منتدى مجموعة تذكير الدعوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحيب السماء

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نحيب السماء Empty نحيب السماء

مُساهمة  ابن الشيبة الجمعة مايو 01, 2009 7:50 am

قرات هذة الرواية في صحيفة 14 اكتوبر وعندما طالعت اسم كاتبها صدمت بالدهشة فهو احد ابناء مديرية ميفعة والصدمة هنا لاتعبرب عن قناعتي بان كاتبها ليس جدير بسردها بل ان الوطن همش هذة المواهب ولم يستغلها فاوشكت على الظياع والاحتضار لولاء رحمة الاغتراب التي تصنع من ألآشي اشياء عظيمة...
اترككم مع ماكتبة الاخ العزيز والمبدع عادل الوتي عبدالمانع

دمعة ذهبية تحدرت من وجنتي السماء, واللون الأحمر يلفظ أنفاسه الأخيرة, يشيع في داخله ما تبقى من أمل في الحصول على لحظة واعدة بالدفء, قال العم أمين ذات يوم بأن الغروب هو بروفة كونية للغروب الأكبر, ولا يدري بالتحديد ما يقصده يومها بالغروب الأكبر,لكنه كان يدرك جيدا كبقية خلق الله بأن العم أمين لا ينطق عن جهل, كان العم أمين مربيا للماشية ثم مزارعا ثم فيلسوفا كما يسميه أهل القرية, يؤمه الناس للسؤال والاستفسار, وهو عالم بتفسير الأحلام أيضا.
لم يكن عنده أدنى شك في حكمة العم أمين, ولكنه كان يتساّءل دائما عن سر اختفاءه, فالعم أمين لا يظهر في الليالي الباردة أبدا, ولأن الشتاء لا ينتهي فقد طال غيابه كثيرا هذه المرة, ترك فراغا كبيرا في القرية, حتى الشجرة الوارفة التي كان يجلس تحتها ويتحلق حوله الناس فقدت بهاءها وأثيريتها, هو أيضا أفتقده كثيرا, طالما شعر بحاجته, كان في ما مضى يحرص على التقرب من العم أمين والجلوس على أقرب مسافة منه, حتى يتيح له ذلك الشعور بالبهجة والتميز على بقية أقرانه, كان وقتها قد رأى في منامه شجرة لا كبقية الأشجار, تنمو للأسفل لا إلى الأعلى, تمنى كثير أن يسأل العم أمين لكن الفرصة لم تواته وظل سؤاله حبيس صدره للحظة, لم يكن يدرك وقتها بأن أشياء كبيرة ستحدث, وأن شتاء مفترس يتكون في رحم الغيب سيجتاح كل شي, الحقول الممتدة على ضفتي الوادي, والبشر في بحثهم الدءوب عن لحظة وارفة بدفء مؤقت فقط, والبهائم المحشورة في الزرائب لم يعد يسمع لها حسا كالعادة, السكون لا يقتصر على شي هنا كل شي في القرية يدل على أن الحياة توقفت تماما, عدا بعضا من الشباب يمرقون متدثرين في الدروب المتعرجة كلما اقتضت الحاجة لذلك, الأشجار العتيقة تنتصب مرهقة في الطرقات وفي الحقول تحكي الفصل الأخر للمأساة , فقدت قدرتها على النمو تماما, لكنها مازالت شامخة تحلم بلفته حانية للقدر, بيوم تستعيد فيه قدرتها على النمو, يقول العم أمين بأن حياة الشجر تكمن في العطاء , ومتى ما فقدت الشجرة قدرتها على العطاء تموت, تساّءل في نفسه هل ما يحدث ألاّن إيذانا بالرحيل؟ لا يمكن أن يتكهن بشي, كل ما يدركه ألان أن عليه أن يأوي إلى سقف يحميه, لحظة فقط ولن تسمع في القرية إلا موجات الهواء القارس تلف الأرجاء في صوت موحش يشبه عواء الذئاب , شبح للموت يطبق مخالبه على كل شي دونما رحمة, هذا ما أستقر في عقله مؤخرا.
لم يعد يكترث لشيء مثلما يكترث لعودة العم أمين , فهو وحده من يملك القدرة على التفكير والتمعن, هو وحده من يملك القدرة على التعاطي مع المشكلات الكبرى, قد يعلل ما يحدث ألان, فالأحداث الانسانية الكبرى لايسبر أغوارها الحقيقية إلا الحكماء, قليلون هم الرجال الذين يجيدون استخدام عقولهم الإستخدام الأمثل, ولأن العم أمين من هؤلاء القلة فهو الأجدر حقيقة بأن يستغاث به, حاول مرارا أن يجد له طريقا وفشل, تسلل في الصقيع إلى أطراف القرية بعد أن سمع مرة بأنه شوهد ينحدر إلى الوادي عن طريق الربوة, لم يترك مسلكا اليه,تلمس كل الطرق, فهو يدرك جيدا بأن قيمته كإنسان تكمن في عطاءه للناس, عليه أن يفعل شيئا , أي شيء يجسد انتماءه الحقيقي للقرية التي أحبها كثيرا, هنا يصبح العمل رديفا للحب, ويمتحن المرء في أسوا حالاته, لأن ثمة نجاحات باهرة تتولد في أحلك الظروف.
ليلة مأساوية أخرى على القرية أن تعيشها, هذا ما سلم به, وربما ليالي مأساوية كثيرة تتخلق عند كل غروب, هكذا أعتاد على مراقبة الغروب, فهو يعرف من خلاله أي ليلة قادمة بعده, فا إذا ما أنسابت الشمس بحزن نحو اللون الأحمر كدمعة تنحدر صوب بحيرة من الدموع في مشهد يوحي قطعا بأن السماء تنتحب فهذا يعني أن ليلة حالكة ستأتي, ولأن السماء تنتحب كل ليلة فذلك يعني أن الأرض من سيتبلل بدموعها , وأن الليالي تتشابه.
لحظة ويحل الظلام, وتنغمس القرية في تموجات أسطورية مذهلة, تركن فيها الحياة جانبا, ولا تسمع إلا أصوات متفرقة تشبه عواء الذئاب, ونحيب خافت موغل بالحزن, ووجوه مصفرة لصغار وعجزة يمتهنون الحلم, تحامل على ركبتيه, وأنطلق إلى مأواه, ثمة وجه في الأفق يتهادى نحوه, كأنه يعرفه, مسحة حزن تكسوه, لحية بيضاء ورموش متهدلة, بقايا كائن بشري يحاول أن يكون ذلك الشخص الذي تمناه, أنتفض فجأة, ماذا يفعل؟ من ماذا يتحدث؟ من أين يبتدئ ؟ وقبل أن يتفوه اغرورقت عيناه بالدموع

ابن الشيبة
عضو ممتااز
عضو ممتااز

ذكر
عدد الرسائل : 28
العمل/الترفيه : مشرف قسم المغتربين
تاريخ التسجيل : 07/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نحيب السماء Empty رد: نحيب السماء

مُساهمة  المشرف العام الأحد مايو 10, 2009 8:44 am


مشكور يا بن الشيبه على القصه الرايعه واشكر الاخ عادل الوتي عليها ولنا الفخر انه من ابنا هذه المديريه الطيبه
واعذرني على التاخير
طيب وش رايك في كبسة بوصقر مع للخم
المشرف العام
المشرف العام
مشرف بالمنتدى
مشرف بالمنتدى

ذكر
عدد الرسائل : 132
العمر : 42
الموقع : https://maefaa.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : المشرف العام على المنتدى
تاريخ التسجيل : 06/02/2009

https://maefaa.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى