعيالي يا وحدتي يا ذلتي يا غربتي قد صرت بعد العز بالاغلال قد كنا في جاه ورفعه منصب والله ربي عالم الاحوال فترفقي هذا النهار بحالتي فلعل ربي يستجيب لحالي اني كريمه من اكابر معشر فاقوا الورى بالجاه والافضال ويعيدني بعد العناء إلى الوطن وأرى جميع الاهل والاخوال ولهم وقائع في البلاد جميعها بين الملوك وزمرة الابطال
( قال الراوي ) فلما فرغت من شعرها ونظامها ورق قلبها وقالت لها قري نفسا وطيبي قلبا سأصنع معروفا لوجه الله تعالي ثم انها جاءت بجلد جاموس يابس فصلته ثوبا والبستها اياه من تحت الثياب وقالت اني متى ضربتك فانك لاتشعرين بألم الضرب وماقصدت بذلك الا ليسمع الملك صوت الضرب وانت تصيحين وتستغيثين وانا أقدم لك ماتحتاجين اليه من المأكل والمشرب ومتى دخل الليل تخلعين ثوب الجلد ترقدين براحه بال إلى ان يأتي الله بالفرج فشكرتها مي على معروفها ودعت لها بطول العمر وأوعدتها بالجميل والخير هذا ما كان من مي وماجرى لها أما ماكان من أبيها فأنه عند رجوعه من الصيد سمع صياح والبكاء فسأل عن ذلك فأخبرته زوجته بواقعة الحال فغاب عن الصواب من شدة الغيظ واما الاوس ابن عم الصبيه فأنه غشي عليه لانه كان يحبها محبة عظيمة ولما أفاق من غشوته انشد يقول :
يقول الاوس ابن تغلب قصيد الا يامي من هذا دهاك
اتاك اللص في غيبة ابيك ولم يعلم بمن يسعى وراك
الا يا بنت عمي لو تدري بي على فقدك انا محزون باك
ترى في أي أرض قد حللت فما قلبي غدا يطلب سواك
فلا بد لي أغزو دياره بالعجل واقتله وافرح في لقاك
وابذل كل مجهودي لاجلك وروحي بعد ذلك هي فداك
لما قال الفتى الاوس بن تغلب فقلبي قد تعلق في هواك
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
( قال الراوي ) فلما فرغ الاوس من هذا الشعر والنظام وقع مغشيا عليه وبقي طول ذلك الليل في هم وغم وقلق شديد ما عليه من مزيد فجعل عمه يلاطفه بالكلام ويقول له طيب قلبك يا ولدي فما يصلح الحزن الا إلى النساء فاصبر لبينما نرسل من يكشف لنا خبر ذلك الرجل وبعد ذلك نسير إلى دياره فنخربها ونسبي حريمه وعياله فقال الاوس من يذهب غيري فوالله لاسرت الا وحدي ولا اريد رفيق ولامعين سوى رب العالمين ثم نهض فاعتد جلاده وركب ظهر جواده وودعهم ويار وجد في قطع القفار ودموعه تجري على خديه كالانهار وهو لايدري إلى اين يذهب والى اي حلة يقصد من قبائل العرب إلى ان وصل إلى وادي عميق ضيق الطريق كثير الاشجار والوحوش والاحجار فبينما هو يتأمل ذلك المكان واذا قد ظهر عليه احد الفرسان وهو بالسلاح الكامل والفروسيه عليه علائم ودلائل فلما رأى الاوس منفردا وحه مال اليه وقصده وقال له انزل ياجبان عن ظهر الحصان واخلع ماعليك من الثياب وفز بنفسك في هذه الهضاب قبل ان اسقيك كأس العطب فأنا جمرة بن غمرة فارس العرب .
فلما سمع الاوس هذا الكلام صار الضيا في عينيه كالظلام وهجم عليه في الحال وصدمه صدمة تزعزع الجبال فالتقاه جمرة في الحال والتحما في ساحة المجال واشتد بينهما القتال وتجاولا ساعة من الزمان وهم في ضراب وطعان تقشعر منه الابدان فاختلفا بينهما طعنتين قاتلتين وكان السابق الاوس بن تغلب فجادت في صدره خرجت تلمع من ظهره فوقع قتيلا وفي دمه جديلا فأخذ عدته وجواده وجد في المسير وهو يقطع القفار والاكام مدة خمسة ايام واتفق في اليوم الخامس انه التقى بقارس وهو يجد في قطع القفار كالسهم الطيار فتقدم اليه وسلم عليه وقال له إلى اين سائر والى من تنسب من القبائل والعشائر فقال انني من بني عبس وعدنان أصحاب الفضل والاحسان واني ساير إلى ديار بني عامر لاستدعي حامينا عنتر فارس الخيل لانه سار من عشرة ايام ليحضر وليمه دعاه اليها عامر بن الطفيل وفي غيبته غزانا عمرو بن معد يكرب في خمسة الاف فارس فحاربنا محاربة شديدة وجرى بيننا وبينه وقائع عديدة فأرسلني مولاي قيس بن زهير لاستدعيه للحضور قبل ان يظفر عامر المذكور فقال الاوس وقد تعجب ومن هو عنتر بن شداد فارس الصدام الذي اشتهر ذكره في هذه الايام بطعن الرمح وبضرب الحسام وقهر كبار الجبابرة وحارب الملوك والاكاسرة والقياصرة وافتخر على الابطال في ساحة الميدان فلما سمع الاوس هذا الخبر وانبهر ثم ودعه وجد في قطع البر الاقفر ومازال يقطع البراري والاكام مدة سبعة ايام حتى اشرف على جماعه من العبيد ترعى الاغنام فحياهم بالسلام واخذ يسألهم بهذا الشعر والنظام :
يقول الفتى المضنى الفائض ما به فدمعي جرى فوق الخدود سائح
الا ياعبيد الخير بالله اشفعوا لصب بعيد الدار ولهان نازح
فجيع وجيع مستهام ملوع تركه البين مضنى كثير الجرايح
لقد ضاع لي حرة عفيفة من الحنا فهل من يبشر بها يا فوالح
ويخبرني لأي البلاد توجهت من أجلها ناري تزيد اللقايح
لقد احرقت قلبي والبي مهجتي وكل عظامي اوثقتهم جرايح
( قال الراوي ) فلما فرغ من كلامه تقدم اليه كبير الرعيان وكان اسمه مرجان وقال له اعلم يا غلام انه من برهة عشرة ايام سبى اميرنا الصنديد ابنه اسمها مي لايوجد اجمل منها في نساء هذا الحي فأراد ان يتزوجها فامتنعت عنه فلم تميل اليه فقيدها بقيود من حديد وهو كل يوم يعذبها عذاب شديد فعسى تكون الحرة التي ذكرتها في نظمك افرج الله همك وغمك فلما سمع الاوس هذا الكلام استبشر ببلوغ المرام ونزل عن ظهر الحصان وقبل العبد مرجان وأوعده بالجميل والاحسان فبينما هو بالحديث والكلام واذا بسعد ابت أخت الصنديد قد جاء ليكشف أخبارها ويرجع بها إلى ديارها فلما سمع هذا الكلام رجع عند خاله وأعلمه بما سمع ورأى وأشار اليه يقول :
قال سعد قد اتيتك عارا ياخال مى فاسمع الاخبارا البنت التي غربتها من أهلها من خلفها فارس اتاك جهارا ياخال فارس في اللقا مجرب وعيونه ياخال تقدح نارا ان كان راقت لك ليالي الصفا فبصفوها تأتي لك الاكدارا قد جاء إلى عند العبيد يسأل انبوه فجاء كالاسد هدارا لما سمعت اتيت نحوك عاجل هذا الذي ياخال تم وصارا
( قال الراوي ) فلما فرغ سعد من شعره ونظامه وفهم الصنديد فحوى كلامه قال له فارس واحد قال نعم ايها السيد الماجد فشتمه خاله وقال ارجع وخذ من بين جنبيه فأنه لايليق بي ان اركب لقتال صعلوك من صعاليك العرب فخرج سعد من عند خاله وقصد الاوس . فلما اجتمع به وصاح فيه وحمل عليه فالتقاه كالاسد وضربه بالحسام المهند فألقاه على الارض قتيلا فأخذ عدته وسلبه ثيابه ولما بلغ خاله الخبر طار من عينيه الشرر فركب ظهر جواده واعتد بعدة جلادة وقصد الاوس حتى التقى به وانطبق عليه كليث الاجام وأخذ معه في القتال والكفاح ولم تكن الا ساعة حتى اثخنه بالجرح فولا وطلب لنفسه الهرب فتبعه مثل السرحان حتى وصل الصيوان واحتما عند النسوان فلما دخل على الحريم قالت له زوجته سعد علامك دخلت وانت مرعوب كل هذا لاجل الابنه التي خطفتها وما نالت المرغوب فقالت انك تستحق اكثر من ذلك وبخته بالكلام وقالت له انت تدعي الفروسيه على كل واحد وتهرب من امام امرد هذا والاوس يصيح عليه ويقول اخرج يالئيم من بين الحريم حتى اجازيك على تلك الفعله ياغدار يا محتال فخاف الصنديد وقال لزوجته سعده اعطيه ابنة عمه وكافينا همنا وهمه وخرجت زوجته اليه وقبلته وطلبت منه العفو والسماح فأعطاهما الامان فجاءوا له بإبنة عمه مي بعد ان لبسوه الثياب الفاخره وذبحوا له الذبائح وقدموا له الاطعمه المتكاثره ولما اجتمع به زال عن قلبه الكدر من كثرة فرحته اخذ يسكب العبر وهكذا فعلت مي وكان ذلك النهار عنده كيوم العيد حيث التقت بحبيبها الوحيد . ( قال الراوي ) فباتا تلك الليله في الحله وعند الصباح اركب مي في هودج وسار معه جماعة من العبيد وتوجهوا قاصدين دياره ولما اقترب من بلاده ارسل يبشر عمه الامير مالك بقدومه وشاع الخير في الحي وخرجت النساء والبنات واكابر السادات ولما اجتمعوا ببعضهم البعض نزل الامير مالك فسلم على الاوس وابنته وشكر ابن اخيه على افعاله وعند وصوله إلى الخيام حدثهم بحديث عنتر وما سمع عنه من الخير فقال عمه والله سمعنا بذ كره وأنه من أ فرس فرسان عصره وبعد ذلك ذبحواالذ بائح والموا الولا ئم ثم زفو ا الاوس على ابنة عمه فكانت اليلة من أعظم حضرها جمهور من السادات والموالى فزادت أفراح الاوس بتلك العروس وحظى بدلك الحسن والجمال وعاش معهما بأ رغد عيش وأحسن حال وبعد ذلك وضعت له غلا ما سماه ما لك وله حد يث طو يل فا تفق بعد عشرة ايام أن ابن الاوس ضعف ضعفا شديدا فمات فحزن الاوس عليه ودفنه بالاحترام والوقار بكت عليه الكبار والصغار وكان موصوفا باللطف والايناس ومحبوبا من جميع الناس وأرسل الاوس وأعلم جده بذلك الخبر فحزن وتكدر فقالت أختك اليمامه أرسل ياأخي وأحضر أبن عمك الاوس مع أهله ليجمع شملنا بشمله أجابها إلى ذلك وفي الحال أرسل رجلا من بني عمه ليحكم مكانه فجاء الاوس مع أهله وسكن عند الجرو جده وراق لهما الزمان واما ماكان للبطل الهمام صاحب الذكر الشهير المدعو بسالم الزير فأنه كان قد أخناه الدهر وضعفت قواه وهو مع ذلك مواظب على أكل الطعام وشرب المدام وكان لا ينام الا وهولابس عدة الحرب والصدام وما زالوا على تلك الحال حتى برز له أسنان جدد وصار عقله مثل عقل الولد وكانت بنات أخيه تخدمه وتداويه فاجتمع يوما بالجرو وقال له ياابن أخي قد ضاقت أخلاقي من الوحده والانفراد فأريد منك أن ترسلني مع بعض الاتباع لتنزه في البلاد فأجابه إلى ماطلب وأركبه في هودج وأعطاه عبدان برسم الخدمه وجميع ما يحتاج اليه من لوازم السفر فودعه المهلهل وما زال يجول حتى أقترب من بلاد الصعيد وكان العبدان قد تعبا من مشقة الطريق وهما يلاقيان من التعب أشد الضيق فصمما على قتله وأعدامه بالكليه وانما يقولان لاهله قد ادركته المنيه فعرف الزير منهما فقال قد دنى همامي وليس الا القبر امامي فإذا ادركتني منيتي اريد منكما ان تبلغا اهلي وصيتي قالا وماهي وصيتك فعاهدهما على حفظها وتأييدها فحلفا له بأعظم الاقسام بأنهما يبلغونها بالكمال والتمام فقال اذا وصلتم الحي فاقريا أهلي من السلام وانشدوهم هذا البيت وقولا لهم اني في القبر قد أختبيت .
من مبلغ الاقوام ان مهلهلا لله دركما ودر ابيكما
فلما سمع الاوس هذا الكلام صار الضيا في عينيه كالظلام وهجم عليه في الحال وصدمه صدمة تزعزع الجبال فالتقاه جمرة في الحال والتحما في ساحة المجال واشتد بينهما القتال وتجاولا ساعة من الزمان وهم في ضراب وطعان تقشعر منه الابدان فاختلفا بينهما طعنتين قاتلتين وكان السابق الاوس بن تغلب فجادت في صدره خرجت تلمع من ظهره فوقع قتيلا وفي دمه جديلا فأخذ عدته وجواده وجد في المسير وهو يقطع القفار والاكام مدة خمسة ايام واتفق في اليوم الخامس انه التقى بقارس وهو يجد في قطع القفار كالسهم الطيار فتقدم اليه وسلم عليه وقال له إلى اين سائر والى من تنسب من القبائل والعشائر فقال انني من بني عبس وعدنان أصحاب الفضل والاحسان واني ساير إلى ديار بني عامر لاستدعي حامينا عنتر فارس الخيل لانه سار من عشرة ايام ليحضر وليمه دعاه اليها عامر بن الطفيل وفي غيبته غزانا عمرو بن معد يكرب في خمسة الاف فارس فحاربنا محاربة شديدة وجرى بيننا وبينه وقائع عديدة فأرسلني مولاي قيس بن زهير لاستدعيه للحضور قبل ان يظفر عامر المذكور فقال الاوس وقد تعجب ومن هو عنتر بن شداد فارس الصدام الذي اشتهر ذكره في هذه الايام بطعن الرمح وبضرب الحسام وقهر كبار الجبابرة وحارب الملوك والاكاسرة والقياصرة وافتخر على الابطال في ساحة الميدان فلما سمع الاوس هذا الخبر وانبهر ثم ودعه وجد في قطع البر الاقفر ومازال يقطع البراري والاكام مدة سبعة ايام حتى اشرف على جماعه من العبيد ترعى الاغنام فحياهم بالسلام واخذ يسألهم بهذا الشعر والنظام :
يقول الفتى المضنى الفائض ما به فدمعي جرى فوق الخدود سائح
الا ياعبيد الخير بالله اشفعوا لصب بعيد الدار ولهان نازح
فجيع وجيع مستهام ملوع تركه البين مضنى كثير الجرايح
لقد ضاع لي حرة عفيفة من الحنا فهل من يبشر بها يا فوالح
ويخبرني لأي البلاد توجهت من أجلها ناري تزيد اللقايح
لقد احرقت قلبي والبي مهجتي وكل عظامي اوثقتهم جرايح
( قال الراوي ) فلما فرغ من كلامه تقدم اليه كبير الرعيان وكان اسمه مرجان وقال له اعلم يا غلام انه من برهة عشرة ايام سبى اميرنا الصنديد ابنه اسمها مي لايوجد اجمل منها في نساء هذا الحي فأراد ان يتزوجها فامتنعت عنه فلم تميل اليه فقيدها بقيود من حديد وهو كل يوم يعذبها عذاب شديد فعسى تكون الحرة التي ذكرتها في نظمك افرج الله همك وغمك فلما سمع الاوس هذا الكلام استبشر ببلوغ المرام ونزل عن ظهر الحصان وقبل العبد مرجان وأوعده بالجميل والاحسان فبينما هو بالحديث والكلام واذا بسعد ابت أخت الصنديد قد جاء ليكشف أخبارها ويرجع بها إلى ديارها فلما سمع هذا الكلام رجع عند خاله وأعلمه بما سمع ورأى وأشار اليه يقول :
قال سعد قد اتيتك عارا ياخال مى فاسمع الاخبارا البنت التي غربتها من أهلها من خلفها فارس اتاك جهارا ياخال فارس في اللقا مجرب وعيونه ياخال تقدح نارا ان كان راقت لك ليالي الصفا فبصفوها تأتي لك الاكدارا قد جاء إلى عند العبيد يسأل انبوه فجاء كالاسد هدارا لما سمعت اتيت نحوك عاجل هذا الذي ياخال تم وصارا
( قال الراوي ) فلما فرغ سعد من شعره ونظامه وفهم الصنديد فحوى كلامه قال له فارس واحد قال نعم ايها السيد الماجد فشتمه خاله وقال ارجع وخذ من بين جنبيه فأنه لايليق بي ان اركب لقتال صعلوك من صعاليك العرب فخرج سعد من عند خاله وقصد الاوس . فلما اجتمع به وصاح فيه وحمل عليه فالتقاه كالاسد وضربه بالحسام المهند فألقاه على الارض قتيلا فأخذ عدته وسلبه ثيابه ولما بلغ خاله الخبر طار من عينيه الشرر فركب ظهر جواده واعتد بعدة جلادة وقصد الاوس حتى التقى به وانطبق عليه كليث الاجام وأخذ معه في القتال والكفاح ولم تكن الا ساعة حتى اثخنه بالجرح فولا وطلب لنفسه الهرب فتبعه مثل السرحان حتى وصل الصيوان واحتما عند النسوان فلما دخل على الحريم قالت له زوجته سعد علامك دخلت وانت مرعوب كل هذا لاجل الابنه التي خطفتها وما نالت المرغوب فقالت انك تستحق اكثر من ذلك وبخته بالكلام وقالت له انت تدعي الفروسيه على كل واحد وتهرب من امام امرد هذا والاوس يصيح عليه ويقول اخرج يالئيم من بين الحريم حتى اجازيك على تلك الفعله ياغدار يا محتال فخاف الصنديد وقال لزوجته سعده اعطيه ابنة عمه وكافينا همنا وهمه وخرجت زوجته اليه وقبلته وطلبت منه العفو والسماح فأعطاهما الامان فجاءوا له بإبنة عمه مي بعد ان لبسوه الثياب الفاخره وذبحوا له الذبائح وقدموا له الاطعمه المتكاثره ولما اجتمع به زال عن قلبه الكدر من كثرة فرحته اخذ يسكب العبر وهكذا فعلت مي وكان ذلك النهار عنده كيوم العيد حيث التقت بحبيبها الوحيد . ( قال الراوي ) فباتا تلك الليله في الحله وعند الصباح اركب مي في هودج وسار معه جماعة من العبيد وتوجهوا قاصدين دياره ولما اقترب من بلاده ارسل يبشر عمه الامير مالك بقدومه وشاع الخير في الحي وخرجت النساء والبنات واكابر السادات ولما اجتمعوا ببعضهم البعض نزل الامير مالك فسلم على الاوس وابنته وشكر ابن اخيه على افعاله وعند وصوله إلى الخيام حدثهم بحديث عنتر وما سمع عنه من الخير فقال عمه والله سمعنا بذ كره وأنه من أ فرس فرسان عصره وبعد ذلك ذبحواالذ بائح والموا الولا ئم ثم زفو ا الاوس على ابنة عمه فكانت اليلة من أعظم حضرها جمهور من السادات والموالى فزادت أفراح الاوس بتلك العروس وحظى بدلك الحسن والجمال وعاش معهما بأ رغد عيش وأحسن حال وبعد ذلك وضعت له غلا ما سماه ما لك وله حد يث طو يل فا تفق بعد عشرة ايام أن ابن الاوس ضعف ضعفا شديدا فمات فحزن الاوس عليه ودفنه بالاحترام والوقار بكت عليه الكبار والصغار وكان موصوفا باللطف والايناس ومحبوبا من جميع الناس وأرسل الاوس وأعلم جده بذلك الخبر فحزن وتكدر فقالت أختك اليمامه أرسل ياأخي وأحضر أبن عمك الاوس مع أهله ليجمع شملنا بشمله أجابها إلى ذلك وفي الحال أرسل رجلا من بني عمه ليحكم مكانه فجاء الاوس مع أهله وسكن عند الجرو جده وراق لهما الزمان واما ماكان للبطل الهمام صاحب الذكر الشهير المدعو بسالم الزير فأنه كان قد أخناه الدهر وضعفت قواه وهو مع ذلك مواظب على أكل الطعام وشرب المدام وكان لا ينام الا وهولابس عدة الحرب والصدام وما زالوا على تلك الحال حتى برز له أسنان جدد وصار عقله مثل عقل الولد وكانت بنات أخيه تخدمه وتداويه فاجتمع يوما بالجرو وقال له ياابن أخي قد ضاقت أخلاقي من الوحده والانفراد فأريد منك أن ترسلني مع بعض الاتباع لتنزه في البلاد فأجابه إلى ماطلب وأركبه في هودج وأعطاه عبدان برسم الخدمه وجميع ما يحتاج اليه من لوازم السفر فودعه المهلهل وما زال يجول حتى أقترب من بلاد الصعيد وكان العبدان قد تعبا من مشقة الطريق وهما يلاقيان من التعب أشد الضيق فصمما على قتله وأعدامه بالكليه وانما يقولان لاهله قد ادركته المنيه فعرف الزير منهما فقال قد دنى همامي وليس الا القبر امامي فإذا ادركتني منيتي اريد منكما ان تبلغا اهلي وصيتي قالا وماهي وصيتك فعاهدهما على حفظها وتأييدها فحلفا له بأعظم الاقسام بأنهما يبلغونها بالكمال والتمام فقال اذا وصلتم الحي فاقريا أهلي من السلام وانشدوهم هذا البيت وقولا لهم اني في القبر قد أختبيت .
من مبلغ الاقوام ان مهلهلا لله دركما ودر ابيكما
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
تابع لقصة الزير سالم
وكرره عليهم حتى حفظاه ولما دخل الليل ذبحوه ودفناه تحت التراب ورجعا إلى ديارهما ودخلا على سيدهما الجرو وأعلماه بموت عمه الزير فبكا بكاء شديدا ومن حضر ثم ان العبدان اقتربا من الجرو وانشداه البيت المذكور . فلما سمع الجرو هذا استغربه حيث لامعنى له فاستدعى بأخته اليمامه وكانت من اذكى نساء العرب وعلمها عمها وانشدها ذلك البيت فلطمت على وجهها وبكت قالت ان عمي لايقول ابيات ناقصه بل اراد ان يقول :
من مبلغ الاقوام ان مهلهلا أضحى قتيلا الفلاة قتيلا مجندلا
لله دركما ودر ابيكما لايبرح العبدان حتى يقتلا
ثم انهما قبضا على العبدان والقوهما تحت العذاب والضرب الشديد إلى ان أقر بأنهما قتلاه ودفناه فقتلهما الجرو في الحال وهكذا انتهت حياة الزير وقد أخذ ثاره في حياته وبعد مماته .
( تمت قصة الزير ابو ليلى المهلهل بعون الله تعالى ) السلام
من مبلغ الاقوام ان مهلهلا أضحى قتيلا الفلاة قتيلا مجندلا
لله دركما ودر ابيكما لايبرح العبدان حتى يقتلا
ثم انهما قبضا على العبدان والقوهما تحت العذاب والضرب الشديد إلى ان أقر بأنهما قتلاه ودفناه فقتلهما الجرو في الحال وهكذا انتهت حياة الزير وقد أخذ ثاره في حياته وبعد مماته .
( تمت قصة الزير ابو ليلى المهلهل بعون الله تعالى ) السلام
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
اعلان
قريباً على صفحات المنتدى سيرة بني هلال وبعدها تغريبة بني هلال
Sad youth- رئس قسم بالمنتدى
-
عدد الرسائل : 131
العمل/الترفيه : رئس مجلس المنتدى والعضو المنتدب
تاريخ التسجيل : 07/02/2009
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى