هذه ميفعه (اصبعون)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هذه ميفعه (اصبعون)
ميفعة بلدة قديمة تقع بين ضفتي وادي ميفعة الشرقية والغربية، وكانت عاصمة للسلطنة الواحدية (إحدى المحميات الشرقية للجنوب العربي) منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي وحتى عشية الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م، ثم أصبحت بعد ذلك عاصمة للمديرية الجنوبية (مديريات ميفعة ورضوم والروضة حالياً) واستمرت على ذلك حتى منتصف الثمانينات بعد تهديد السيول والفيضانات لها، مما أدى إلى نزوح سكانها إلى مدينة جول الريدة التي أصبحت المركز الإداري لمديرية ميفعة.
تميزت ميفعة العاصمة الواحدية بموقعها المتوسط بين أنحاء السلطنة المترامية الأطراف والتي تمتد من حصن بن طالب وبئر علي شرقاً حتى خبر لقموش غرباً، ومن جردان وحول ويبعث شمالاً حتى عرقة والمطهاف جنوباً، وقد أدى هذا إلى جعل ميفعة تحتل موقعاً سياسياً وإدارياً واقتصادياً وتاريخياً هاماً.
اليوم تحولت ميفعة بعد النزوح الجماعي منها إلى مجرد أطلال وحطام وجزء من الماضي، فيما لا تزال شواهدها التاريخية صامدة وشامخة تحكي عن أيام خوال مضت لكنها لا تزال تشكل ذكرى جميلة بين أبناء ميفعة وكل من عرفها وعاش فيها ولو يوماً واحداً.
«الأيام» تجولت في أنحاء ميفعة التي لا يتجاوز سكانها حالياً مائتي نسمة واطلعنا على حجم الأضرار التي تعرضت لها معالم وآثار السلطنة الواحدية جراء الظروف الطبيعية والبشرية.. كما كان لـ«الأيام» عدة جلسات خارج البلدة مع عدد ممن عاصروا الدولة الواحدية واستمعنا إلى شهاداتهم وخرجنا بالمحصلة التالية:
التعليم
تأسست أول مدرسة في ميفعة عام 1952م وكانت عبارة عن كوخ من القش بجانب مسجدها الشهير باتجاه الضفة الغربية للوادي، ومن أوائل المعلمين الذين طرقوا سلك التدريس في ميفعة الشيخ علي باعباد والسيد حامد وكرامة سالم ربيحان، وفي العام التالي أي عام 1953م تم تشييد مبنى المدرسة ويتكون من أربعة فصول دراسية وكان موقعها وسط المدينة بجانب الملعب الرياضي، ولا تزال آثارها موجودة إلى اليوم.. والتحق بالمدرسة في هذه السنة المعلم القدير الشيخ سعيد خبه الذي يعتبر عميد المعلمين في السلطنة الواحدية آنذاك والوحيد من المعلمين الوافدين من خارج السلطنة الذي أمضى أطول فترة زمنية في سلك التربية والتعليم في سلطنة الواحدي، حيث ظل معلما حتى عام 1974م، وهو من أبناء حضرموت الذين كانوا أول من أسس التعليم في البلاد الواحدية، ومن المعلمين الذين وفدوا إلى السلطنة المعلم القدير صالح علي السعدي.
وكان يدرس في المدرسة - بالإضافة إلى أبناء ميفعة- أبناء المناطق المجاورة مثل: كورة آل أحمد، كورة آل علي، المنصورة، جول عقيل، الريدة، الظاهرة، قفيزة، السلامة وجول الشيخ وغيرها، ويقوم سكرتير السلطنة (محمد بن سعيد) بزيارة تفقدية للمدرسة بين الحين والآخر وحل المشاكل أو العراقيل التي تواجه العملية التعليمية. وبعد إكمال الابتدائية - أربع سنوات - يتوجه بعض الطلاب إلى سلطنة القعيطي لإكمال دراستهم في مدرسة البادية أو المدرسة الوسطى في غيل باوزير.
وفي بداية الستينات بدأت السلطنة الواحدية تعتمد على أبناء المنطقة الذين تم تدريسهم على نفقة السلطنة، فتم توظيفهم وتوجيههم للعمل في سلك التدريس، ومن أوائل أبناء السلطنة الملتحقين بسلك التدريس: عثمان بامعبد، علي صالح باقادر، عوض شنيتر، عوض مهدي عبدالسيد، مهدي علي بن ذييب، أحمد الواحدي، علي الملح، هادي باوهاب وغيرهم.
الزراعة
اهتمت الدولة الواحدية بالجانب الزراعي بشكل كبير، من خلال إقامة عدد من المباني الإدارية الخاصة بعدد من الإدارات الزراعية، وحفر عدد من الآبار الارتوازية والمكشوفة في ميفعة عاصمة السلطنة وضواحيها، وخاصة قرية السلامة التي لا يفصلها عن ميفعة إلا إحدى ضفتي وادي ميفعة.
وكان هناك اهتمام واضح بالإرشاد الزراعي من خلال جلب عدد من المستشارين والخبراء في المجال الزراعي، ومن المستشارين البريطانيين المستر شنير الذي قال كلمته الشهيرة التي لا تزال محفورة في أذهان أبناء المنطقة وهي«لم أجد أعذب من مياه الآبار في ميفعة»، ومن أبناء السلطنة الذين عملوا في المجال الزراعي حسين الحاج باعوضه. وقامت الدولة بتوزيع القروض الميسرة على المزارعين في أنحاء السلطنة بهدف تشجيعهم على الاهتمام بالزراعة وخاصة زراعة القطن التي اشتهرت وازدهرت في أنحاء وادي ميفعة، ومن المعالم الزراعية التي اشتهرت في ميفعة بئر الماء التي تقع بجوار حافة (الأحرار) وكانت تعمل على مروحة هوائية تقوم برفع الماء من الأسفل للأعلى وتعمل على الرياح وبمساعدة أحد الثيران، وكانت تصرف للعامل عليها أجرة يومية مقدارها سبعة شلنات. ومن المحاصيل الزراعية التي كانت تزرع في أنحاء وادي ميفعة، بالإضافة إلى القطن، الحبوب الغذائية (مسيبلي، غربة، بيني، كنب، طهف) إلى جانب التبغ والأعلاف.
السوق والتجارة
ازدهرت التجارة في ميفعة، وكان السوق في الاربعينات وبداية الخمسينات يقع في أحد أطراف البلدة القديمة وتحديدا في حافة آل عراد، وكان من أول المشتغلين بالتجارة في هذا السوق سالم أحمد بن صويلح، سعيد البلاد، عمر العمودي، ومن المقاهي الشعبية في هذا السوق مقهى محمد البلدي باقادر، إلا أنه في عام 1954م أمرت الحكومة الواحدية بنقل السوق إلى وسط ميفعة حيث انتقلت التجارة إليه وازداد عدد المشتغلين بالتجارة، وكان أول مقهى شعبي في السوق الجديد قد أسسه إبراهيم الزبيري وظل هذا المقهى يعمل أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد انتعشت المدينة تجارياً واقتصادياً وأصبحت محط أنظار التجار وقوافل الجمال التي كانت تأتي من ميناء بلحاف وتمر قرب ميفعة ثم الحوطة ثم تتجه شمالاً نحو مناطق شمال شبه الجزيرة العربية باتجاه ميناء غزة بفلسطين.
البناء والمعمار
شهدت فترة الخمسينات فترة ازدهار حركة البناء المعماري في أنحاء ميفعة، وكانت أغلب المباني التي شيدت - إن لم نقل كلها- من الطين، وتميزت تلك المباني بالروعة والأشكال الفنية الجميلة، وأهمها دار سكرتير السلطنة الذي بني عام 1953م كما تم بناء مقر السكرتارية الذي يضم عددا من المرافق الإدارية التي من خلالها يدار الحكم، ودار المستشار الذي يقع على مقربة من الملعب الرياضي.
أما المركز (البلطن) فهو من أهم المعالم في السلطنة الواحدية، ويقع فوق ربوة صغيرة وكان مركزاً لعسكر السلطنة، وجزء منه يستخدم كسجن رسمي، وقد تم تشييد هذا المبنى نهاية الاربعينات وافتتح عام 1949م، ثم تم إضافة الملاحق الأخرى التابعة له في منتصف الخمسينات وكان المقاول الذي اشرف على بنائه يدعى (بن قبوس).
ومن معالم البناء الأخرى في السلطنة: مسجد ميفعة الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم بمنارته المتميزة التي لا يزال صوت الأذان يصدح منها رغم مرور كل هذه السنين، وحصن الروية، وهو أحد الحصون القديمة في ميفعة ويشرف على الضفة الغربية للوادي وقد بناه السادة آل المحضار في الأربعينات، وهناك عدد آخر من المباني والمعالم التي شيدت في عهد السلطنة الواحدية غير أن المشكلة تكمن في تعرضها للاندثار والطمس نتيجة الإهمال الذي لاقته في السنوات الأخيرة.
الخدمات
اهتمت الحكومة بحياة المواطنين اليومية، ورغم الظروف والصعوبات المادية الكبيرة التي واجهتها إلا أنها عملت بالتعاون مع الإدارة البريطانية على توفير الموارد المالية المناسبة لتغطية نفقات المشاريع التي اعتمدتها في أنحاء السلطنة، فمثلاً في مدينة ميفعة عملت على حل مشكلة المياه للمواطنين - الذين كانوا في البداية يعتمدون في جلبها على (سقائين) - بإنشاء مشروع للمياه في منتصف الستينات ببناء خزان للمياه وحفر بئر ماء خلف مبنى المستشار البريطاني، كما تم إدخال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين عام 1964م وكانت الكهرباء تعمل يومياً في الفترة المسائية لمدة ست ساعات. والغريب في الأمر أن المنطقة الآن في عهد الوحدة والتكنولوجيا محرومة من الكهرباء، على أمل إنجاز مشروع الكهرباء (المرحلة الثانية).
أما في المجال الصحي فقد افتتحت أول وحدة صحية في حاضرة الوادي عام 1953 ومن أوائل الأطباء الذين عملوا فيها صالح باسلوم وناصر وعليوه، وكانت الوحدة الصحته تقدم الخدمات العلاجية والوقائية والإرشادية لأبناء ميفعة وضواحيها بل وكان من مهامها توفير الرعاية الصحية والغذائية لطلاب المدرسة الابتدائية المجاورة لها، حيث كان يتم توزيع كوب حليب لكل طالب يومياً على نفقة الوحدة الصحية.
السكان
كانت ميفعة تنقسم في ذلك العهد إلى عدة حوافي (حواري) سكنية وأهمها وأقدمها حافة آل عراد، وكانت تقع في الجهة الجنوبية الغربية، وخلفها تقع مقـبرة (الولي مفتاح) وهي المقبرة الوحيدة في ميفعة، وبجوار حافة آل عراد تقع حافة آل عبدالسيد، أما حافة الأحرار فتقع في الجهة الشرقية من المدينة بين الوادي والملعب الرياضي، ومن الحواري الأخرى حارة الموظفين التي شيدت منازلها الحكومة بهدف توفير السكن لموظفي السلطنة الوافدين من خارج ميفعة سواء من ناحية السلطنة أو من سلطنتي القعيطي والكثيري ويافع وعدن وغيرها، أما حافة السوق فتقع طبعاً في منطقة السوق التجاري حيث تستخدم الطوابق السفلى من هذه المساكن محلات تجارية بينما تسكن الأسر الميفعية في الطوابق العليا.
وماذا بعد؟
ميفعة اليوم تحولت إلى قرية صغيرة لا حول لها ولا قوة، تهددها الأمطار والسيول والفيضانات التي تزحف على جوانبها، ومعالمها تتعرض للإهمال واللا مبالاة، وهذا يتطلب صحوة كل أبنائها لإنقاذها من هذا الضيم، وقد سبق أن نشرت «الأيام» مناشدة عدد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية والتربوية للجهات ذات العلاقة بالالتفات إلى هذه البلدة التراثية.
إنها دعوة صادقة لكل من وزارتي الثقافة والسياحة والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية أن يلتفتوا إلى ميفعة.. الحضارة والتاريخ والتراث والماضي العريق.
تميزت ميفعة العاصمة الواحدية بموقعها المتوسط بين أنحاء السلطنة المترامية الأطراف والتي تمتد من حصن بن طالب وبئر علي شرقاً حتى خبر لقموش غرباً، ومن جردان وحول ويبعث شمالاً حتى عرقة والمطهاف جنوباً، وقد أدى هذا إلى جعل ميفعة تحتل موقعاً سياسياً وإدارياً واقتصادياً وتاريخياً هاماً.
اليوم تحولت ميفعة بعد النزوح الجماعي منها إلى مجرد أطلال وحطام وجزء من الماضي، فيما لا تزال شواهدها التاريخية صامدة وشامخة تحكي عن أيام خوال مضت لكنها لا تزال تشكل ذكرى جميلة بين أبناء ميفعة وكل من عرفها وعاش فيها ولو يوماً واحداً.
«الأيام» تجولت في أنحاء ميفعة التي لا يتجاوز سكانها حالياً مائتي نسمة واطلعنا على حجم الأضرار التي تعرضت لها معالم وآثار السلطنة الواحدية جراء الظروف الطبيعية والبشرية.. كما كان لـ«الأيام» عدة جلسات خارج البلدة مع عدد ممن عاصروا الدولة الواحدية واستمعنا إلى شهاداتهم وخرجنا بالمحصلة التالية:
التعليم
تأسست أول مدرسة في ميفعة عام 1952م وكانت عبارة عن كوخ من القش بجانب مسجدها الشهير باتجاه الضفة الغربية للوادي، ومن أوائل المعلمين الذين طرقوا سلك التدريس في ميفعة الشيخ علي باعباد والسيد حامد وكرامة سالم ربيحان، وفي العام التالي أي عام 1953م تم تشييد مبنى المدرسة ويتكون من أربعة فصول دراسية وكان موقعها وسط المدينة بجانب الملعب الرياضي، ولا تزال آثارها موجودة إلى اليوم.. والتحق بالمدرسة في هذه السنة المعلم القدير الشيخ سعيد خبه الذي يعتبر عميد المعلمين في السلطنة الواحدية آنذاك والوحيد من المعلمين الوافدين من خارج السلطنة الذي أمضى أطول فترة زمنية في سلك التربية والتعليم في سلطنة الواحدي، حيث ظل معلما حتى عام 1974م، وهو من أبناء حضرموت الذين كانوا أول من أسس التعليم في البلاد الواحدية، ومن المعلمين الذين وفدوا إلى السلطنة المعلم القدير صالح علي السعدي.
وكان يدرس في المدرسة - بالإضافة إلى أبناء ميفعة- أبناء المناطق المجاورة مثل: كورة آل أحمد، كورة آل علي، المنصورة، جول عقيل، الريدة، الظاهرة، قفيزة، السلامة وجول الشيخ وغيرها، ويقوم سكرتير السلطنة (محمد بن سعيد) بزيارة تفقدية للمدرسة بين الحين والآخر وحل المشاكل أو العراقيل التي تواجه العملية التعليمية. وبعد إكمال الابتدائية - أربع سنوات - يتوجه بعض الطلاب إلى سلطنة القعيطي لإكمال دراستهم في مدرسة البادية أو المدرسة الوسطى في غيل باوزير.
وفي بداية الستينات بدأت السلطنة الواحدية تعتمد على أبناء المنطقة الذين تم تدريسهم على نفقة السلطنة، فتم توظيفهم وتوجيههم للعمل في سلك التدريس، ومن أوائل أبناء السلطنة الملتحقين بسلك التدريس: عثمان بامعبد، علي صالح باقادر، عوض شنيتر، عوض مهدي عبدالسيد، مهدي علي بن ذييب، أحمد الواحدي، علي الملح، هادي باوهاب وغيرهم.
الزراعة
اهتمت الدولة الواحدية بالجانب الزراعي بشكل كبير، من خلال إقامة عدد من المباني الإدارية الخاصة بعدد من الإدارات الزراعية، وحفر عدد من الآبار الارتوازية والمكشوفة في ميفعة عاصمة السلطنة وضواحيها، وخاصة قرية السلامة التي لا يفصلها عن ميفعة إلا إحدى ضفتي وادي ميفعة.
وكان هناك اهتمام واضح بالإرشاد الزراعي من خلال جلب عدد من المستشارين والخبراء في المجال الزراعي، ومن المستشارين البريطانيين المستر شنير الذي قال كلمته الشهيرة التي لا تزال محفورة في أذهان أبناء المنطقة وهي«لم أجد أعذب من مياه الآبار في ميفعة»، ومن أبناء السلطنة الذين عملوا في المجال الزراعي حسين الحاج باعوضه. وقامت الدولة بتوزيع القروض الميسرة على المزارعين في أنحاء السلطنة بهدف تشجيعهم على الاهتمام بالزراعة وخاصة زراعة القطن التي اشتهرت وازدهرت في أنحاء وادي ميفعة، ومن المعالم الزراعية التي اشتهرت في ميفعة بئر الماء التي تقع بجوار حافة (الأحرار) وكانت تعمل على مروحة هوائية تقوم برفع الماء من الأسفل للأعلى وتعمل على الرياح وبمساعدة أحد الثيران، وكانت تصرف للعامل عليها أجرة يومية مقدارها سبعة شلنات. ومن المحاصيل الزراعية التي كانت تزرع في أنحاء وادي ميفعة، بالإضافة إلى القطن، الحبوب الغذائية (مسيبلي، غربة، بيني، كنب، طهف) إلى جانب التبغ والأعلاف.
السوق والتجارة
ازدهرت التجارة في ميفعة، وكان السوق في الاربعينات وبداية الخمسينات يقع في أحد أطراف البلدة القديمة وتحديدا في حافة آل عراد، وكان من أول المشتغلين بالتجارة في هذا السوق سالم أحمد بن صويلح، سعيد البلاد، عمر العمودي، ومن المقاهي الشعبية في هذا السوق مقهى محمد البلدي باقادر، إلا أنه في عام 1954م أمرت الحكومة الواحدية بنقل السوق إلى وسط ميفعة حيث انتقلت التجارة إليه وازداد عدد المشتغلين بالتجارة، وكان أول مقهى شعبي في السوق الجديد قد أسسه إبراهيم الزبيري وظل هذا المقهى يعمل أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد انتعشت المدينة تجارياً واقتصادياً وأصبحت محط أنظار التجار وقوافل الجمال التي كانت تأتي من ميناء بلحاف وتمر قرب ميفعة ثم الحوطة ثم تتجه شمالاً نحو مناطق شمال شبه الجزيرة العربية باتجاه ميناء غزة بفلسطين.
البناء والمعمار
شهدت فترة الخمسينات فترة ازدهار حركة البناء المعماري في أنحاء ميفعة، وكانت أغلب المباني التي شيدت - إن لم نقل كلها- من الطين، وتميزت تلك المباني بالروعة والأشكال الفنية الجميلة، وأهمها دار سكرتير السلطنة الذي بني عام 1953م كما تم بناء مقر السكرتارية الذي يضم عددا من المرافق الإدارية التي من خلالها يدار الحكم، ودار المستشار الذي يقع على مقربة من الملعب الرياضي.
أما المركز (البلطن) فهو من أهم المعالم في السلطنة الواحدية، ويقع فوق ربوة صغيرة وكان مركزاً لعسكر السلطنة، وجزء منه يستخدم كسجن رسمي، وقد تم تشييد هذا المبنى نهاية الاربعينات وافتتح عام 1949م، ثم تم إضافة الملاحق الأخرى التابعة له في منتصف الخمسينات وكان المقاول الذي اشرف على بنائه يدعى (بن قبوس).
ومن معالم البناء الأخرى في السلطنة: مسجد ميفعة الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم بمنارته المتميزة التي لا يزال صوت الأذان يصدح منها رغم مرور كل هذه السنين، وحصن الروية، وهو أحد الحصون القديمة في ميفعة ويشرف على الضفة الغربية للوادي وقد بناه السادة آل المحضار في الأربعينات، وهناك عدد آخر من المباني والمعالم التي شيدت في عهد السلطنة الواحدية غير أن المشكلة تكمن في تعرضها للاندثار والطمس نتيجة الإهمال الذي لاقته في السنوات الأخيرة.
الخدمات
اهتمت الحكومة بحياة المواطنين اليومية، ورغم الظروف والصعوبات المادية الكبيرة التي واجهتها إلا أنها عملت بالتعاون مع الإدارة البريطانية على توفير الموارد المالية المناسبة لتغطية نفقات المشاريع التي اعتمدتها في أنحاء السلطنة، فمثلاً في مدينة ميفعة عملت على حل مشكلة المياه للمواطنين - الذين كانوا في البداية يعتمدون في جلبها على (سقائين) - بإنشاء مشروع للمياه في منتصف الستينات ببناء خزان للمياه وحفر بئر ماء خلف مبنى المستشار البريطاني، كما تم إدخال التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين عام 1964م وكانت الكهرباء تعمل يومياً في الفترة المسائية لمدة ست ساعات. والغريب في الأمر أن المنطقة الآن في عهد الوحدة والتكنولوجيا محرومة من الكهرباء، على أمل إنجاز مشروع الكهرباء (المرحلة الثانية).
أما في المجال الصحي فقد افتتحت أول وحدة صحية في حاضرة الوادي عام 1953 ومن أوائل الأطباء الذين عملوا فيها صالح باسلوم وناصر وعليوه، وكانت الوحدة الصحته تقدم الخدمات العلاجية والوقائية والإرشادية لأبناء ميفعة وضواحيها بل وكان من مهامها توفير الرعاية الصحية والغذائية لطلاب المدرسة الابتدائية المجاورة لها، حيث كان يتم توزيع كوب حليب لكل طالب يومياً على نفقة الوحدة الصحية.
السكان
كانت ميفعة تنقسم في ذلك العهد إلى عدة حوافي (حواري) سكنية وأهمها وأقدمها حافة آل عراد، وكانت تقع في الجهة الجنوبية الغربية، وخلفها تقع مقـبرة (الولي مفتاح) وهي المقبرة الوحيدة في ميفعة، وبجوار حافة آل عراد تقع حافة آل عبدالسيد، أما حافة الأحرار فتقع في الجهة الشرقية من المدينة بين الوادي والملعب الرياضي، ومن الحواري الأخرى حارة الموظفين التي شيدت منازلها الحكومة بهدف توفير السكن لموظفي السلطنة الوافدين من خارج ميفعة سواء من ناحية السلطنة أو من سلطنتي القعيطي والكثيري ويافع وعدن وغيرها، أما حافة السوق فتقع طبعاً في منطقة السوق التجاري حيث تستخدم الطوابق السفلى من هذه المساكن محلات تجارية بينما تسكن الأسر الميفعية في الطوابق العليا.
وماذا بعد؟
ميفعة اليوم تحولت إلى قرية صغيرة لا حول لها ولا قوة، تهددها الأمطار والسيول والفيضانات التي تزحف على جوانبها، ومعالمها تتعرض للإهمال واللا مبالاة، وهذا يتطلب صحوة كل أبنائها لإنقاذها من هذا الضيم، وقد سبق أن نشرت «الأيام» مناشدة عدد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية والتربوية للجهات ذات العلاقة بالالتفات إلى هذه البلدة التراثية.
إنها دعوة صادقة لكل من وزارتي الثقافة والسياحة والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية أن يلتفتوا إلى ميفعة.. الحضارة والتاريخ والتراث والماضي العريق.
عدل سابقا من قبل المـــــشرف العـــــــام في الجمعة أبريل 24, 2009 3:34 pm عدل 3 مرات
رد: هذه ميفعه (اصبعون)
شكرا ابو سالم
ذكرتنا البلاد
شكرا كفيت ووفيت
ذكرتنا البلاد
شكرا كفيت ووفيت
بن علي بافقير- عضو مبتدي
- عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
مواضيع مماثلة
» معالم اثريه في ميفعه (ميفعه القديمه )
» نبي ترجيب يا اهل ميفعه
» محبوبتي ميفعه
» الفراق من كلمات الشاعر المتيم (حصريا لمنتدى شباب ميفعه)
» نبي ترجيب يا اهل ميفعه
» محبوبتي ميفعه
» الفراق من كلمات الشاعر المتيم (حصريا لمنتدى شباب ميفعه)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى